هل الطقس الممطر يجعل القطط تتصرف بغرابة

القطط معروفة بكونها كائنات ذات سلوكيات غامضة ومزاج متقلب في بعض الأحيان، لكن كثيرًا من مربي القطط لاحظوا أن سلوك حيواناتهم الأليفة يتغير بوضوح خلال الطقس الماطر. قد يصبح بعضها أكثر خمولًا، بينما يظهر على البعض الآخر القلق أو التوتر دون سبب واضح. فهل للمطر تأثير حقيقي على سلوك القطط؟ وهل هذه التغيرات السلوكية مؤقتة أم تعكس حالة نفسية عميقة مرتبطة بالظروف الجوية؟ سنستعرض في هذا المقال تحليلاً شاملاً لهذه الظاهرة.

حواس القطط وحدسها تجاه التغيرات الجوية

القطط مخلوقات تعتمد بشكل كبير على حواسها، لا سيما السمع والشم، وهي قادرة على اكتشاف تغيرات طفيفة في الضغط الجوي أو سماع أصوات الرعد والرياح قبل أن نلاحظها نحن البشر. هذه القدرة الفريدة تجعلها أكثر استعدادًا للتفاعل مع أي تغيّر في الطقس، لكنها في الوقت ذاته تجعلها أكثر عرضة للشعور بالتوتر إذا شعرت أن شيئًا غير مألوف على وشك الحدوث.

الفرق بين ردود الفعل الطبيعية والسلوكيات الغريبة

عندما تبدأ الأمطار في الهطول، تتفاوت ردود أفعال القطط: بعضها يركض للاختباء في أماكن مغلقة مثل أسفل السرير أو داخل الخزانة، في حين قد يبدأ البعض الآخر في المواء بصوت أعلى من المعتاد أو حتى خدش الأثاث دون سبب ظاهر. قد يفسر بعض المربين هذه التصرفات على أنها “غرابة”، لكنها غالبًا ردود فعل طبيعية مرتبطة بشعور داخلي بالخوف أو الارتباك.

الرغبة في العزلة وتفضيل الأماكن الدافئة

الطقس الماطر يرتبط عادةً بانخفاض درجات الحرارة، والقطط بطبيعتها تحب الدفء. لذلك، فإنها تميل إلى الاحتماء في أماكن مغلقة، خصوصًا تلك التي توفر إحساسًا بالأمان والراحة. سلوكيات مثل النوم لفترات أطول أو تقليل الحركة خلال اليوم يمكن أن تكون طبيعية تمامًا في هذه الأجواء.

هل القطط تكره المطر فعلاً؟

العديد من القطط المنزلية تتفادى الخروج أثناء المطر وتكره البلل، ويرتبط هذا غالبًا بشعورها بالانزعاج من فرائها المبلل وعدم قدرتها على التحكم في البيئة الخارجية. في المقابل، هناك قطط برية أو شبه برية قد تكون أكثر اعتيادًا على المطر ولا تبدي ردات فعل متطرفة. إذًا، الكراهية تجاه المطر تختلف من قطة لأخرى حسب نمط حياتها وتكوينها النفسي.

التأثيرات النفسية: هل المطر يسبب الاكتئاب للقطط؟

رغم أنه لا يمكننا تشخيص القطط بالاكتئاب بنفس الطريقة التي نشخص بها البشر، إلا أن بعض الدراسات البيطرية تشير إلى أن الطقس الرمادي والممطر قد يؤثر على الحالة المزاجية للحيوانات الأليفة، بما في ذلك القطط. السلوكيات مثل قلة الشهية، النوم المفرط، أو حتى فقدان الاهتمام بالألعاب، قد تكون علامات على حالة مزاجية منخفضة خلال فترات المطر الطويلة.

التعامل الصحيح مع سلوك القطط خلال المطر

من المهم أن يتفهم مالك القطة أن التغيرات السلوكية ليست بالضرورة سلبية. يُفضل خلال الطقس الماطر توفير بطانيات دافئة، بيئة هادئة، ومكان آمن للقطط. كما يُنصح باللعب مع القطة من حين لآخر لتحفيز نشاطها ومنعها من الوقوع في حالة من الكسل المزمن. في حال لاحظ المربي سلوكيات مقلقة تستمر لفترة طويلة، يجب استشارة طبيب بيطري.

الفرق بين القطط المنزلية والقطط الضالة أثناء المطر

القطط التي تعيش في الشارع تطوّر قدرات بقاء أقوى من تلك المنزلية، وغالبًا ما تتكيف مع المطر بإيجاد مأوى تحت السيارات أو في الأسطح المحمية. بينما تتفاعل القطط المنزلية بصورة درامية أحيانًا، نتيجة لنمط الحياة المستقر والرفاهية. هذا الاختلاف في ردود الأفعال يؤكد أن التجربة والتعرض المتكرر للمطر يصنعان فرقًا في السلوك.

دور الرعد والبرق في زيادة التوتر

لا يقتصر الأمر على هطول الأمطار، بل إن صوت الرعد ولمعان البرق يمكن أن يكونا محفزين رئيسيين للقلق عند القطط. الأصوات العالية والمفاجئة لا تُحتمل بسهولة، ما يدفع بعض القطط إلى الجري واختباء فجائي، أو حتى إصدار أصوات غريبة كوسيلة للتعبير عن فزعها.

خلاصة وتوصيات للمربين

باختصار، نعم، الطقس الماطر قد يجعل القطط تتصرف بطريقة غريبة، لكن هذه التصرفات غالبًا ما تكون انعكاسًا لحساسيتها الشديدة تجاه التغيرات البيئية. من خلال تفهُّم سلوك القطة وتوفير الدعم المناسب لها في هذه الظروف، يمكننا المساهمة في تقليل التوتر وتحسين مزاجها. فالقطة السعيدة والمرتاحَة نفسيًا، مهما كانت الظروف المناخية، ستكون رفيقًا هادئًا ومحبًا.