الطقس في الأردن

يتميّز الأردن بتضاريسه المتنوعة وموقعه الجغرافي بين البحر المتوسط والصحراء العربية، ما يجعله بلدًا غنيًا بالمظاهر المناخية المختلفة على مدار العام. فبينما تستقبل المرتفعات الغربية نسائم البحر الباردة في الشتاء، تعاني المناطق الشرقية من جفاف الصحراء وحرارتها القاسية في الصيف. هذا التنوع لا يؤثر فقط على طبيعة الحياة اليومية للسكان، بل ينعكس كذلك على الزراعة والسياحة والبنية التحتية.

المناخ العام في الأردن

الأردن بلد صغير من حيث المساحة، لكنه متنوع مناخيًا بشكل مدهش. يسود مناخ البحر المتوسط في المناطق الغربية والشمالية من البلاد، حيث الشتاء يكون باردًا ومطيرًا نسبيًا، بينما الصيف جاف وحار. أما باقي المناطق، خصوصًا في الجنوب والشرق، فهي تخضع لتأثير المناخ الصحراوي القاسي، حيث يكون الشتاء معتدلًا نسبيًا والصيف شديد الحرارة. ويرتبط هذا التنوع بوجود السلاسل الجبلية، مثل مرتفعات الشراه وعجلون، وكذلك انخفاض الأغوار التي تعتبر من أكثر المناطق حرارة في العالم.

الشتاء في الأردن

يمتاز فصل الشتاء في الأردن بانخفاض درجات الحرارة التي قد تصل إلى ما دون الصفر في المرتفعات، خاصة في شهري يناير وفبراير. تتساقط الثلوج أحيانًا في عمان والسلط وعجلون، ما يضفي أجواءً شتوية ساحرة، بينما تبقى العقبة والمناطق الصحراوية أكثر اعتدالًا. يعتمد توزيع الأمطار على الموقع الجغرافي، إذ تزداد في الشمال الغربي وتقل كلما اتجهنا شرقًا وجنوبًا. وتُعد الأمطار عاملًا رئيسيًا لتجدد الغطاء النباتي، رغم أنها لا تتجاوز 600 ملم سنويًا في أفضل المناطق.

الربيع في الأردن

الربيع هو فصل الحياة في الأردن. يبدأ من أواخر فبراير ويستمر حتى مايو، وتعتدل فيه الأجواء وتنتعش الطبيعة. تتفتح الأزهار البرية وتنتشر النباتات الخضراء في الريف الأردني، لا سيما في الشمال. كما تُعد هذه الفترة مثالية لهواة المشي في الطبيعة والتخييم، حيث تشهد البلاد مهرجانات بيئية ونشاطات سياحية كثيفة. وتُعد منطقة أم قيس وجبال عجلون من أبرز الوجهات الربيعية لما تتمتع به من مناظر خلابة.

الصيف في الأردن

يُعرف الصيف في الأردن بجفافه وحرارته العالية، خاصة في وادي الأردن والعقبة والمناطق الشرقية. تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع في يونيو وتصل ذروتها في يوليو وأغسطس، وقد تتجاوز 45 درجة مئوية في بعض المناطق. رغم ذلك، فإن الجبال الغربية مثل عمان ومرتفعات الكرك تحتفظ بدرجات حرارة أقل نسبيًا، ما يجعلها ملاذًا للسكان من حر الصيف. كما يُفضل السياح زيارة البحر الميت للاستفادة من خصائصه العلاجية رغم ارتفاع درجات الحرارة.

الخريف في الأردن

الخريف في الأردن هو فصل التوازن المناخي، حيث تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجيًا بعد صيف حار. يستمر من سبتمبر حتى نوفمبر، وتصبح الأجواء أكثر لطفًا، مما يشجع على السفر الداخلي وزيارة المواقع الأثرية. تبدأ الأمطار الخفيفة في الظهور، وتتهيأ الأرض لموسم الزراعة الشتوي. يُعد هذا الفصل أيضًا فترة ذهبية لمحبي تسلق الجبال واستكشاف الكهوف، خاصة في مناطق الطفيلة ووادي الموجب.

التنوع المناخي بين المناطق الأردنية

تختلف الظروف المناخية في الأردن من منطقة إلى أخرى بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، ترتفع درجة الرطوبة في الأغوار وتنخفض في البادية الشرقية. المناطق المرتفعة مثل الشوبك وعجلون تشهد طقسًا أبرد من بقية المناطق على مدار العام. أما مدينة العقبة الواقعة على البحر الأحمر، فتتمتع بمناخ شبه استوائي، يجعلها وجهة مفضلة في الشتاء. يُسهم هذا التنوع في تنوع الأنشطة الاقتصادية، من زراعة الحمضيات في الشمال إلى السياحة البيئية في الجنوب.

تأثير التغير المناخي على الطقس في الأردن

شهد الأردن خلال العقود الأخيرة تغيرات مناخية واضحة، شملت ارتفاع متوسط درجات الحرارة وتراجع معدلات الأمطار. تؤدي هذه التغيرات إلى تقليص الموارد المائية وزيادة خطر التصحر، ما يشكل تحديًا كبيرًا للأمن الغذائي. كما أصبحت موجات الحر أكثر تواترًا، ما يؤثر على الصحة العامة وسوق العمل. تعمل الحكومة على تطوير استراتيجيات للتكيف، تشمل مشاريع لتحلية المياه والطاقة المتجددة، خصوصًا الطاقة الشمسية والرياح.

أفضل الأوقات لزيارة الأردن بناءً على الطقس

إن أفضل فترات زيارة الأردن تتراوح بين مارس ومايو، وسبتمبر حتى نوفمبر، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة والأجواء مريحة. في الربيع، يزدهر الريف وتغدو الطرق الريفية وجهات مفضلة للمشي والرحلات. أما في الخريف، فتوفر الأجواء المعتدلة فرصة ممتازة لزيارة البترا ووادي رم دون حرارة الصيف. يُنصح بتجنب السفر خلال شهري يوليو وأغسطس لمن لا يفضل الأجواء الحارة، باستثناء زيارة العقبة التي تقدم أنشطة بحرية مغرية حتى في الصيف.

الطقس وأثره على الزراعة في الأردن

تلعب الظروف المناخية دورًا حاسمًا في الزراعة الأردنية، إذ تُمثل الأمطار المصدر الرئيسي لري المحاصيل في المناطق المرتفعة. تتنوع المواسم الزراعية بين الشتوية والصيفية بحسب المنطقة، حيث تُزرع الحبوب والبقوليات في الشمال، بينما تتركز زراعة النخيل والخضروات في وادي الأردن. وقد أدى التغير المناخي إلى تغيّر في دورات الزراعة التقليدية، ما دفع المزارعين إلى تبني تقنيات ري حديثة واستخدام بيوت بلاستيكية لحماية المحاصيل من التغيرات المناخية المفاجئة.

الطقس وأثره على السياحة في الأردن

يُعد الطقس عنصرًا محوريًا في حركة السياحة في الأردن. في الشتاء، تجذب مناطق الثلج مثل عجلون الزوار المحليين، بينما تشهد العقبة إقبالًا من السياح الأجانب الباحثين عن دفء البحر الأحمر. أما في الربيع والخريف، فتنتعش السياحة الثقافية والبيئية، حيث تُزار البترا، ووادي رم، ومحمية ضانا. كما تُنظم العديد من الفعاليات في هذه الفصول، مثل مهرجان جرش ومهرجان الفحيص، التي تعتمد على الطقس المعتدل لجذب الزوار.