في عالم سباقات الخيول، لا تزال بعض الأسماء تلمع بفضل إنجازاتها التي لا تُنسى، ومن بين هذه الأسماء البارزة يأتي “الفرعون الأمريكي” كواحد من أعظم الخيول في تاريخ السباقات. هذا الحصان الذي حاز على إعجاب عشاق السباقات حول العالم بفضل أدائه المذهل، والذي خلّد اسمه في سجلّات التاريخ كأول حصان يحقق “الغراند سلام” في سباقات الخيل.
أقسام المقال
نشأة وتدريب الفرعون الأمريكي
وُلد الفرعون الأمريكي في 2 فبراير 2012 في مزرعة ستوكبليس في كنتاكي. تعود أصوله إلى سلالات عريقة من الخيول، حيث كان والده “بايونير أوف ذا نايل” الحاصل على المركز الثاني في ديربي كنتاكي 2009، وجده من ناحية الأم “يانكي جنتلمان” الذي ينتمي إلى سلالة “نورثرن دانسر” و”سيكريتاريت” الشهيرة. تربى الفرعون الأمريكي في بيئة مثالية لإعداد الأبطال، حيث تلقى تدريبه على يد المدرب الشهير بوب بافرت الذي استطاع أن يستخلص من هذا الحصان أفضل ما لديه.
إنجازات الفرعون الأمريكي في السباقات
حقق الفرعون الأمريكي شهرته العالمية عندما أصبح في عام 2015 أول حصان يفوز بالتاج الثلاثي الأمريكي منذ 37 عامًا، بعد فوزه بسباقات “ديربي كنتاكي”، “بريكنيس ستيكس”، و”بلمونت ستيكس”. لم يقتصر نجاحه على ذلك، بل استطاع بعد ذلك الفوز بكأس “بريدرز” ليصبح بذلك أول حصان في التاريخ يفوز بما يُعرف بـ “الغراند سلام”. إنجازاته العديدة جعلت منه أسطورة في عالم السباقات، وساهمت في رفع مكانة مالكه أحمد زيات ومدربه بوب بافرت.
ديانة صاحب الفرعون الأمريكي
ينحدر مالك الفرعون الأمريكي، أحمد زيات، من أصول مصرية، وهو مسلم الديانة. بدأ زيات رحلته في عالم سباقات الخيول بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة، حيث نجح في تأسيس اسطبلات زيات وأصبح من أبرز الأسماء في هذا المجال. تأثير زيات وثقافته انعكس على تسمية الحصان، حيث اختار له اسم “الفرعون الأمريكي” كإشارة إلى الإرث الحضاري المصري، مما أضفى طابعًا خاصًا على مسيرة الحصان. نجاح الفرعون الأمريكي لم يكن مجرد نجاح رياضي، بل كان أيضًا رمزًا للاندماج الثقافي والتنوع في مجال سباقات الخيل.
الحياة بعد السباقات
بعد انتهاء مسيرته في السباقات، تم نقل الفرعون الأمريكي إلى حياة جديدة كحصان تربية. في أول موسم تربية له في عام 2016، أنجب الفرعون الأمريكي 162 مهراً، منهم العديد من المهور الذين حققوا نجاحات ملحوظة في عالم السباقات. استمر تأثير الفرعون الأمريكي على صناعة سباقات الخيل من خلال ذريته، حيث أصبح يُعتبر أحد أهم الفحول في المزارع الأمريكية، واستمر في ترك بصمته على الأجيال القادمة من الخيول.
الإرث الخالد للفرعون الأمريكي
سيظل الفرعون الأمريكي رمزًا للتميز في عالم سباقات الخيل. إنجازاته وأرقامه القياسية جعلته واحدًا من أعظم الخيول في التاريخ، وترك إرثًا يتجاوز حدود الرياضة ليصبح جزءًا من الثقافة الشعبية الأمريكية. من خلال تماثيله المقامة في مختلف أنحاء البلاد، وذكراه الحية في قلوب عشاق السباقات، سيظل الفرعون الأمريكي يُذكر كواحد من أعظم الأبطال في تاريخ الرياضة.