في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة، يبرز سؤال محوري أمام الشباب الأردني والخريجين الجدد: ما هي المهن المطلوبة في الأردن؟ يشهد سوق العمل المحلي تغيرًا جذريًا في أنماط التوظيف والتخصصات ذات القيمة، وهو ما يفرض على الباحثين عن عمل أو من يفكرون في تغيير مسارهم المهني أن يكونوا على دراية دقيقة بمتطلبات السوق واتجاهاته المستقبلية. في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز المهن المطلوبة في الأردن، مع تحليل للقطاعات التي تشهد نموًا، والتخصصات الواعدة، والمهارات التي تزيد من فرص التوظيف.
أقسام المقال
- المهن الهندسية المطلوبة في الأردن
- المهن الطبية والصحية المطلوبة في الأردن
- المهن التقنية والتكنولوجية المطلوبة في الأردن
- المهن التعليمية والأكاديمية في الأردن
- المهن الحرفية والمهنية المطلوبة في الأردن
- المهن الإدارية والمالية المطلوبة في الأردن
- المهن المستقبلية في الأردن
- المهن في قطاع اللوجستيات وسلاسل التوريد
- خاتمة
المهن الهندسية المطلوبة في الأردن
تُعد الهندسة من أكثر التخصصات التي تشهد طلبًا ثابتًا في الأردن، لكنها ليست جميعها بالمستوى ذاته من الحاجة. فالهندسة المدنية والمعمارية تتصدر القائمة، لا سيما مع مشاريع الإعمار والتطوير العمراني التي تشمل الإسكان والبنية التحتية والمجمعات التجارية. بالإضافة إلى ذلك، تبرز الحاجة إلى مهندسي الميكانيك والهندسة الصناعية، وخاصة في المصانع الكبرى وشركات الإنتاج الغذائي والدوائي. كما أصبحت الهندسة البيئية وهندسة الطاقة المتجددة من التخصصات الصاعدة بسبب التوجه الرسمي نحو الاستدامة، وتخفيض الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
المهن الطبية والصحية المطلوبة في الأردن
لا تزال المهن الطبية تشكل عمودًا فقريًا في سوق العمل الأردني، ويُتوقع ازدياد الطلب عليها في السنوات المقبلة. فالقطاع الصحي في الأردن يُعد من الأقوى في المنطقة، ويُعرف بجودة خدماته وتطوره المستمر. يتزايد الطلب على الأطباء العامين والمتخصصين، إضافة إلى كوادر التمريض، والتقنيين في المختبرات، وفنيي الأشعة والتصوير الطبي، والعلاج الطبيعي. كما بدأت مهن الصحة النفسية تحتل مكانة مهمة، مثل الإرشاد النفسي والعلاج السلوكي، نظرًا لزيادة الوعي بالصحة النفسية لدى المواطنين.
المهن التقنية والتكنولوجية المطلوبة في الأردن
في ظل الثورة الرقمية، أصبحت المهن التكنولوجية من أكثر المهن نموًا في الأردن. إذ تبحث الشركات والبنوك والمؤسسات الكبرى عن مطوري برمجيات ومصممي قواعد بيانات، وخبراء في الحوسبة السحابية، وتحليل البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي. كذلك فإن تخصصات الأمن السيبراني باتت من المهن المطلوبة بشدة، خصوصًا مع تصاعد الهجمات الإلكترونية والحاجة إلى حماية البنى التحتية الرقمية. من جهة أخرى، تبرز وظائف مثل إدارة المحتوى الرقمي، وتحسين محركات البحث، والتسويق الإلكتروني، كمجالات واعدة داخل القطاع الرقمي.
المهن التعليمية والأكاديمية في الأردن
رغم تحديات قطاع التعليم، إلا أنه ما زال يُشكل فرصة عمل دائمة، لا سيما مع التوجه نحو تطوير المناهج وتعزيز المهارات الحياتية والرقمية للطلبة. هناك طلب متزايد على معلمي اللغات الأجنبية، خصوصًا الإنجليزية والفرنسية، إضافة إلى معلمي العلوم والرياضيات. كما أصبحت الخبرات في التعليم الإلكتروني وتصميم المحتوى التعليمي الرقمي من المهارات المرغوبة لدى المدارس والجامعات. ولا يمكن إغفال دور الباحثين الأكاديميين والمحاضرين الجامعيين في إثراء القطاع بالتخصصات الجديدة كالذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
المهن الحرفية والمهنية المطلوبة في الأردن
بالرغم من التقدم التكنولوجي، إلا أن المهن الحرفية ما زالت تمثل عنصرًا أساسيًا في الاقتصاد الأردني. فالحاجة إلى فنيي الكهرباء، والنجارين، والسباكين، والميكانيكيين، تتزايد مع تطور البنية التحتية وزيادة الطلب على خدمات الصيانة. كذلك شهد قطاع تركيب أنظمة الطاقة الشمسية نموًا لافتًا، ما ساهم في خلق وظائف جديدة مثل فنيي التركيبات والأنظمة الكهروضوئية. ويُعزز هذا الطلب وجود مراكز تدريب مهني متطورة تقدم برامج تؤهل الشباب لدخول سوق العمل مباشرة بعد التخرج.
المهن الإدارية والمالية المطلوبة في الأردن
تشهد المهن الإدارية والمالية استقرارًا نسبيًا في الطلب عليها، خصوصًا في شركات القطاع الخاص والبنوك. فالمحاسبون، ومديرو الموارد البشرية، وخبراء التسويق، ومحللو الأعمال، هم من بين الوظائف الأكثر شيوعًا في الإعلانات الوظيفية. كما أن التحول الرقمي للقطاع المالي وسّع الطلب على خبراء تكنولوجيا الخدمات المالية (FinTech) وتطبيقات الدفع الإلكتروني. ولا يُستغنى في هذا السياق عن المتخصصين في تحليل البيانات واتخاذ القرارات المبنية على مؤشرات رقمية، خاصة في الشركات الناشئة.
المهن المستقبلية في الأردن
ينبغي إلقاء الضوء على مجموعة من المهن المستقبلية التي بدأت بالظهور في الأردن لكنها لم تصل بعد إلى ذروتها. من بين هذه المهن: متخصصو الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، ومصممو الواقع المعزز والافتراضي، ومحللو الأمن السيبراني، ومتخصصو الزراعة الذكية، ومهندسو السيارات الكهربائية. كما يتوقع أن تنمو الحاجة إلى الخبراء في مجال الاقتصاد الأخضر والمشاريع المستدامة، بالإضافة إلى مطوري التقنيات الطبية الحيوية. واللافت أن هذه المهن تعتمد بشكل كبير على الابتكار والتعليم المستمر، ما يفرض واقعًا جديدًا على منظومة التعليم العالي.
المهن في قطاع اللوجستيات وسلاسل التوريد
يُعد قطاع النقل واللوجستيات من القطاعات المتنامية في الأردن، خاصة مع توسع التجارة الإلكترونية. تزداد الحاجة إلى منسقي سلاسل التوريد، ومديري المخازن، ومشرفي الشحن، وسائقي الشاحنات المحترفين. كما تتطلب الشركات الآن خبرات في أنظمة التتبع الذكي وإدارة العمليات اللوجستية باستخدام البرمجيات المتقدمة. ويدعم هذا النمو اهتمام الحكومة بتطوير المناطق الصناعية والربط الإقليمي مع الدول المجاورة.
خاتمة
تشير الاتجاهات الحديثة في سوق العمل الأردني إلى تنوع كبير في المهن المطلوبة، ما يفتح آفاقًا متعددة أمام الشباب والباحثين عن عمل. ويظل العامل المشترك بين جميع المهن هو الحاجة إلى المهارات، سواء كانت تقنية أو سلوكية، مثل التفكير النقدي، والعمل الجماعي، والقدرة على التعلّم الذاتي. ومع استمرار التغيرات العالمية، يصبح من الضروري على المؤسسات التعليمية والتدريبية أن تتماشى مع هذه التحولات، لتزويد السوق بكفاءات قادرة على قيادة المستقبل بثقة وكفاءة.