جفرا يونس في مسلسل الندم

تُعد جفرا يونس واحدة من الممثلات السوريات اللواتي برزن في عالم الدراما العربية بفضل موهبتها اللافتة وجمالها الطبيعي. ولدت في دمشق عام 1990، ونشأت في أسرة تمزج بين الأدب والفن والعلم، حيث كان والدها مهندساً يحمل درجة الدكتوراه، ووالدتها تدير دار نشر تحمل اسم “جفرا”، وهو الاسم الذي اختارته العائلة لها تيمّناً بالأرض الخصبة ورمزية المقاومة الفلسطينية. بدأت جفرا مشوارها الفني في سن مبكرة، حين كانت في الثامنة من عمرها، لتثبت لاحقاً أنها ليست مجرد وجه طفولي عابر، بل موهبة تستحق المتابعة بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2012. مسيرتها الفنية شهدت تطوراً ملحوظاً، لكن دورها في مسلسل “الندم” عام 2016 يبقى العلامة الفارقة التي وضعتها تحت الأضواء.

جفرا يونس تثير الجدل في مسلسل الندم

في مسلسل “الندم”، قدّمت جفرا يونس شخصية “رشا”، وهي شابة تتقاطع حياتها مع الكاتب “عروة” الذي جسّده الممثل محمود نصر. المسلسل، الذي عُرض في يونيو 2016، يروي قصة درامية معقدة تمتد بين فترتين زمنيتين، تعكسان واقع الشعب السوري قبل وأثناء الحرب. لكن ما جعل جفرا محط الأنظار كان مشهداً بعينه، وصفه البعض بـ”الجريء”، حيث بدا أنها تخلع ملابسها أمام “عروة”. هذا المشهد أثار موجة من الجدل بين الجمهور، حيث اعتبره البعض خارجاً عن المألوف في الدراما السورية، بينما دافعت جفرا عنه بقوة.

في حوارات لاحقة، أوضحت جفرا أن المشهد لم يكن يحمل أي طابع جنسي، بل كان تعبيراً إنسانياً بحتاً عن لحظة ضعف وصراع داخلي للشخصية. وأكدت أن العمل مع فريق متميز مثل الكاتب حسن سامي يوسف والمخرج الليث حجو جعلها تشعر بالأمان في تقديم هذا الدور. ورغم الانتقادات، ساهم المشهد في تعزيز شهرتها، ليصبح “الندم” نقطة تحول في مسيرتها، حيث ارتفع أجرها بعده وبدأت تنتقي أدوارها بعناية أكبر.

بداية جفرا يونس كانت في سن الثامنة

لم تكن جفرا وافدة جديدة على عالم التمثيل حين شاركت في “الندم”. فقد انطلقت مسيرتها الفنية في عام 1999 عندما كانت في الثامنة من عمرها، من خلال دور “نجمة” في مسلسل “الجمل”. هذا العمل، الذي أخرجه خلدون المالح، كان بمثابة بوابة دخولها إلى الشاشة الصغيرة، حيث لعبت دور الطفلة الصغيرة لشخصية “عزيزة” التي أدتها الفنانة سلمى المصري. اختيارها للدور جاء بمحض الصدفة، بعد أن رشحها الفنان رافي وهبي، صديق عائلتها، لتثبت قدرتها على الأداء رغم صغر سنها.

توقف جفرا يونس عن التمثيل لأجل الدراسة

بعد نجاحها الأول في “الجمل”، قررت جفرا التوقف عن التمثيل مؤقتاً للتركيز على دراستها. غيابها عن المدرسة لمدة شهر كامل أثناء تصوير المسلسل دفعها لاتخاذ هذا القرار، رغم أن ذلك لم يؤثر على تفوقها الأكاديمي. عادت لاحقاً إلى الفن بعد حصولها على الشهادة الثانوية، لتلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، حيث صقلت موهبتها وتخرجت عام 2012، لتبدأ مرحلة جديدة في مسيرتها الفنية.

جفرا يونس تتألق بعد العودة للتمثيل

بعد تخرجها، عادت جفرا إلى الشاشة بقوة. في عام 2013، شاركت في مسلسل “ياسمين عتيق”، ثم توالت أعمالها في السنوات التالية. عام 2015، كانت حاضرة في مسلسل “العراب: نادي الشرق” إلى جانب نجوم كبار مثل جمال سليمان وباسل خياط، بالإضافة إلى “دامسكو”. هذه الأعمال مهدت الطريق لدورها الكبير في “الندم”، الذي عزز مكانتها كممثلة قادرة على تقديم أدوار متنوعة ومعقدة.

اسم جفرا يونس يحمل رمزية خاصة

اسم “جفرا” ليس مجرد اسم عادي بالنسبة لها، بل يحمل دلالات عميقة. يُقال إنه يعني “الأرض الخصبة”، وكان رمزاً للمقاومة في فلسطين، وهو ما يجعلها تعتز به كاختيار لوالديها. هذا الارتباط العاطفي بالاسم يعكس جانباً من شخصيتها، التي تجمع بين الحساسية الفنية والوعي الثقافي، وهو ما ظهر في اختياراتها الفنية لاحقاً.

جفرا يونس تواجه تحديات شخصية كبيرة

لم تكن مسيرة جفرا خالية من التحديات الشخصية. في عام 2016، وأثناء تصويرها لمسلسل “العراب”، فقدت والدها، وهو الحدث الذي ترك أثراً عميقاً في حياتها. لاحقاً، في عام 2019، تعرضت لصدمة أكبر بوفاة والدتها، التي كانت سنداً لها في بداياتها الفنية وساهمت في تهيئة بيئة ثقافية غنية لها. هذه الخسارات جعلت جفرا أكثر نضجاً في اختياراتها الفنية والشخصية.

أهم أعمال جفرا يونس بعد الندم

بعد “الندم”، واصلت جفرا تقديم أدوار مميزة. في عام 2017، شاركت في مسلسل “شبابيك” و”أوركيديا”، بالإضافة إلى فيلم “طريق النحل”. عام 2019، تألقت في “دقيقة صمت”، وفي 2020، كانت جزءاً من مسلسل “سوق الحرير”. كما ظهرت في “المنصة” عام 2021، مما يظهر تنوعها بين الأعمال الدرامية والسينمائية.

جوائز جفرا يونس تكرّم موهبتها

حصدت جفرا عدة جوائز تعكس موهبتها، بداية من درع التميز والإبداع عن دورها في “الجمل” من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون. لاحقاً، نالت جائزة من مهرجان نيودلهي السينمائي في الهند عن فيلم “مخاض”، وجائزة أخرى عن “طريق النحل” عام 2018. هذه التكريمات تؤكد أن شهرتها لم تكن وليدة الجدل فقط، بل نتيجة موهبة حقيقية.

جفرا يونس مستمرة في ترك بصمة

مع كل عمل جديد، تسعى جفرا لتقديم ما يميزها عن غيرها. سواء من خلال أدوار معقدة كما في “الندم”، أو عبر اختيارات تعكس وعيها الفني، تبقى جفرا يونس اسمًا يترقبه عشاق الدراما السورية. مسيرتها، التي بدأت منذ الطفولة، تثبت أنها ليست مجرد موهبة عابرة، بل نجمة قادرة على التأثير والاستمرار.