جنسية في فؤاد

لا شك أن قضايا الجنسية والانتماء أصبحت اليوم محط أنظار الكثيرين، خاصة حينما يتعلق الأمر بشخصية فنية معروفة مثل الفنانة السعودية “في فؤاد”. فبمجرد تداول أخبار تتعلق بجنسيتها، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتكهنات، وبدأ النقاش يتسع ليشمل قضايا أكبر مثل الهوية، والجذور، وتأثير الانتماء الوطني على مسيرة الفنانين. ما بين من يرى أن الجنسية مسألة رسمية لا تستحق كل هذا الاهتمام، ومن يربطها بالهوية الثقافية والانتماء الشعوري، يظل اسم “في فؤاد” حاضرًا كمثال حي على هذا الجدل المتجدد.

في فؤاد والفن السعودي في قلب المرحلة الجديدة

ولدت الفنانة في فؤاد في المملكة العربية السعودية، ونشأت في بيئة فنية ساعدتها على الانخراط المبكر في عالم التمثيل والغناء. وبرغم تحفظها في البداية على الظهور الإعلامي، إلا أن شهرتها بدأت تتصاعد تدريجيًا مع بداية مشاركتها في بعض المسلسلات الخليجية. جنسية في فؤاد لم تكن موضع جدل في بداياتها، إلا أن تنقلها بين دول الخليج وبعض المشاركات الخارجية أثارت تساؤلات عديدة.

أصل في فؤاد ومسألة الجنسية

رغم تأكيدها الدائم على فخرها بجنسيتها السعودية، انتشرت شائعات عن امتلاكها جواز سفر إضافي من دولة عربية أخرى. لم تؤكد الفنانة هذه المعلومة بشكل مباشر، لكنها اكتفت بالإشارة في لقاء سابق إلى أن “الانتماء الحقيقي ليس وثيقة، بل إحساس بالوطن”. هذه العبارة أثارت موجة من التفاعل، واعتبرها البعض إشارة إلى جنسية ثانية، في حين دافع عنها آخرون مؤكدين أن ما قالته يعكس رؤية إنسانية. ومن الملفت أن هذه الشائعات تظهر عادةً مع تصاعد النجاح الفني، وكأن النجومية تُقابل دائمًا بتفتيش عن الجذور.

مكانة في فؤاد في الوسط الفني

استطاعت في فؤاد أن تحجز لنفسها مكانة خاصة في الدراما الخليجية، وذلك بفضل أدائها المتقن وتنوع أدوارها. جمهورها يتابع أخبارها بشغف، ويعتبرها نموذجًا للمرأة السعودية العصرية التي تمزج بين الالتزام والتجديد. لم تُعرف عنها أي مواقف مثيرة للجدل على الصعيد السياسي أو الاجتماعي، الأمر الذي جعلها محبوبة في مختلف الأوساط. كما ساهمت ملامحها الشرقية وأسلوبها الهادئ في التمثيل في كسب ود شريحة كبيرة من الجمهور من مختلف الجنسيات العربية.

هل جنسية في فؤاد تفتح الباب للتمثيل العالمي؟

الحديث عن الجنسية لم يكن عبثيًا، إذ تشير بعض التحليلات إلى أن رغبة الفنانين في الحصول على جنسية ثانية ترتبط أحيانًا بتوسيع نشاطهم فنيًا خارج الحدود. ويبدو أن في فؤاد تحاول التمهيد للظهور على منصات عربية أوسع، وربما حتى دولية. ظهورها مؤخرًا في فعاليات ثقافية في دبي والقاهرة يعزز هذا الطموح. من جهة أخرى، قد يكون هذا التوجه بدافع عملي بحت، خاصة أن بعض الجنسيات تتيح لحاملها سهولة أكبر في التنقل والتعاون مع جهات إنتاجية عالمية.

خاتمة: الجنسية ليست هوية وحسب

في ظل العولمة وتداخل الثقافات، أصبحت مسألة الجنسية موضوعًا شائكًا يتجاوز الحدود الجغرافية. قضية جنسية في فؤاد تسلط الضوء على أهمية النظر إلى الفنان كجسر بين الحضارات، وليس مجرد حامل لوثيقة سفر. وبغض النظر عن عدد الجوازات التي تحملها، تبقى في فؤاد سعودية في القلب والوجدان، وفنانة تنتمي للجمهور قبل أن تنتمي لأي نظام قانوني. وربما تكون هذه الحالة فرصة لمراجعة مفاهيمنا حول الهوية والانتماء، في زمن باتت فيه الأوطان أوسع من خرائط، والولاء أعمق من أوراق.