جهاد الزغبي وزوجته وأولاده

يُعد الفنان السوري القدير جهاد الزغبي من الأسماء الراسخة في ذاكرة الدراما السورية والعربية، ليس فقط بفضل موهبته التمثيلية المتميزة، وإنما أيضًا لحضوره المثقف ومواقفه الواضحة. ورغم كونه من الفنانين الذين يفضلون الابتعاد عن الأضواء الإعلامية في حياتهم الشخصية، إلا أن علاقته بزوجته الفنانة ضحى الدبس وبناته توليب ولوتس شكلت جزءًا إنسانيًا لافتًا من سيرته. في هذا المقال نستعرض بالتفصيل محطات حياة جهاد الزغبي الشخصية والفنية، ونكشف الكثير من الجوانب الخفية عنها.

نشأة ومسيرة جهاد الزغبي الفنية

وُلد جهاد الزغبي في العاصمة السورية دمشق في 7 نوفمبر 1956، ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تخرج منه ممثلًا محترفًا قبل أن يلتحق بنقابة الفنانين السوريين عام 1982. منذ بدايته، تميز الزغبي بثقافة عالية، انعكست على اختياراته الفنية وأسلوبه في الأداء، وهو ما جعله مختلفًا عن كثير من أقرانه. عمل في التلفزيون والمسرح والإذاعة، كما كان له بصمة خاصة في مجال الدبلجة، حيث أعاد بصوته تشكيل العديد من الشخصيات العالمية للجمهور العربي.

زوجة جهاد الزغبي الفنانة ضحى الدبس

تُعتبر الفنانة ضحى الدبس من أبرز نجمات الدراما السورية، وقد جمعتها بجهاد الزغبي قصة حب بدأت في أروقة المعهد العالي للفنون المسرحية وتكللت بالزواج. تُعرف ضحى ببساطتها وهدوئها وموهبتها الفريدة التي وضعتها في مصاف النجمات المخضرمات. ساند كل منهما الآخر فنيًا وإنسانيًا، ولم يكن هناك مجال للغيرة أو التنافس، بل كانت العلاقة تقوم على التكامل والتعاون والاحترام العميق.

بنات جهاد الزغبي توليب ولوتس

أنجب جهاد الزغبي من زوجته ضحى الدبس ابنتين هما توليب ولوتس، وقد حرص الزوجان على تربية ابنتيهما في بيئة هادئة وبعيدة عن صخب الوسط الفني. توليب دخلت مجال الإخراج بعد دراسة متخصصة في السينما، وتعمل حاليًا في الإمارات، فيما تعمل لوتس في مجال الإعلام والصحافة وتكتب في وكالات عربية. ورغم غيابهما المتكرر عن سوريا بسبب ظروف العمل، فإن علاقتهما بوالديهما قائمة على المحبة والاحترام.

مكانة جهاد الزغبي في الوسط الفني

يُعرف جهاد الزغبي داخل الوسط الفني بنزاهته واستقلاليته، إذ لم يكن يومًا تابعًا لموجات الشهرة السريعة أو خاضعًا للضغوط السياسية. زملاؤه يصفونه بأنه صادق، محترف، ومحب للمعرفة، ويحتفظ بعلاقات طيبة مع معظم الفنانين، ولكنه لا ينجرف وراء المجاملات الزائدة. يؤمن بأن الفن رسالة أخلاقية وثقافية، ولذلك دائمًا ما يختار أدواره بعناية، حتى لو أدى ذلك لابتعاده لفترات عن الشاشة.

موقف جهاد الزغبي من العمل مع عادل إمام

من أكثر المواقف التي أثارت الجدل حول جهاد الزغبي كان رفضه المشاركة في مسلسل “فرقة ناجي عطا الله” لعادل إمام. أوضح حينها أن النص يحمل إساءة ضمنية للمقاومة، وهو ما لا يتوافق مع مبادئه الشخصية. الموقف هذا لاقى تأييد البعض وانتقاد آخرين، لكن الزغبي بقي متمسكًا بموقفه رافضًا تقديم ما لا يؤمن به، مؤكدًا أن الممثل ليس أداة بل إنسان له رأي وموقف.

أعمال جهاد الزغبي في الدراما السورية

كان الزغبي أحد المساهمين في صعود الدراما السورية في التسعينات ومطلع الألفية الجديدة، من خلال مشاركته في مسلسلات شكلت جزءًا من وجدان المشاهد العربي، مثل: “نهاية رجل شجاع”، “حمام القيشاني”، “الزير سالم”، “دقيقة صمت”، و”الندم”. ورغم ندرة ظهوره في السنوات الأخيرة، إلا أن حضوره ما يزال قويًا حين يختار العودة.

مسرح وسينما جهاد الزغبي

إلى جانب التلفزيون، تألق الزغبي في المسرح من خلال أعمال مثل “المهرج” و”الملك هو الملك”، والتي أظهرت قدراته التعبيرية العالية. في السينما، شارك في أفلام جادة مثل “رد القضاء” و”دم النخيل”، وقد عبّر عن أمنيته في أن تستعيد السينما السورية بريقها من خلال دعم الإنتاج الوطني وإعطاء الفرصة لجيل الشباب.

دور جهاد الزغبي كأب

يعبر الزغبي دائمًا عن فخره بابنتيه، ويؤمن أن الأب الحقيقي هو من يزرع في أولاده الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرار. يشير إلى أنه لم يُجبر ابنتيه على السير في طريق الفن، بل ترك لهما حرية الاختيار، وساندهما في كل خطواتهما. كما عبّر في أحد لقاءاته عن سعادته الكبيرة عندما يرى إنتاج توليب كمخرجة شابة، أو يقرأ مقالًا كتبته لوتس في مجال الصحافة.

الخلاصة حول شخصية جهاد الزغبي

يُمثل جهاد الزغبي حالة نادرة في الوسط الفني، حيث نجح في التوازن بين العمل الإبداعي والموقف الأخلاقي، وبين النجاح الفني والحياة العائلية المستقرة. لم يسعَ للشهرة المطلقة، بل اختار أن يترك بصمة حقيقية بأقل قدر من الضوضاء. وفي وقت يبحث فيه كثيرون عن الظهور، فضّل هو أن يكون حضورًا عميقًا في ذاكرة الناس.