حازم زيدان وهو صغير

حازم زيدان، الممثل والمخرج السوري الذي ترك بصمة واضحة في عالم الفن العربي، ينحدر من عائلة فنية عريقة تحمل اسم زيدان، حيث يعد والده أيمن زيدان أحد أبرز نجوم الدراما السورية. وُلد حازم في السادس عشر من أبريل عام 1986 في العاصمة دمشق، ونشأ في بيئة غنية بالإبداع والفن، مما جعل مسيرته الفنية تبدو وكأنها امتداد طبيعي لتراث عائلته. منذ صغره، كان حازم محاطًا بأجواء المسرح والتلفزيون، الأمر الذي أثر بشكل كبير على تكوين شخصيته الفنية. هذا المقال يأخذنا في رحلة إلى طفولة حازم زيدان، وكيف بدأت خطواته الأولى في عالم التمثيل، مع لمحات عن حياته الشخصية والمهنية التي جعلته واحدًا من الأسماء اللامعة في الدراما السورية.

حازم زيدان في بيت مليء بالفن

نشأ حازم زيدان في منزل كان بمثابة ورشة فنية دائمة النشاط، فوالده أيمن زيدان لم يكن مجرد ممثل، بل مخرج ومنتج أيضًا، مما جعل الطفل الصغير يعيش بين الكواليس والاستوديوهات منذ نعومة أظفاره. في تلك الفترة، كان أيمن يعمل على تقديم أعمال درامية ومسرحية تحمل طابعًا إبداعيًا متميزًا، وكان من الطبيعي أن يجد حازم نفسه محاطًا بأشخاص مبدعين وأفكار فنية مبتكرة. هذه البيئة لم تكن مجرد خلفية عابرة في حياته، بل كانت المدرسة الأولى التي علّمته أبجديات التمثيل والإخراج، حتى قبل أن يدرك أن هذا المجال سيكون مصيره.

مشاركات حازم زيدان المبكرة مع والده

لم يكن غريبًا أن يظهر حازم زيدان وهو طفل صغير في بعض الأعمال الفنية التي أشرف عليها والده. في سنوات طفولته وشبابه المبكر، شارك في عدة أعمال تلفزيونية ومسرحية بأدوار صغيرة، كانت بمثابة تدريب عملي له في هذا المجال. هذه التجارب لم تكن مجرد لحظات عابرة، بل منحته فرصة للتعلم من والده مباشرة، حيث كان أيمن يشرف على إعداده ويوجهه بخبرته الطويلة. تلك الخطوات الأولى زرعت في حازم شغفًا عميقًا بالتمثيل، جعله يقرر لاحقًا أن يبني مسيرته الخاصة بعيدًا عن ظل والده.

طفولة حازم زيدان بعيون العائلة الفنية

لم تكن طفولة حازم زيدان مقتصرة على علاقته بوالده فقط، بل كان محاطًا بأعمامه شادي ووائل زيدان، اللذين عملا أيضًا في مجال التمثيل، مما جعل العائلة بأكملها تعيش في أجواء إبداعية مستمرة. في تلك الفترة، كان يُنظر إلى حازم على أنه الابن الصغير الذي يراقب ويتعلم، وربما كان يشارك أحيانًا في مناقشات فنية أو جلسات تحضير للمشاهد. هذه الأجواء جعلته يكتسب حساسية فنية مبكرة، وأثرت على طريقة تفكيره وتعامله مع الشخصيات التي سيؤديها لاحقًا في حياته المهنية.

حازم زيدان يختار مساره بعيدًا عن والده

مع تقدمه في العمر، شعر حازم زيدان برغبة قوية في أن يثبت نفسه بعيدًا عن تأثير والده المباشر. بعد سنوات من التعلم في كنف أيمن زيدان، قرر أن يسلك طريقه الخاص، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وتخرج منه عام 2010. هذه الخطوة كانت بمثابة إعلان استقلال فني، حيث أراد حازم أن يبني هويته الخاصة، بعيدًا عن لقب “ابن أيمن زيدان”. لاحقًا، سافر إلى مصر لدراسة الإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما، وتخرج منه عام 2014، ليضيف بُعدًا جديدًا إلى موهبته.

بدايات حازم زيدان الفنية الرسمية

بعد أن أكمل تعليمه الفني، انطلق حازم زيدان في مسيرته المهنية بشكل رسمي. كانت أولى خطواته الجادة في عالم التمثيل من خلال مسلسل “مواسم الخطر” عام 2008، حيث قدم أداءً لفت الأنظار رغم صغر سنه وقلة خبرته آنذاك. هذا العمل شكّل نقطة انطلاق حقيقية له، وأظهر قدرته على تقديم شخصيات متنوعة، بعيدًا عن الاعتماد الكلي على اسم عائلته. تلت هذه البداية أعمال أخرى ساهمت في تعزيز مكانته كممثل شاب واعد.

أهم أعمال حازم زيدان في بداياته

بعد ظهوره الأول في “مواسم الخطر”، شارك حازم زيدان في مسلسل “سوق الورق” عام 2011، وهو عمل تناول جوانب اجتماعية بأسلوب درامي مميز. في نفس العام، كان جزءًا من طاقم مسلسل “أيام الدراسة”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا بين الجمهور بفضل قصته القريبة من الواقع. هذه الأعمال المبكرة أثبتت أن حازم لم يكن مجرد امتداد لوالده، بل موهبة مستقلة قادرة على تقديم إضافة حقيقية للدراما السورية.

حازم زيدان في مسلسل “عمر”

في عام 2012، جاءت فرصة ذهبية لحازم زيدان من خلال مشاركته في مسلسل “عمر”، وهو عمل تاريخي ضخم يروي سيرة الخليفة عمر بن الخطاب. في هذا العمل، أظهر حازم قدرة لافتة على التعامل مع الأدوار التاريخية، رغم التحديات التي يفرضها هذا النوع من الدراما. مشاركته في “عمر” كانت بمثابة شهادة على تطور موهبته، وجعلته محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء.

حياة حازم زيدان الشخصية

بعيدًا عن الأضواء، عاش حازم زيدان حياة شخصية شهدت لحظات من الاستقرار والتغيير. في أبريل 2014، تزوج من الممثلة المصرية نهى عابدين، التي التقاها خلال دراسته في مصر، ورزقا بابن سماه أيمن تيمنًا بوالده. لكن هذا الزواج لم يستمر طويلًا، حيث انفصلا في 2017 بسبب اختلاف الثقافات، وبقي ابنه في حضانة والدته. لاحقًا، في أكتوبر 2024، احتفل حازم بزفافه على الممثلة السورية لمى بدور في حفل ضخم بأحد فنادق دمشق، حضره نجوم الفن السوري، ليبدأ فصلًا جديدًا في حياته.

إرث حازم زيدان الفني

منذ طفولته وحتى اليوم، يواصل حازم زيدان بناء إرث فني يجمع بين تأثير عائلته وطموحه الشخصي. بفضل نشأته في بيئة فنية غنية، وتعليمه الأكاديمي، وتجاربه المتنوعة، أصبح حازم واحدًا من الوجوه الشابة التي تحمل على عاتقها استمرار تألق الدراما السورية. سواء كممثل أو مخرج، يظل حازم زيدان مثالًا لكيفية تحول طفل نشأ بين الكواليس إلى نجم يضيء الشاشة بموهبته وشغفه.