حميد الشاعري، الملقب بـ”الكابو”، أحد أعمدة الموسيقى العربية الحديثة، ترك أثرًا لا يُمحى في عالم الغناء والتلحين والتوزيع الموسيقي. وُلد عام 1961 في بنغازي، ليبيا، لأب ليبي وأم مصرية، ونشأ في بيئة فنية دفعته ليصبح رائدًا في مزج الألحان الشرقية بالغربية. يحمل الجنسيتين المصرية والليبية، وعلى الرغم من شهرته الواسعة، يفضل الشاعري إبقاء حياته الشخصية بعيدة عن الأضواء. زيجاته المتعددة وأبناؤه الأربعة شكلوا جزءًا من قصته، لكنه ظل حريصًا على حماية خصوصيته، تاركًا أعماله تتحدث باسمه.
أقسام المقال
خمس زيجات في حياة حميد الشاعري
عاش حميد الشاعري تجارب زوجية متنوعة، حيث ارتبط بخمس زوجات على مدار حياته، مما جعل قصته الشخصية محط اهتمام. في سن السابعة عشرة، أثناء إقامته في لندن عام 1977، تزوج من سيدة إنجليزية، لكن الزواج لم يستمر سوى عام واحد، حيث انفصلا بحلول 1978. من هذه الزوجة أنجب ابنيه نديم ونوح. لاحقًا، في سن التاسعة عشرة حوالي 1980، تزوج من ابنة عمه الليبية، لكن تلك العلاقة انتهت بعد ستة أشهر فقط بسبب مغادرته ليبيا لظروف سياسية. ثم ارتبط بسيدة أردنية لفترة قصيرة، لكن تفاصيل تلك الزيجة ظلت غامضة. في مرحلة لاحقة، تزوج من ميساء الدباغ، وهي سيدة أردنية-فلسطينية، وأنجب منها ابنتيه نبيلة ونورا قبل أن ينفصلا. أخيرًا، ارتبط بصوفيا رشاد، التي تحمل الجنسيتين المصرية والكندية، واستمر زواجهما لسنوات طويلة حتى انفصلا بهدوء حوالي 2023، دون إعلان رسمي سوى للمقربين. هذه التجارب تعكس حياة مليئة بالتنوع والتحديات.
أبناء حميد الشاعري الأربعة
رُزق حميد الشاعري بأربعة أبناء هم نديم، نوح، نبيلة، ونورا، وهم يمثلون جزءًا عزيزًا من حياته. نديم ونوح، من زوجته الإنجليزية الأولى، يشبهان والدهما في ملامحهما، ويُعرف عنهما ابتعادهما عن الأضواء، مفضلين حياة هادئة. أما نبيلة ونورا، من زوجته ميساء الدباغ، فقد ظهرتا في مناسبات معينة، خاصة نبيلة التي لفتت الأنظار خلال حفل زفافها عام 2023، والذي حضره عدد من نجوم الفن. نورا، الأصغر سنًا، تتميز بجمالها اللافت، لكنها تفضل البقاء بعيدة عن الإعلام. يتحدث الشاعري عن أبنائه بحب وفخر، لكنه يحرص على ألا تكون حياتهم تحت دائرة الضوء.
خصوصية حميد الشاعري العائلية
على الرغم من شهرته، يحافظ حميد الشاعري على خصوصية حياته العائلية بعناية فائقة. نادرًا ما يظهر برفقة أبنائه أو يتحدث عن زيجاته السابقة في وسائل الإعلام، مفضلًا أن يبقى تركيزه على فنه. في لقاءاته، يؤكد أن دوره كأب يأتي في صدارة أولوياته، لكنه يتجنب مشاركة تفاصيل حياته الشخصية. هذا النهج جعله مثالًا للفنان القادر على فصل حياته المهنية عن الخاصة بمهارة.
انطلاقة حميد الشاعري الفنية
بدأ حميد الشاعري مشواره الفني في السبعينيات كعازف أورغ في فرقة الإذاعة ببنغازي، لكنه سرعان ما قرر خوض تجربته الخاصة بعد اختلافات فنية. انتقل إلى مصر، حيث أصدر ألبومه الأول “عيونها” عام 1983، لكنه لم يحقق النجاح المنتظر. لم يثنه ذلك، فأطلق ألبوم “رحيل” عام 1984، وكانت أغنية “وين أيامك وين” بمثابة بوابته إلى الشهرة. هذه البدايات الصعبة شكلت شخصيته الفنية وأكدت إصراره على التميز.
حميد الشاعري صانع النجوم
يُعدّ الشاعري أحد أهم صانعي النجوم في الموسيقى العربية، حيث ساهم في تألق أسماء مثل عمرو دياب، مصطفى قمر، وهشام عباس من خلال ألحانه وتوزيعه الموسيقي. كما قدم أعمالًا مميزة مع محمد منير، مثل أغنية “أكيد” التي لاقت رواجًا كبيرًا. قدرته على دمج الإيقاعات الغربية، مثل السينث-بوب، مع الألحان العربية جعلته رائدًا لما عُرف بـ”موسيقى الجيل”، التي هيمنت على التسعينيات.
تحديات واجهت حميد الشاعري
لم تخلُ مسيرة الشاعري من العقبات، فقد تعرض في التسعينيات لانتقادات حادة بسبب إعادة توزيعه لأغاني تراثية، مما اعتبره البعض “تشويهًا” للأصل. هذه الانتقادات بلغت ذروتها عندما أصدرت نقابة الموسيقيين قرارًا بإيقافه عن العمل لثلاث سنوات. رغم ذلك، عاد الشاعري بقوة بعد انتهاء العقوبة، مؤكدًا أن إبداعه لا يمكن تقييده.
عودة حميد الشاعري بألبوم روح السمارة
في عام 2006، أعاد حميد الشاعري إحياء شغف جمهوره بألبوم “روح السمارة”، الذي قدم توزيعًا موسيقيًا متميزًا يعكس خبرته الطويلة. الألبوم، رغم غياب ألحان جديدة من تأليفه، نجح في استعادة مكانته في الساحة الفنية، مؤكدًا أن “الكابو” لا يزال قادرًا على المنافسة.
أحدث أعمال حميد الشاعري
واصل الشاعري تقديم أعمال جديدة في السنوات الأخيرة، حيث شارك في أغنية “السهر والانبساط” عام 2023 مع مجموعة فنانين. كما أحيا حفلات غنائية في دول مثل الإمارات، قدم خلالها أجمل أغانيه القديمة والحديثة. يعمل حاليًا على مشاريع موسيقية جديدة، بما في ذلك تعاونات مع فنانين شباب، مما يبرز حرصه على مواكبة التطورات الفنية.
إرث حميد الشاعري الموسيقي
يبقى حميد الشاعري رمزًا للإبداع في الموسيقى العربية، حيث أعاد تشكيل الأغنية الشبابية بأسلوب مبتكر. مزجه بين الإيقاعات الغربية والشرقية خلق مدرسة فنية لا تزال تؤثر في الأجيال الجديدة. إرثه لا يقتصر على أغانيه، بل يمتد إلى دوره كموزع ومنتج أسهم في صعود العديد من النجوم.