حياة الفهد سنية أم شيعية

تُعد الفنانة حياة الفهد من أعمدة الفن الخليجي ومن الأسماء التي أثّرت في الدراما الكويتية والعربية لعقود طويلة. وبينما تُعرف بحرصها على الحفاظ على خصوصيتها، لا تخلو الساحة الإعلامية من التساؤلات حول خلفياتها الاجتماعية والدينية. ومن أكثر التساؤلات التي تكررت في السنوات الأخيرة سؤال: هل حياة الفهد سنية أم شيعية؟ ورغم وضوح إجاباتها في عدة مناسبات، لا يزال البعض يصر على الخوض في هذا الجانب الشخصي من حياتها. في هذا المقال، نسلّط الضوء على انتماء حياة الفهد الديني، مع استعراض محطاتها الفنية والإنسانية التي جعلت منها أيقونة حقيقية في الوسط الفني.

حياة الفهد تؤكد انتماءها للمذهب السني

صرّحت حياة الفهد في مقابلات إعلامية صريحة بأنها تنتمي للمذهب السني، نافيةً بذلك كل ما يُروَّج عن كونها شيعية. أوضحت أن مثل هذه الشائعات لا تعنيها كثيرًا، وأنها تفضل التركيز على عملها ورسالتها الفنية بدلًا من الرد على كل من يطلق تكهنات لا تستند إلى الواقع. وأشارت إلى أن اختلاط الأمور على بعض الجمهور قد يعود لتجسيدها شخصيات مختلفة في أعمالها، منها الشيعي والسني، مما يعكس عمق خبرتها كممثلة قادرة على التلون والتقمص باحتراف.

حياة الفهد: مسيرة فنية حافلة

منذ أن بدأت مشوارها في ستينيات القرن الماضي، أثبتت حياة الفهد نفسها كواحدة من أنجح نجمات الدراما الخليجية. وقدمت عبر السنوات باقة من أبرز الأعمال الدرامية التي ما زال صداها قائمًا حتى اليوم، مثل “خالتي قماشة” و”الحيالة” و”الفرية” و”أم هارون”. كانت دائمًا ما تختار أدوارها بعناية وتحرص على تقديم قصص تمسّ واقع المجتمع الخليجي، لا سيما المرأة، بكل ما تواجهه من تحديات. وهذا النهج أضفى على أعمالها بعدًا إنسانيًا وعمقًا فنيًا جعلها في مصافّ كبار الفنانين العرب.

حياة الفهد: شخصية مؤثرة في المجتمع

لم تكن حياة الفهد مجرد ممثلة، بل أصبحت رمزًا ثقافيًا وشخصية مؤثرة في المجتمع الكويتي والخليجي. دائمًا ما تبنّت مواقف واضحة تجاه قضايا الإنسان والمجتمع، سواء داخل أعمالها الفنية أو في لقاءاتها الإعلامية. فقد دافعت في أكثر من مناسبة عن حقوق الفنانين، ودعت لدعم الطاقات الشابة وتمكين المرأة الخليجية. كما أن التزامها المهني ومواقفها المبدئية جعل منها قدوة للكثير من الفنانين الطامحين.

حياة الفهد وخصوصيتها العائلية والدينية

من المعروف عن حياة الفهد تحفظها الكبير فيما يخص حياتها العائلية والدينية، إذ نادرًا ما تُفصح عن تفاصيل حياتها الشخصية. وقد شددت أكثر من مرة على أن انتماء الإنسان الديني هو مسألة خاصة لا ينبغي أن تكون موضع جدل أو تصنيف. فهي ترى أن الفن رسالة سامية تتجاوز الانتماءات الطائفية، وتهدف إلى بناء جسور المحبة والتفاهم بين الناس، بعيدًا عن الانقسامات.

أدوار حياة الفهد ومساحة التنوع الطائفي

لعبت حياة الفهد أدوارًا درامية متنوعة جسدت فيها شخصيات تنتمي لمذاهب وخلفيات اجتماعية متعددة، وهو ما يعكس قوة تمثيلها وقدرتها على إتقان اللهجات والتعبيرات المختلفة. على سبيل المثال، جسدت شخصية امرأة شيعية في مسلسل “أم هارون”، وهو ما جعل البعض يظن خطأً أنها تنتمي لهذا المذهب. لكنها أوضحت أن الفنان الناجح يجب أن يكون حياديًا وقادرًا على تمثيل جميع أطياف المجتمع دون أن يكون لذلك أي دلالة على خلفيته الشخصية.

ردود الأفعال على تصريحاتها الدينية

قوبلت تصريحات حياة الفهد حول مذهبها بارتياح من جمهورها ومتابعيها الذين أشادوا بشفافيتها وعدم انجرارها وراء المهاترات الطائفية. كما أكد الكثير من المتابعين أن ما يهمهم هو عطاؤها الفني والرسائل الهادفة التي تقدمها في أعمالها، وليس انتماءها الديني. وقد كررت في أكثر من مناسبة أن نجاح الفنان يُقاس بأخلاقه ومهنيته وليس بانتمائه الطائفي.

خاتمة

في الختام، يمكن القول إن حياة الفهد فنانة سنية حسب تأكيدها الشخصي، لكنها في الوقت ذاته ترفض تصنيف الفن والفنانين حسب المذاهب. تؤمن بأن الفن الحقيقي يوحّد ولا يفرّق، وأن رسالتها كفنانة تتجاوز الحدود الضيقة نحو فضاء أوسع من الإنسانية. لذلك، فإن حياتها الفنية والشخصية تظل مصدر إلهام لكل من يسعى لصناعة فن محترم، يحترم عقل المشاهد، ويعلي من قيم التفاهم والتعايش في مجتمع متنوع.