تُعتبر الفنانة الكويتية حياة الفهد من الشخصيات المؤثرة التي أثرت في الفن الخليجي والعربي على مدار أكثر من ستين عامًا، حيث قدمت أعمالًا فنية خالدة صنعت بها تاريخًا إبداعيًا عظيمًا. لكنها لم تكن فقط أيقونة تمثيل، بل كانت أيضًا أمًا عطوفة ومربية فاضلة أثرت في حياة من حولها، سواء من أنجبتهم أو من احتضنتهم بقلبها الكبير. هذا الجانب الإنساني في حياة الفهد يكشف عن شخصية متكاملة لا تقتصر على الأضواء والشهرة، بل تمتد لتشمل الرحمة والرعاية والمسؤولية الأسرية. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل علاقتها ببناتها ونكشف كيف جسدت الأمومة بأشكالها المختلفة.
أقسام المقال
حياة الفهد: الأم الحقيقية لسوزان
تزوجت حياة الفهد في سن مبكرة من الطبيب العراقي قصي جلبي، وكان ذلك في بداية ستينيات القرن الماضي. وبعد أربع سنوات من الزواج، أنجبت ابنتها الوحيدة سوزان، التي شكلت محور حياتها وارتباطها الأسري الأقوى. على الرغم من انفصالها عن زوجها لاحقًا بسبب رغبتها في العودة إلى العمل الفني واستكمال مسيرتها، لم تُقصّر يومًا في أداء دورها كأم. ربت سوزان بكل تفانٍ، ووفرت لها حياة كريمة ومستقرة. كبرت سوزان في بيت والدتها، وتزوجت لاحقًا من عبد اللطيف نجل الفنان خالد العبيد، مما أضفى على حياة الفهد دور الجدة الذي تقوم به بحب واضح تجاه أحفادها. لا تغيب سوزان كثيرًا عن الإعلام، إذ تُذكر بين حين وآخر في لقاءات والدتها، ما يدل على العلاقة الوطيدة بينهما.
حياة الفهد: الأم الحنونة لمي ومها
تزوجت حياة الفهد مرة ثانية من المطرب اللبناني محمود حمدي، الذي كان له ابنتان توأم من زواج سابق هما مي ومها. لم تتعامل معهما كزوجة أب، بل كأم حقيقية احتضنتهما وأعطتهما من حنانها ورعايتها ما يفوق التوقع. حتى بعد انفصالها عن والدهما، استمرت في رعايتهما والاهتمام بهما، ما يعكس نُبل مشاعرها وإنسانيتها العميقة. لم تكن مي ومها مجرد أسماء في حياتها، بل أفرادًا ضمن أسرتها التي كوّنتها بإرادتها ومبادئها. في مناسبات كثيرة، عبرت حياة عن حبها لهما، وذكرت مواقف دافئة تجمعها بهما، مما أضاف بُعدًا مؤثرًا لصورة الأمومة في حياتها.
حياة الفهد: الأم الراعية لروزان
من أروع القصص التي تُظهر نقاء قلب حياة الفهد، هي قصة روزان، الفتاة اليتيمة التي قررت تبنيها منذ كانت طفلة صغيرة. لم يكن التبني لأسباب استعراضية أو اجتماعية، بل بدافع الإحساس الإنساني العميق الذي يميز شخصية حياة. اعتنت روزان بها كابنة حقيقية، ورافقتها في مراحل حياتها المختلفة، حتى أصبحت فتاة شابة تظهر أحيانًا إلى جانب الفنانة في المناسبات. أثبتت حياة أن الأمومة لا ترتبط دائمًا بالدم، بل ترتبط بالرعاية، والعطاء، والنية الصادقة. روزان، بدورها، تُظهر امتنانًا ومحبة كبيرة تجاه الأم التي منحتها الحياة من جديد.
حياة الفهد: نموذج للأمومة الحقيقية
عندما يُذكر اسم حياة الفهد، لا يقتصر الأمر على فنها الراقي أو تأثيرها في الدراما الخليجية، بل يتعداه ليشمل تجربتها الفريدة كأم. لم تفرّق يومًا بين بناتها، سواء كانت الأم البيولوجية أو الأم الراعية أو حتى زوجة الأب. عاملت الجميع بعدل وحنان، وربّتهم على القيم والتسامح والاحترام. شخصيتها في الحياة تُعد مرآةً صادقة لأدوارها التمثيلية التي كثيرًا ما عبّرت فيها عن قضايا الأمومة، لكنها في الواقع تجاوزت التمثيل وطبّقت ما تؤمن به في حياتها الخاصة. هذه التجربة العميقة تجعل منها رمزًا يُحتذى في قوة الشخصية وصدق المشاعر.
حياة الفهد: بين الفن والأسرة
قد يكون من الصعب على كثير من النساء الجمع بين عمل متطلب وأسرة تحتاج إلى رعاية مستمرة، لكن حياة الفهد استطاعت أن تُثبت العكس. حافظت على تألقها المهني دون أن تُقصّر في دورها العائلي. أحسنت إدارة وقتها، ووضعت لكل جانب من حياتها أولوية بحسب الحاجة. بل وأكثر من ذلك، كانت حريصة على أن تظل قدوة لبناتها وأحفادها، وأن تكون داعمة لهم في مسيرتهم دون أن تفرض عليهم نموذجها الخاص. التوازن الذي حققته بين الفن والحياة الأسرية، يُعد من أبرز إنجازاتها غير المعلنة، ويكشف عن امرأة استثنائية بكل المقاييس.
حياة الفهد: علاقتها بأحفادها وامتداد الأمومة
لم تتوقف مشاعر الأمومة عند بناتها فقط، بل امتدت لتشمل أحفادها الذين يكنّون لها كل الحب والتقدير. تُعرف حياة الفهد بحرصها على التواجد في حياتهم، والاحتفال بمناسباتهم، ومتابعة تفاصيلهم اليومية رغم مشاغلها الكثيرة. علاقتها بالأحفاد ليست تقليدية، بل تُظهر من خلالها دعمًا نفسيًا وإنسانيًا كبيرًا، وتُحاول أن تغرس فيهم نفس المبادئ التي ربت بها بناتها. هذا الامتداد الإنساني يؤكد أن الأمومة لدى حياة ليست دورًا، بل فلسفة حياة.