يُعد دريد لحام وحنان ترك من الأسماء البارزة في عالم الفن العربي، حيث ترك كل منهما بصمة مميزة في الساحة الفنية بأعمالهما التي جمعت بين العمق والإبداع. دريد لحام، الممثل السوري الشهير، اشتهر بتقديم شخصيات كوميدية ودرامية تحمل رسائل اجتماعية قوية، بينما حنان ترك، النجمة المصرية، صنعت لنفسها مسيرة حافلة بالأدوار المتنوعة قبل اعتزالها الفن. لقاءهما في عمل مشترك كان حدثًا لافتًا جمع بين موهبتين من جيلين مختلفين، ليتركا أثرًا في ذاكرة الجمهور العربي. هذا المقال يسلط الضوء على مسيرتهما والتعاون الذي جمعهما، مع استعراض أبرز محطات حياتهما الفنية.
أقسام المقال
- تعاون دريد لحام وحنان ترك في “الآباء الصغار”
- دريد لحام يبدأ مسيرته من دمشق القديمة
- حنان ترك تصنع اسمها في السينما المصرية
- شخصية غوار الطوشة تكتب تاريخ دريد لحام
- حياة دريد لحام العائلية بعيدًا عن الأضواء
- اعتزال حنان ترك يثير جدلاً واسعًا
- جوائز دريد لحام تعكس مسيرته الحافلة
- أبرز أعمال دريد لحام السينمائية
- أهم مسلسلات دريد لحام عبر الزمن
- مسيرة حنان ترك السينمائية قبل الاعتزال
- تأثير دريد لحام وحنان ترك في الجمهور العربي
تعاون دريد لحام وحنان ترك في “الآباء الصغار”
شهد عام 2006 لقاءً فنيًا مميزًا بين دريد لحام وحنان ترك من خلال فيلم “الآباء الصغار”، وهو عمل سوري-مصري جمع بين الكوميديا والدراما الاجتماعية. الفيلم، الذي كتب سيناريوه وحواره وأخرجه دريد لحام بنفسه، يروي قصة أب يعيش مع أطفاله الخمسة بعد وفاة زوجته، ويسعون معًا لتحقيق حلمها بأن يكمل دراسته القانونية لتحسين أوضاعهم المعيشية. حنان ترك أدت دورًا محوريًا في الفيلم، حيث قدمت شخصية “نورا”، إحدى الأخوات التي تحمل على عاتقها مسؤولية مساعدة العائلة، في أداء عكس نضجها الفني آنذاك.
جاء هذا التعاون ليعكس قدرة دريد لحام على تقديم أعمال تحمل رسائل إنسانية بأسلوب يمزج بين الضحك والتأمل، بينما أظهرت حنان ترك مرونة في التعامل مع نص يحمل طابعًا سوريًا مميزًا. الفيلم حقق نجاحًا لافتًا وحصل على تكريم من هيئة قصور الثقافة المصرية، ما يعكس أهميته في الساحة الفنية العربية.
دريد لحام يبدأ مسيرته من دمشق القديمة
ولد دريد محمد حسن لحام في 31 يناير 1934 بحي الأمين في دمشق القديمة، لأب سوري وأم لبنانية من بلدة مشغرة. نشأ في بيئة متواضعة، درس الكيمياء في جامعة دمشق، وعمل مدرسًا لفترة قبل أن يقرر ترك التدريس ليتفرغ للفن عام 1960. بدايته كانت مع انطلاقة التلفزيون السوري، حيث شجعه صباح قباني، مدير التلفزيون آنذاك، وزوجته هالة بيطار على دخول عالم التمثيل، ليصبح لاحقًا أحد أبرز نجوم الكوميديا والدراما في العالم العربي.
حنان ترك تصنع اسمها في السينما المصرية
من مواليد 7 مارس 1975 في القاهرة، بدأت حنان ترك مسيرتها الفنية في التسعينيات، حيث برزت كواحدة من نجمات الجيل الجديد في السينما والتلفزيون المصري. اشتهرت بأدوارها المتنوعة التي جمعت بين الكوميديا والدراما، مثل “إسماعيلية رايح جاي” و”سهر الليالي”. قدرتها على تقديم شخصيات قريبة من الواقع جعلتها محط أنظار الجمهور والنقاد، قبل أن تعتزل الفن في 2012 لأسباب شخصية.
شخصية غوار الطوشة تكتب تاريخ دريد لحام
لا يمكن الحديث عن دريد لحام دون ذكر شخصية “غوار الطوشة”، التي أصبحت رمزًا في الفن العربي. ظهرت هذه الشخصية لأول مرة في مسلسل “مقالب غوار”، مستوحاة من اسم شخص عرفه دريد في الواقع، مضيفًا إليه لقب “الطوشة” ليعكس طابعها الساخر. “غوار” لم يكن مجرد شخصية كوميدية، بل رمزًا للمواطن العربي البسيط الذي يواجه تحديات الحياة بذكاء وفكاهة، ما جعلها محط إعجاب الملايين.
حياة دريد لحام العائلية بعيدًا عن الأضواء
تزوج دريد لحام من هالة بيطار، التي كانت داعمة له في بداياته الفنية، وأنجب منها ثلاثة أبناء: عبير، دينا، وثائر. رغم شهرته، حافظ دريد على خصوصية حياته العائلية، مفضلاً إبقاءها بعيدة عن وسائل الإعلام. في تصريحات نادرة، تحدث عن زواجه السري من الممثلة صباح الجزائري عام 1977 لمدة شهرين، واصفًا إياه بـ”النزوة” التي انتهت بالانفصال للحفاظ على استقرار أسرته.
اعتزال حنان ترك يثير جدلاً واسعًا
في خطوة فاجأت الجميع، أعلنت حنان ترك اعتزالها الفن في 2012، بعد مسيرة حافلة استمرت نحو عقدين. جاء قرارها بعد ارتدائها الحجاب، مشيرة إلى رغبتها في التفرغ لحياتها الشخصية والدينية. على الرغم من ذلك، ظلت شائعات عودتها تظهر بين الحين والآخر، خاصة بعد نشر صور قديمة لها دون حجاب، لكنها نفت تلك الأنباء مرات عديدة، مؤكدة التزامها بقرارها.
جوائز دريد لحام تعكس مسيرته الحافلة
حصل دريد لحام على العديد من الجوائز التي تكرم إبداعه، منها وسام الكوكب الأردني عام 1956، ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى عام 1976. كما شغل منصب سفير النوايا الحسنة لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قبل أن يستقيل عام 2006 احتجاجًا على الحرب على لبنان، في خطوة عكست مواقفه الإنسانية القوية.
أبرز أعمال دريد لحام السينمائية
بدأ دريد لحام رحلته السينمائية في الستينيات بأفلام مثل “عقد اللولو” عام 1964، ثم “فندق الأحلام” عام 1968. في الثمانينيات، قدم “الحدود” عام 1984، وهو عمل نقدي ساخر تناول قضايا الحدود بين الدول العربية. لاحقًا، أنتج “الآباء الصغار” عام 2006، و”دمشق حلب” عام 2018، بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل “رمال من ذهب” و”مسك وعنبر”. مسيرته السينمائية تعكس تنوعًا واضحًا بين الكوميديا والنقد الاجتماعي.
أهم مسلسلات دريد لحام عبر الزمن
في التلفزيون، بدأ دريد بـ”سهرة دمشق” عام 1960، ثم توالت أعماله مثل “حمام الهنا” و”صح النوم” في السبعينيات. في الثمانينيات والتسعينيات، قدم “وادي المسك” و”عودة غوار”، وفي الألفية الجديدة تألق في “الفصول الأربعة” و”على قيد الحب” عام 2022، إلى جانب أعمال أخرى مثل “ملح وسكر” و”الإجازة السعيدة”، ليثبت حضوره القوي على الشاشة الصغيرة.
مسيرة حنان ترك السينمائية قبل الاعتزال
بدأت حنان ترك أفلامها مع “رغبة متوحشة” عام 1991، ثم برزت في “إسماعيلية رايح جاي” عام 1997. في الألفية الجديدة، قدمت “سهر الليالي” عام 2003 و”الآباء الصغار” عام 2006، إلى جانب أعمال أخرى مثل “دنيا” و”حب البنات”. مسيرتها السينمائية تميزت بالتنوع والقدرة على جذب الجمهور بأدائها الطبيعي.
تأثير دريد لحام وحنان ترك في الجمهور العربي
ترك دريد لحام وحنان ترك بصمة واضحة في قلوب المشاهدين، فدريد بفنه الساخر استطاع مناقشة قضايا المجتمع بطريقة مبتكرة، بينما حنان بأدوارها المؤثرة جذبت شريحة واسعة من الجمهور قبل اعتزالها. تعاونهما في “الآباء الصغار” كان مثالًا لكيفية اندماج المواهب العربية من بلدان مختلفة لتقديم عمل فني ذي قيمة، ما يجعل إرثهما الفني محفورًا في ذاكرة السينما والدراما العربية.