دريد لحام وزوجته وأولاده

يُعد دريد لحام أحد أبرز نجوم الفن السوري والعربي، حيث ترك بصمة لا تُمحى في عالم الكوميديا والدراما من خلال شخصيته الشهيرة “غوار الطوشة”. ولد في دمشق عام 1934، ونشأ في حي الأمين الشعبي، ليصبح لاحقًا رمزًا فنيًا يجمع بين الضحك والنقد الاجتماعي الحاد. مسيرته الفنية الطويلة التي بدأت في ستينيات القرن الماضي جعلته شخصية محبوبة لدى الجماهير العربية، لكن حياته الشخصية ظلت محط اهتمام الكثيرين أيضًا. بعيدًا عن الأضواء، عاش دريد حياة عائلية مستقرة مع زوجته وأولاده، مما أضاف بُعدًا إنسانيًا لشخصيته الفنية المتألقة.

دريد لحام يرتبط بهالة بيطار في زواج طويل

تُعتبر هالة بيطار الشريكة الأساسية في حياة دريد لحام، حيث تزوجا في عام 1963 وبنيا معًا أسرة متماسكة. هالة، وهي سيدة سورية بعيدة عن عالم الفن، كانت السند الحقيقي لدريد طوال مسيرته الطويلة. لم تظهر كثيرًا في وسائل الإعلام، لكن حضورها في حياته كان واضحًا من خلال استقراره العائلي الذي تحدث عنه في مناسبات عدة. هذا الزواج، الذي استمر لأكثر من خمسة عقود، يُظهر جانبًا هادئًا من حياة الفنان الذي عُرف بحيويته على الشاشة.

من هم أولاد دريد لحام؟

أنجب دريد لحام من زوجته هالة ثلاثة أبناء هم: دينا، عبير، وثائر، وقد اختاروا جميعًا الابتعاد عن عالم الفن والشهرة الذي اشتهر به والدهم، مفضلين حياة خاصة بعيدة عن الأضواء. دينا، الابنة الكبرى، وُلدت في ستينيات القرن الماضي، وهي معروفة بين أوساط المقربين من العائلة باهتمامها بالتعليم والأعمال الخيرية، حيث يُقال إنها ورثت من والدها حب مساعدة الآخرين، لكنها حافظت على حياة هادئة بعيدة عن الإعلام. عبير، الابنة الوسطى، ظهرت نادرًا في مناسبات عامة، واشتهرت بجمالها وشبهها الكبير بوالدها، حيث لفتت الأنظار في مقطع فيديو نادر عام 2019 أثناء معايدتها للفنانة شكران مرتجى برفقة دريد، مما أثار تعليقات الجمهور عن الشبه الواضح بينهما. أما ثائر، الابن الأصغر والوحيد، فقد اتجه إلى عالم الأعمال، ويُعرف بنجاحه كرجل أعمال بارز في سوريا، حيث يشغل منصب المدير التنفيذي لشركة “سورية القابضة”، بالإضافة إلى رئاسته لمجلس إدارة شركة “نبني للتطوير العقاري”، وهو عضو نشط في عدة مؤسسات اقتصادية وخيرية. هؤلاء الأبناء الثلاثة أضافوا لدريد سبعة أحفاد، يعتبرهم مصدر سعادته الكبرى في مرحلة لاحقة من حياته.

دريد لحام يعيش طفولة متواضعة في دمشق

ولد دريد لحام في التاسع من فبراير عام 1934 لأب سوري وأم لبنانية من بلدة مشغرة. نشأ في أسرة بسيطة عانت من الفقر، مما دفعه للعمل في وظائف متعددة خلال طفولته وشبابه لمساعدة عائلته. هذه التجربة القاسية شكلت شخصيته وألهمته لاحقًا في تقديم أدوار تعكس هموم الإنسان البسيط. دراسته للكيمياء في جامعة دمشق لم تمنعه من الانجذاب لعالم الفن، حيث بدأ مشواره مع فرق مسرحية جامعية قبل أن ينتقل إلى التلفزيون.

بداية دريد لحام الفنية مع شخصية كارلوس

خطى دريد أولى خطواته في عالم الفن عام 1960 مع انطلاقة التلفزيون السوري. في البداية، قدم شخصية “كارلوس”، عازف الجيتار المكسيكي، التي لم تلقَ قبولًا كبيرًا من الجمهور. لكن هذه التجربة كانت مجرد مقدمة لما هو قادم، حيث سرعان ما تعاون مع الفنان نهاد قلعي ليشكلا ثنائيًا مميزًا أنتج أعمالًا كوميدية لا تُنسى. هذا التعاون مهد الطريق لظهور شخصية “غوار الطوشة” التي أصبحت علامة فارقة في مسيرته.

غوار الطوشة تجعل دريد لحام نجمًا عربيًا

لا يمكن الحديث عن دريد لحام دون ذكر “غوار الطوشة”، الشخصية التي ظهرت لأول مرة في ستينيات القرن الماضي وحولته إلى أيقونة كوميدية. غوار، بأسلوبه الساخر ونقده اللاذع للمجتمع، أصبح رمزًا للإنسان العربي البسيط الذي يواجه تحديات الحياة بابتسامة. هذه الشخصية لم تكن مجرد دور تمثيلي، بل انعكاس لتجارب دريد الشخصية ونظرته للواقع الاجتماعي والسياسي.

دريد لحام سفيرًا للنوايا الحسنة

في عام 1999، اختير دريد لحام سفيرًا للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو منصب عكس التزامه بالقضايا الإنسانية. زار مناطق محررة في جنوب لبنان عام 2004، وألقى خطابًا ناريًا انتقد فيه السياسات الدولية، مما أدى لاحتجاجات دبلوماسية واستقالته من المنصب لاحقًا. هذا الموقف أظهر جانبًا آخر من شخصيته، حيث لم يتردد في التعبير عن آرائه حتى لو كلفه ذلك منصبه.

زواج دريد لحام من صباح الجزائري لمدة 60 يومًا

من المحطات المثيرة في حياة دريد لحام الشخصية، زواجه القصير من الفنانة صباح الجزائري عام 1977. استمر هذا الزواج 60 يومًا فقط، ووصفه دريد لاحقًا بأنه “نزوة”، مؤكدًا أن زوجته هالة سامحته واستمرا معًا. هذه التجربة أثارت جدلًا بين الجمهور، لكنها لم تؤثر على استقراره الأسري مع هالة، التي ظلت الثابتة في حياته.

دريد لحام يحتفل بأحفاده السبعة

مع تقدمه في العمر، أصبح دريد لحام جدًا لسبعة أحفاد، وهو ما يُضفي سعادة خاصة على حياته. في لقاءات نادرة، تحدث عن فرحته بهم وعن دوره كجَد يحب مشاركة أحفاده قصصًا من مسيرته. هذا الجانب العائلي يُظهر الفنان بعيدًا عن الشاشة، كرجل يُقدّر الأسرة ويجد فيها ملاذه وسط ضغوط الحياة الفنية.

أهم أعمال دريد لحام في بداياته

بدأ دريد مسيرته الفنية بأعمال مميزة، منها مسلسل “مقالب غوار” عام 1966، الذي أنتج في لبنان بعد رفض التلفزيون السوري له. تبعه “حمام الهنا”، وهو مسلسل كوميدي ناقش قضايا اجتماعية بأسلوب خفيف. هذه الأعمال وضعت أساس شهرته، حيث تعاون فيها مع نهاد قلعي ورفيق سبيعي، ليشكلوا ثلاثيًا أضحك الملايين.

تألق دريد لحام في السبعينيات والثمانينيات

في السبعينيات، قدم دريد “صح النوم”، وهو مسلسل آخر ناجح جمع بين الكوميديا والنقد. ثم جاء فيلم “الحدود” عام 1984، الذي كتبه محمد الماغوط وأخرجه دريد نفسه، ليُظهر قدراته كمخرج وممثل. هذه الفترة شهدت ذروة تألقه، حيث أصبح اسمًا لا يُضاهى في السينما والتلفزيون العربي.

عودة دريد لحام في التسعينيات والألفية

في التسعينيات، تألق في مسلسل “الدوغري” عام 1992، ثم “أحلام أبو الهنا” عام 1996. وفي الألفية الجديدة، عاد بـ”عودة غوار” عام 1998، و”سنعود بعد قليل” عام 2013، ليثبت أن جاذبيته الفنية لم تتلاشَ مع الزمن. هذه الأعمال أكدت قدرته على التجدد والتواصل مع أجيال جديدة.

باقي أعمال دريد لحام المميزة

من أعمال دريد الأخرى التي تستحق الذكر: مسرحية “كاسك يا وطن”، وفيلم “الثعلب”، ومسلسل “عائلتي وأنا”. كما قدم أغانٍ مثل “فطوم فطوم” و”يا بو ردين”، إلى جانب أوبريت “الإنسان الأول”. هذه الأعمال أثرت المشهد الفني العربي، وحصل بفضلها على جوائز عديدة، منها وسام الاستحقاق السوري وجائزة أدونيا.