دريد لحام وصباح الجزائري

في عالم الفن العربي، يبرز دريد لحام وصباح الجزائري كأيقونتين سوريتين تركتا بصمة لا تُمحى في الدراما والكوميديا. دريد، المعروف بشخصية “غوار الطوشة”، وصباح، التي أبدعت في تجسيد “أم عصام” بمسلسل “باب الحارة”، يمثلان جيلًا ذهبيًا من الممثلين الذين مزجوا بين الترفيه والرسائل الاجتماعية. ولد دريد في دمشق عام 1934، وبدأ مشواره من التدريس قبل أن يتحول إلى الفن، بينما انطلقت صباح من قلب العاصمة السورية عام 1955، مدعومة بشقيقتها الفنانة سامية. مسيرتهما الفنية لم تقتصر على النجاح الفردي، بل تقاطعت في أعمال وعلاقات شخصية أثارت اهتمام الجمهور.

زواج دريد لحام وصباح الجزائري السري

من أكثر القصص التي أثارت الجدل في حياة الثنائي هي زيجتهما السرية التي لم تدم طويلًا. في عام 1977، قرر دريد لحام، النجم الذي كان يعيش حياة زوجية مستقرة مع زوجته هالة بيطار، الارتباط بصباح الجزائري في خطوة فاجأت الجميع. هذا الزواج، الذي استمر لمدة شهرين فقط، وصفه دريد لاحقًا بـ”النزوة”، مشيرًا إلى أنه كان قرارًا عاطفيًا لم يتم التخطيط له بعناية. صباح، التي كانت في بداياتها الفنية وتعاونت مع دريد في أعمال عدة، وجدت نفسها في قلب هذه التجربة التي انتهت سريعًا لتعود بعدها إلى مسيرتها الفردية.

تعاون دريد لحام وصباح الجزائري الفني

قبل تلك العلاقة الشخصية، كان التعاون الفني بين دريد وصباح نقطة مضيئة في مسيرتهما. بدأت صباح مشوارها مع دريد عام 1972، حيث شاركته في فيلم “مقلب في المكسيك” ومسرحية “مسرح الشوك” ومسلسل “صح النوم”. هذه الأعمال جمعت بين خفة ظل دريد وموهبة صباح الواعدة، مما جعل الثنائي يترك انطباعًا قويًا لدى الجمهور. العودة الفنية بينهما بعد سنوات طويلة في فيلم “دمشق حلب” عام 2018 أعادت إلى الأذهان تلك الكيمياء التي بدأت قبل عقود.

بدايات دريد لحام في عالم الفن

لم يكن دريد لحام يخطط لأن يصبح ممثلًا في البداية. بعد تخرجه من جامعة دمشق بتخصص الكيمياء، عمل مدرسًا، لكنه سرعان ما وجد نفسه منجذبًا إلى الفن. انطلاقته الحقيقية جاءت مع انطلاق التلفزيون السوري عام 1960، حيث دعاه المخرج صباح قباني للمشاركة في “سهرة دمشق” مع صديقه نهاد قلعي. من هنا بدأت رحلة طويلة تحول فيها إلى رمز الكوميديا العربية، خاصة مع شخصية “غوار الطوشة” التي جسدت هموم المواطن العادي بسخرية ذكية.

صباح الجزائري ودعم عائلتها الفني

صباح الجزائري لم تكن وحيدة في بداياتها، فقد تلقت دعمًا كبيرًا من شقيقتها الكبرى سامية الجزائري، إحدى نجمات الدراما السورية. في سن السابعة عشرة، خطت صباح أولى خطواتها في عالم التمثيل، مستفيدة من خبرة عائلتها الفنية. هذا الدعم مهد لها الطريق لتثبت موهبتها، سواء في الأدوار الكوميدية المبكرة أو الدرامية التي أظهرت عمقها لاحقًا، مثل دورها الشهير في “باب الحارة”.

حياة دريد لحام الشخصية بعيدًا عن الأضواء

على الرغم من شهرته، يفضل دريد لحام حياة هادئة مع عائلته. زوجته هالة بيطار، التي أنجب منها ثلاثة أبناء هم عبير ودينا وثائر، كانت سندًا له حتى في لحظات “النزوة” مع صباح. في لقاءاته، يشيد دريد دائمًا بصبر هالة وحكمتها، مؤكدًا أنها أنقذت أسرته من الانهيار. هذا الاستقرار العائلي ساهم في استمرار عطائه الفني لعقود طويلة.

مسيرة صباح الجزائري بعد الانفصال

بعد انتهاء زواجها القصير من دريد، اختارت صباح الجزائري التركيز على حياتها الشخصية والفنية. تزوجت من رجل الأعمال اللبناني رباح التقي، الذي أنجبت منه ثلاثة أبناء: كرم ورشا وترف. هذه العلاقة، التي بدأت بمبادرة منها، أثمرت حياة مستقرة بعيدًا عن الجدل، بينما واصلت صباح تألقها في الدراما، محققة نجاحًا كبيرًا بدور “أم عصام” الذي جعلها اسمًا مألوفًا في كل بيت عربي.

تأثير دريد لحام على الكوميديا العربية

لا يمكن الحديث عن الكوميديا العربية دون ذكر دريد لحام. شخصية “غوار” لم تكن مجرد دور ترفيهي، بل مرآة تعكس واقع المجتمع العربي بنقده اللاذع وروحه المرحة. أعماله المسرحية مثل “كاسك يا وطن” وأفلامه كـ”الحدود” حملت رسائل سياسية واجتماعية عميقة، جعلته فنانًا لا يُنسى في تاريخ الفن العربي.

جوائز دريد لحام تكريمًا لمسيرته

على مدار مسيرته، حصد دريد لحام العديد من الجوائز التي تعكس قيمته الفنية. منها وسام الاستحقاق السوري عام 1976، ودرع مهرجان القاهرة للإعلام العربي عام 2008، بالإضافة إلى دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 2010. هذه التكريمات تؤكد مكانته كأحد أعمدة الفن في المنطقة.

صباح الجزائري بعيون الجمهور

صباح الجزائري، التي لُقبت بـ”سندريلا الدراما السورية” في شبابها، حظيت بحب الجمهور بفضل تنوع أدوارها. من الكوميديا إلى الدراما الشامية، استطاعت أن تكون حاضرة في وجدان المشاهدين. دورها في “باب الحارة” جعلها رمزًا للأم السورية القوية، وهو ما عزز من شعبيتها عبر الأجيال.

نهاية دريد لحام وصباح الجزائري معًا

رغم انتهاء علاقتهما الشخصية مبكرًا، ظل دريد وصباح يحملان لبعضهما الاحترام كزميلين في المهنة. لقاؤهما مجددًا في “دمشق حلب” بعد عقود أثبت أن الفن قادر على جمع الأرواح حتى بعد التباعد. اليوم، يواصل كل منهما مسيرته بإرث فني غني، تاركين للجمهور ذكريات لا تُمحى من الضحك والدموع.