ديانة شكران مرتجى

شكران مرتجى، واحدة من أبرز نجمات الدراما السورية، استطاعت أن تحفر اسمها في ذاكرة الجمهور العربي بفضل موهبتها المتعددة الجوانب وأدوارها المتنوعة التي جمعت بين الكوميديا والتراجيديا. ولدت هذه الفنانة في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية في 12 ديسمبر 1970، لأب فلسطيني من غزة وأم سورية، لتنتقل لاحقًا مع عائلتها إلى دمشق حيث استقرت في منطقة الزبداني. بدأت مسيرتها الفنية من خشبة المسرح المدرسي، قبل أن تلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لتتحول بعدها إلى رمز بارز في عالم التمثيل. تزوجت من الفنان السوري علاء قاسم، لكن زواجهما لم يستمر طويلًا، ولم ترزق منه بأطفال، بينما حصلت على الجنسية السورية في عام 2012، لتؤكد ارتباطها الوثيق ببلدها الثاني.

ما هي ديانة شكران مرتجى؟

تثير ديانة شكران مرتجى فضول الكثير من محبيها، خاصة مع شهرتها الواسعة في العالم العربي. تعتنق الفنانة السورية الديانة الإسلامية، حيث نشأت في أسرة مسلمة محافظة، سواء من جهة والدها الفلسطيني أو والدتها السورية. لم تكن شكران تخفي هذا الجانب من حياتها، بل أكدته في عدة مناسبات خلال لقاءاتها الإعلامية، مشيرة إلى فخرها بانتمائها الديني والثقافي. هذا الانتماء يعكس أيضًا البيئة التي ترعرعت فيها، والتي شكلت جزءًا من شخصيتها القوية والمتماسكة.

رغم أن بعض الشائعات حاولت التشكيك في هذا الأمر أو ربط ديانتها بأصولها المتنوعة، إلا أن تصريحاتها الواضحة أنهت أي جدل. فهي لم تجد في ديانتها مجرد هوية وراثية، بل جزءًا من قيمها التي رافقتها في حياتها الشخصية والفنية. هذا الوضوح جعلها بعيدة عن أي نقاشات تتعلق بهذا الجانب، لتظل محط اهتمام الجمهور بسبب إبداعها الفني أكثر من أي شيء آخر.

شكران مرتجى وأصولها الفلسطينية السورية

تحمل شكران مرتجى مزيجًا ثقافيًا فريدًا يجمع بين الجذور الفلسطينية من جهة والدها المنحدر من مدينة غزة، والأصول السورية من جهة والدتها. هذا التنوع انعكس على شخصيتها الفنية، حيث استطاعت أن تجسد أدوارًا تعبر عن الروح العربية بمختلف ألوانها. ولادتها في السعودية أضافت بُعدًا آخر لحياتها، لكن انتقالها إلى دمشق في سن مبكرة جعلها تتشرب الثقافة السورية بعمق، حتى أصبحت واحدة من أيقونات الفن السوري.

كيف بدأت شكران مرتجى مسيرتها الفنية؟

بدايات شكران مرتجى الفنية تعود إلى أيام دراستها الثانوية، حين شاركت في نشاطات المسرح المدرسي، لتكتشف شغفها بالتمثيل. أولى خطواتها الجادة كانت من خلال مسرحية “فرعون لا يشبه الفراعنة”، التي شكلت نقطة انطلاق لها نحو عالم الفن. بعد إتمام دراستها الثانوية، التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، حيث صقلت موهبتها وحصلت على أدواتها الفنية التي أهلتها لاحقًا للتألق على الشاشة الصغيرة والمسرح.

شكران مرتجى وزواجها من علاء قاسم

عاشت شكران مرتجى تجربة زواج مع الفنان السوري علاء قاسم، بدأت في عام 2008 بشكل سري، ليتم الكشف عنها لاحقًا بعد حصولها على الجنسية السورية في 2012. لم تدم هذه العلاقة طويلًا، حيث انفصل الثنائي بعد سنوات دون أن يرزقا بأطفال. أسباب الانفصال لم تُعلن بشكل رسمي، لكن بعض التقارير أشارت إلى اختلافات شخصية أو ربما رغبتهما في التركيز على مسيرتهما الفنية. هذه التجربة أبقت شكران بعيدة عن الأضواء في حياتها الشخصية، مفضلة أن يبقى تركيز الجمهور على أعمالها.

دور شكران مرتجى في النشاطات الإنسانية

لم تقتصر شهرة شكران مرتجى على التمثيل فقط، بل امتدت لتشمل نشاطاتها الإنسانية، خاصة خلال الحرب في سوريا. اختارت البقاء في البلاد رغم الظروف الصعبة، وقادت حملات للتبرع بالدم وزيارة جرحى الحرب، مما عكس جانبًا إنسانيًا قويًا في شخصيتها. منزلها في قرية بقين تعرض للدمار خلال النزاع، لكن ذلك لم يثنها عن مواصلة دعمها للمجتمع المحلي، لتثبت أنها ليست مجرد نجمة شاشة، بل شخصية ذات تأثير اجتماعي.

أهم أعمال شكران مرتجى في التسعينيات

انطلقت شكران في عالم الدراما التلفزيونية خلال التسعينيات، حيث قدمت أول أدوارها في مسلسل “عيلة خمس نجوم” عام 1994، لتثبت حضورها المبكر. لكن الشهرة الحقيقية جاءت مع مسلسل “يوميات جميل وهناء” عام 1997، حيث لعبت دور السكرتيرة “أمل جمال”، وأظهرت موهبتها الكوميدية بجانب أيمن زيدان ونورمان أسعد. توالت بعدها أعمالها مثل “خان الحرير” عام 1998، و”دنيا” عام 1999، حيث جسدت شخصية “طرفة العبد” التي أحبها الجمهور.

شكران مرتجى في الألفية الجديدة

مع بداية الألفية الجديدة، واصلت شكران تألقها بأدوار متنوعة، منها “بقعة ضوء” عام 2001، و”ألو جميل ألو هناء” في نفس العام. في 2008، برزت في مسلسل “باب الحارة” الجزء الثالث بشخصية “فوزية”، لتصبح واحدة من الشخصيات المحورية في العمل الشهير. كما قدمت أدوارًا لافتة في “أبو جانتي ملك التاكسي” عام 2010، و”الواق واق” عام 2018، مؤكدة قدرتها على التكيف مع مختلف الأنواع الدرامية.

أفلام شكران مرتجى السينمائية

لم تكتفِ شكران بالتلفزيون، بل خاضت تجربة السينما بنجاح. شاركت في فيلم “صعود المطر” عام 1995 كبداية لها، ثم عادت في 2009 بفيلم “بعد منتصف الليل”. كما قدمت “فيتامين” عام 2014، و”مشروع السعادة” عام 2015، لتثبت أن موهبتها تمتد إلى الشاشة الكبيرة، رغم تركيزها الأكبر على الدراما التلفزيونية.

باقي أعمال شكران مرتجى المميزة

تضم قائمة أعمال شكران العديد من المسلسلات الأخرى مثل “عصي الدمع” عام 2005، “وشاء الهوى” عام 2006، “نساء من هذا الزمن” عام 2012، و”ميادة وولادا” عام 2020. كما شاركت في أفلام مثل “انتظار” عام 2015، ومسرحيات مثل “سوبر ماركت” و”حلاق بغداد”، بالإضافة إلى تقديم برامج تلفزيونية مثل “كاش مع النجوم” و”شكران يا”، مما جعلها فنانة متعددة المواهب.

شكران مرتجى وحياتها بعد الحرب

بعد سنوات الحرب في سوريا، واصلت شكران مرتجى حضورها الفني والإنساني. في 2019، تعرضت لحادث سير طفيف برفقة ابنة شقيقتها، لكنها خرجت سالمة. كما أثارت الجدل في 2025 بظهورها في شوارع دمشق للمساعدة في تنظيفها، وهو ما اعتبره البعض محاولة لتحسين صورتها بعد مواقفها السياسية المثيرة للجدل خلال النزاع. ورغم ذلك، تظل شكران رمزًا فنيًا يحترم تاريخه الطويل في الدراما العربية.