ديانة علاء قاسم

يُعد علاء قاسم أحد أبرز الممثلين السوريين الذين تركوا بصمة واضحة في عالم الفن العربي، حيث اشتهر بأدواره المتنوعة التي تجمع بين العمق الدرامي والحضور الطاغي على الشاشة. ولد هذا الفنان في دمشق عام 1975، وبدأ مسيرته الفنية من خشبة المسرح قبل أن ينتقل إلى التلفزيون والسينما، ليصبح اسمًا مألوفًا في الأعمال السورية البارزة. تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، مما أكسبه أدوات تمثيلية متينة، وظهر ذلك جليًا في أدواره التي نالت إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. حياته الشخصية، التي شهدت زيجات وأحداث بارزة، أضافت طبقة أخرى من الاهتمام حول شخصيته، لكن السؤال عن ديانته ظل محور فضول الكثيرين من محبيه.

ما ديانة علاء قاسم؟

علاء قاسم مسلم، وهو ما يتماشى مع السياق الاجتماعي والثقافي لمدينة دمشق التي نشأ فيها، حيث تُشكل الديانة الإسلامية الغالبية العظمى بين سكانها. على الرغم من أن الفنان لم يُصرح بديانته بشكل علني في لقاءاته الإعلامية، إلا أن خلفيته كابن العاصمة السورية تؤكد هذا الجانب. يُفضل علاء الابتعاد عن مناقشة هذه التفاصيل، مكتفيًا بتقديم فنه وأعماله التي تتحدث عنه، تاركًا حياته الشخصية بعيدة عن الأضواء قدر الإمكان.

علاء قاسم وزواجه الأول من شكران مرتجى

في عام 2008، ارتبط علاء قاسم بالممثلة شكران مرتجى في زواج أُحيط بالسرية لمدة ثلاث سنوات. شكران، التي تحمل أصولاً فلسطينية من والدها وسورية من والدتها، لم تعلن عن هذا الزواج إلا بعد حصولها على الجنسية السورية في 2012. استمر الزواج لأكثر من عقد من الزمان، لكنه انتهى بالانفصال في 2019 دون أن يثمر عن أطفال. أسباب الانفصال، كما تداولت الأوساط الفنية، تعود إلى صعوبات تتعلق بعدم الإنجاب، لكن الثنائي حافظ على علاقة ودية واحترام متبادل بعد الطلاق، مما يعكس نضجًا عاطفيًا ومهنيًا.

علاء قاسم وأسرته مع نسرين

بعد انتهاء زواجه الأول، لم يمض وقت طويل حتى ارتبط علاء قاسم بسيدة تُدعى نسرين من خارج الوسط الفني في عام 2009. هذه العلاقة أثمرت عن ولدين هما “بحر” و”شمس”، حيث اختار لهما أسماء تحمل دلالات رمزية تعكس رؤيته للحياة. نسرين، التي تُفضل الابتعاد عن الأضواء، شكلت دعامة أساسية في حياة الفنان، بعيدًا عن صخب الشهرة. تعليق علاء عن تسمية ابنه “شمس” بأنه “لا شيء أوضح من الشمس” يُظهر جانبًا شاعريًا في شخصيته يتجاوز التمثيل.

بدايات علاء قاسم الفنية

كانت انطلاقة علاء قاسم في عالم الفن من المسرح، حيث انضم إلى فرقة “فواز الساجر” المسرحية، وقدم عروضًا أظهرت موهبته المبكرة. في عام 1995، خطا خطوته الأولى نحو التلفزيون من خلال مسلسل “الخطوات الصعبة”، وهو العمل الذي فتح له أبواب الشهرة. تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية منحَه أساسًا قويًا، ساعده على تقديم أدوار متنوعة، من الشخصيات التاريخية إلى الأدوار الاجتماعية المعاصرة، مما جعله واحدًا من الأسماء الموثوقة في الدراما السورية.

دور علاء قاسم في باب الحارة

لا يمكن الحديث عن مسيرة علاء قاسم دون ذكر دوره الشهير في مسلسل “باب الحارة”. جسّد شخصية “فادي”، الضابط المتعاون مع الاحتلال الفرنسي في الجزأين الرابع والخامس، ثم عاد لاحقًا في الجزء العاشر ليظهر تطورًا دراميًا في الشخصية بعد غياب طويل. هذا الدور، رغم أنه لم يكن الأكثر حماسة مقارنة بأدواره الأخرى كما يرى بعض الجمهور، إلا أنه أضاف بُعدًا جديدًا لمسيرته، مما جعله محط أنظار عشاق الدراما الشامية.

أبرز أعمال علاء قاسم اللاحقة

بعد “باب الحارة”، واصل علاء قاسم تألقه في أعمال مثل “بيت جدي”، حيث لعب دور “راشد”، و”رصيف الذاكرة” بشخصية “سامر”، وهما دوران يُعتقدان من أنجح تجاربه الفنية. كما شارك في “الزعيم” و”قمر شام”، وأضاف إلى رصيده السينمائي فيلم “سوريون” عام 2016. تنوع أدواره بين الدراما التاريخية والاجتماعية جعله فنانًا متعدد الأوجه، يحظى بتقدير واسع في الأوساط الفنية.

علاء قاسم طفلاً مشاغبًا

من المثير للاهتمام أن علاء قاسم لم يكن طفلاً عاديًا في صغره. في إحدى لقاءاته، روى كيف كان يتحايل لإقناع زملائه بالغياب عن المدرسة، حيث وضع أعواد كبريت في قفل الباب وأشاع أن المدير توفي، مما أدى إلى تعطيل الدراسة ليوم كامل. هذه القصة تكشف عن ذكاء وحيوية رافقته منذ الصغر، وهي صفات انعكست لاحقًا في اختياراته الفنية وحضوره المميز.

علاء قاسم بعيدًا عن الأضواء

رغم شهرته، يُفضل علاء قاسم الابتعاد عن التفاصيل الشخصية في وسائل الإعلام، محافظًا على خصوصية عائلته خاصة مع زوجته نسرين وأبنائه. هذا التوازن بين الحياة العامة والخاصة يُظهر شخصية واعية، تدرك قيمة الفصل بين الفن والحياة اليومية. اهتمامه بأسرته وتركيزه على تربية أبنائه يعكسان جانبًا إنسانيًا قد لا يراه الجمهور على الشاشة.

إرث علاء قاسم الفني

مع أكثر من 70 عملًا فنيًا، يُعتبر علاء قاسم من الأسماء التي ساهمت في تعزيز مكانة الدراما السورية عربيًا. قدرته على تقمص الشخصيات المختلفة، سواء كانت شريرة أو بطولية، جعلته محط إعجاب الجمهور. إرثه الفني ليس فقط في الأدوار التي قدمها، بل في الإلهام الذي يقدمه للأجيال الجديدة من الممثلين الذين يطمحون لترك بصمة مشابهة.