يُعدّ مهند قطيش واحدًا من الأسماء البارزة في الوسط الفني السوري، حيث استطاع أن يترك بصمة واضحة في عالم التمثيل والإخراج على حد سواء. وُلد هذا الفنان في مدينة السويداء جنوب سوريا، وتحديدًا في 19 سبتمبر 1973، ليبدأ رحلته الفنية من هناك قبل أن ينتقل إلى دمشق ليصبح أحد خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية. اشتهر بتقديم أدوار مميزة في الدراما السورية، إلى جانب موهبته في الإخراج التي أثبتها من خلال عدة أعمال ناجحة. حياته الشخصية والمهنية لم تخلُ من التحديات، لكنه ظل محط اهتمام الجمهور بفضل حضوره القوي وتعدد مواهبه.
أقسام المقال
ما هي ديانة مهند قطيش؟
تُعتبر ديانة مهند قطيش من الموضوعات التي أثارت فضول الجمهور، خاصة مع ارتباط اسمه بمدينة السويداء التي تشتهر بأغلبية سكانها من الطائفة الدرزية. وبحسب المعلومات المتداولة عنه، فإن مهند ينتمي إلى الديانة الإسلامية، وتحديدًا إلى الطائفة الدرزية التي تُعدّ جزءًا من التركيبة الدينية المتنوعة في سوريا. هذا الانتماء يعكس جذوره في السويداء، حيث نشأ وترعرع بين أحضان هذه المدينة التي تحمل طابعًا ثقافيًا ودينيًا مميزًا. ورغم أن الفنان لم يصرح بشكل مباشر عن تفاصيل معتقداته الشخصية، إلا أن هذا الارتباط يبدو منطقيًا في سياق خلفيته الاجتماعية.
التنوع الديني والثقافي في سوريا أضفى على شخصيات مثل مهند قطيش طابعًا خاصًا، حيث يعيش الفنانون في بيئة تجمع بين مختلف الأديان والمذاهب دون أن يكون ذلك عائقًا أمام إبداعهم. هذا الجانب من حياة مهند يُبرز كيف استطاع أن يحافظ على هويته الثقافية مع تقديم أعمال فنية تجاوزت الحدود المحلية لتصل إلى الجمهور العربي بأكمله.
مهند قطيش وبداياته الفنية
بدأ مهند قطيش مشواره الفني في منتصف التسعينيات، حيث كان عام 1994 نقطة انطلاقته الحقيقية بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق. في تلك الفترة، شارك في مسلسل “الخريف” الذي شكل أولى خطواته على الشاشة الصغيرة، ليتبعه بعدها بعمل آخر هو “يوميات مدير عام” في العام التالي. هذه البدايات لم تكن مجرد محطات عابرة، بل أظهرت شغفه بالفن ورغبته في تقديم أدوار تترك أثرًا لدى المشاهدين.
أهم أدوار مهند قطيش في الدراما
من بين الأدوار التي صنعت شهرة مهند قطيش، يبرز دوره كـ”سلمة” في مسلسل “الزير سالم”، وهو عمل تاريخي ضخم حظي بشعبية واسعة في العالم العربي. هذا الدور لم يكن مجرد شخصية عابرة، بل أصبح رمزًا ارتبط باسم مهند بفضل أدائه المميز الذي جمع بين القوة والعاطفة. كما قدم شخصية “عبودي الكازية” في مسلسل “الخربة”، وهو دور أضاف إلى رصيده الفني بُعدًا آخر يعكس قدرته على التنوع بين الشخصيات.
مهند قطيش والإخراج المسرحي والتلفزيوني
لم يكتفِ مهند قطيش بالتمثيل، بل اتجه إلى الإخراج ليثبت أن موهبته لا تقتصر على الأداء أمام الكاميرا. عمل في قسم السينوغرافيا بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث ساهم في تأسيس هذا القسم الذي يركز على تصميم الديكور المسرحي. على صعيد الإخراج التلفزيوني، قدم مسلسل “رومانتيكا” الذي نال استحسان الجمهور، إلى جانب أعمال أخرى مثل “هواجس عابرة” التي أثارت جدلاً بسبب تعليقات بعض الممثلين حول الأجور والإنتاج.
حياة مهند قطيش الشخصية وزيجاته
شهدت حياة مهند قطيش الشخصية العديد من التطورات التي شغلت الجمهور. تزوج مرتين، الأولى من الفنانة السورية قمر خلف التي التقاها أثناء تصوير مسلسل “الطويبي” عام 1998، وأثمر زواجهما عن ابنة تُدعى جودي. لكن هذه العلاقة انتهت بالانفصال في 2008 بعد فترة صعبة مرت بها قمر أثناء سجن مهند. أما زوجته الثانية فكانت الفنانة ريم زينو، التي ارتبط بها في 2017 قبل أن ينفصلا في 2019، ليبقى مهند محط أنظار المتابعين بسبب هذه الأحداث.
مهند قطيش وتجربة السجن
في عام 2004، واجه مهند قطيش واحدة من أصعب مراحل حياته عندما اتُهم بالعمالة لإسرائيل، وهي تهمة أدت إلى سجنه لمدة ثلاث سنوات في سجن صيدنايا. لاحقًا، كشف الفنان أن السبب الحقيقي وراء اعتقاله كان مقالات نقدية كتبها ضد شركة إنتاج مرتبطة بشخصيات نافذة في سوريا آنذاك. هذه التجربة تركت أثرًا عميقًا في حياته، حيث روى تفاصيل مؤلمة عن التعذيب الذي تعرض له، وأصدر كتابًا بعنوان “الدجاج السياسي” يوثق هذه الفترة.
مهند قطيش خارج سوريا
بعد سنوات من العمل والتحديات داخل سوريا، يعيش مهند قطيش اليوم خارج بلاده، حيث يواصل متابعة مسيرته الفنية بعيدًا عن الأزمات التي مرت بها البلاد. ظهوره في مقابلات حديثة، مثل تلك التي أجرتها قناة “المشهد”، أعاد إلى الأضواء قصته الشخصية وتجاربه، مما جعله محط اهتمام الجمهور الذي يتابع أخباره بشغف.
أعمال أخرى لمهند قطيش
إلى جانب الأدوار والأعمال المذكورة، شارك مهند قطيش في العديد من المسلسلات مثل “أبناء القهر” بدور عماد، و”باب الحارة”، و”عناية مشددة”، و”تحت سماء الوطن”. كما قدم أدوارًا في أعمال أخرى مثل “زمن الخوف” كمساعد مخرج، و”القيد”، و”أخوة التراب”، مما يعكس تنوع تجربته الفنية التي امتدت لأكثر من عقدين من الزمن.