رواد عليو وأولادها

تعد رواد عليو واحدة من أبرز نجمات الدراما السورية، حيث استطاعت أن تحفر اسمها في ذاكرة الجمهور العربي بفضل موهبتها اللافتة وحضورها القوي على الشاشة. ولدت هذه الفنانة في مدينة حلب السورية عام 1983، وبدأت مشوارها الفني في مطلع الألفية الجديدة، لتصبح اليوم رمزًا من رموز الكوميديا والدراما على حد سواء. لكن بعيدًا عن الأضواء، تحمل رواد قصة شخصية تجمع بين الأمومة والطموح، حيث تكرس جزءًا كبيرًا من حياتها لابنتيها اللتين تعتبرهما محور عالمها. في هذا المقال، نلقي الضوء على حياتها مع أولادها، إلى جانب جوانب أخرى من مسيرتها الفنية والشخصية.

رواد عليو تعيش من أجل ابنتيها

في حياة رواد عليو، تأتي ابنتاها “لور” و”ورد” في صدارة أولوياتها. أنجبت “لور” عام 2013، تلتها “ورد” في 2015، لتتحول حياة الفنانة السورية إلى رحلة توازن بين العمل الفني والمسؤوليات الأسرية. تحدثت رواد في أكثر من لقاء عن مدى ارتباطها العاطفي العميق بابنتيها، مؤكدة أنهما تمثلان كل شيء بالنسبة لها، حتى إنها مستعدة للتخلي عن التمثيل من أجلهما إذا اقتضت الضرورة.

رغم عشقها الكبير للفن، تمنح رواد ابنتيها مساحة خاصة من الحرية، وهي سياسة تربوية تتبعها على الرغم من انتقادات والديها أحيانًا. تقول إنها تؤمن بأهمية منح الأطفال فرصة استكشاف العالم بأنفسهم، وهو ما يعكس شخصيتها الهادئة والمتفهمة. هذا التفاني في الأمومة لم يمنعها من العودة إلى الشاشة بعد فترات غياب، لكنها دائمًا ما تضع عائلتها في المقام الأول.

رواد عليو تنفصل بعد ولادة ابنتها الثانية

عاشت رواد عليو تجربة زواج لم تكلل بالاستمرار، حيث تزوجت من رجل بعيد عن الوسط الفني، وأثمر زواجهما عن ابنتيها. لكن بعد شهرين فقط من ولادة “ورد”، أعلنت انفصالها، وهو ما فاجأ جمهورها وأثار تساؤلات حول الأسباب. لم تكشف رواد تفاصيل كثيرة عن هذه المرحلة، لكن تقارير أشارت إلى أنها مرت بفترة صعبة تخللتها معاناة نفسية، ربما بسبب اكتئاب ما بعد الولادة الذي أثر على قراراتها.

بعد الطلاق، اختارت رواد الانتقال إلى مدينة اللاذقية لفترة مع ابنتها الأولى “لور” بعيدًا عن صخب دمشق، وهي خطوة عكست رغبتها في توفير بيئة هادئة لأسرتها الصغيرة. هذا القرار أبقاها بعيدة عن الأضواء لعامين، لتعود لاحقًا بقوة إلى الساحة الفنية، مثبتة أن الأمومة لم تكن عائقًا أمام طموحها.

بداية رواد عليو الفنية كانت في 2003

انطلقت مسيرة رواد عليو الفنية في عام 2003 من خلال مسلسل “أمواج”، وهو العمل الأول الذي قدمها إلى الجمهور تحت إخراج عصام موسى. قبل ذلك، كانت قد درست في كلية الحقوق بجامعة دمشق، لكنها سرعان ما تخلت عن الدراسة في سنتها الثانية لتكرس نفسها لعالم التمثيل. هذا القرار كان نقطة تحول، حيث وجدت في الفن شغفها الحقيقي الذي طالما حلمت به منذ طفولتها في حلب.

رواد عليو تتألق في عصر الجنون

في عام 2004، خطت رواد خطوة مهمة نحو الشهرة من خلال مشاركتها في مسلسل “عصر الجنون”، وهو عمل درامي اجتماعي سوري أخرجه مروان بركات وبطولة بسام كوسا وسلاف فواخرجي. هذا المسلسل فتح أمامها أبواب النجومية، حيث أظهرت قدرة مميزة على تجسيد الشخصيات المعقدة، مما جعلها محط أنظار المنتجين والمخرجين.

دور رواد عليو في أشواك ناعمة يثبت موهبتها

عام 2005، كان العام الذي شهد انطلاقة رواد الحقيقية مع مسلسل “أشواك ناعمة” بإخراج رشا شربتجي. هذا العمل لم يكن مجرد محطة عابرة، بل كان بمثابة شهادة على موهبتها، حيث شاركت إلى جانب نجمات مثل كندة علوش وسلافة معمار. دورها في هذا المسلسل أبرز قدرتها على تقديم أداء متميز، مما عزز مكانتها في الدراما السورية.

رواد عليو تترك بصمة في ضيعة ضايعة

لا يمكن الحديث عن رواد عليو دون ذكر شخصية “عفوفة” في مسلسل “ضيعة ضايعة”، الذي عُرض في جزأين بين 2008 و2010. هذا الدور الكوميدي، الذي جمعها بالفنان فادي صبيح بشخصية “سلنغو”، ترك أثرًا كبيرًا في قلوب المشاهدين. العلاقة العاطفية المضحكة بين الشخصيتين أصبحت واحدة من أيقونات الكوميديا السورية، وما زال الجمهور يتذكرها حتى اليوم.

أهم أعمال رواد عليو الأخرى

توالت أعمال رواد عليو بعد نجاحها الكبير، ففي 2008 شاركت في “باب الحارة” الجزء الثالث بدور “حميدة”، ثم عادت في الجزء الرابع والخامس. كما ظهرت في “بيت جدي” و”زمن العار” و”ليس سرابًا”. في 2015، عادت بعد غياب بمسلسل “دنيا 2015″، ثم شاركت في “الحرملك” عام 2019، وصولًا إلى “حارة القبة” في 2021، وهي أعمال أكدت تنوعها وقدرتها على التألق في بيئات درامية مختلفة.

رواد عليو تتحدث عن عمليات التجميل

لم تتردد رواد عليو في الاعتراف بأنها خضعت لعمليات تجميل، وهو موقف أثار جدلًا بين جمهورها. في تصريحات لها، أكدت أنها تحب الجمال وتسعى لتطوير مظهرها، مشيرة إلى أنها لا تمانع الحديث عن ذلك، لكنها تنتقد أسلوب المقارنة بين صورتها القديمة والحديثة بطريقة تهدف للسخرية. هذا الصراحة جعلتها محط اهتمام إضافي، ورغم الانتقادات، يرى كثيرون أنها حافظت على جاذبيتها الطبيعية.

شخصية رواد عليو بعيدًا عن الشاشة

تصف رواد نفسها بأنها شخصية هادئة وخجولة، تحب التجمعات الصغيرة مع الأصدقاء الذين يشبهونها في طباعها. هذا الهدوء يتجلى في اختياراتها الحياتية، سواء في تربية ابنتيها أو في تعاملها مع الشهرة. تقول إنها لا تسعى للظهور الإعلامي المكثف، مفضلة أن تتحدث أعمالها عنها، وهو ما يجعلها نجمة متوازنة تجمع بين الحياة العامة والخاصة بذكاء.