زوجة سامح الصريطي الأولى

تحظى الحياة الشخصية للفنانين باهتمام واسع من الجمهور، حيث يتابع المعجبون تفاصيل حياة نجومهم المفضلين بشغف. ومن بين هؤلاء الفنانين، يبرز اسم الفنان المصري سامح الصريطي، الذي كان متزوجًا من الفنانة الراحلة نادية فهمي. لقد شكل زواجهما جزءًا مهمًا من حياة كل منهما، وكان له أثر كبير على مسيرتهما الفنية والشخصية.

نادية فهمي: البداية والمسيرة الفنية

وُلدت نادية فهمي في 6 يناير 1950 في القاهرة، ونشأت في بيئة تعشق الفن، مما دفعها للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية. برزت موهبتها سريعًا، واستطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا بين نجمات جيلها. بدأت مسيرتها في أواخر الستينيات، وشاركت في العديد من الأعمال التي حفرت اسمها في ذاكرة الجمهور، حيث تميّزت بأداء أدوار متنوعة بين الكوميديا والدراما.

قصة الحب والزواج بين سامح الصريطي ونادية فهمي

جمع الحب بين سامح الصريطي ونادية فهمي في بداية حياتهما المهنية، حيث تعاونا في العديد من الأعمال الفنية، ما عزز مشاعر الإعجاب بينهما. لم يدم طويلاً حتى قررا الزواج، فكانا من الثنائيات التي جذبت اهتمام الوسط الفني. استمر زواجهما لسنوات طويلة، وأثمر عن ابنتين، هما ابتهال وآية، حيث كانا حريصين على بناء أسرة مستقرة بعيدًا عن الضغوط الإعلامية.

نادية فهمي: الأمومة والتوازن بين العمل والحياة الشخصية

رغم انشغالها بالفن، لم تغفل نادية فهمي دورها كأم، فقد حرصت على توفير بيئة دافئة لابنتيها، وتمكنت من تحقيق توازن ناجح بين حياتها الأسرية والمهنية. استطاعت أن تكون نموذجًا يُحتذى به، حيث دعمت عائلتها دون أن تتأثر مسيرتها الفنية، وهو تحدٍ يواجه العديد من الفنانات اللاتي يجدن صعوبة في التوفيق بين الحياة العملية والشخصية.

الانفصال: قرار مشترك وعلاقة مستمرة

بعد سنوات من الزواج، قرر سامح الصريطي ونادية فهمي الانفصال في هدوء، دون أن يؤثر ذلك على علاقتهما الأسرية. استمرت علاقتهما الجيدة، خاصة فيما يتعلق بابنتيهما، حيث عملا معًا لضمان نشأتهما في جو من الحب والاحترام. لم يكن الطلاق نهاية العلاقة بينهما، بل تحول إلى شكل مختلف من التعاون الأبوي والمسؤولية المشتركة.

نادية فهمي ومعركتها مع المرض

في سنواتها الأخيرة، أصيبت نادية فهمي بمرض الزهايمر، وهو ما شكل تحديًا كبيرًا لها ولأسرتها. احتاجت إلى رعاية خاصة، ما دفع العائلة إلى اتخاذ قرار بنقلها إلى دار رعاية متخصصة. كان هذا القرار صعبًا، لكنه جاء لضمان توفير أفضل رعاية لها، خاصة مع تدهور حالتها الصحية.

ردود الفعل والتحديات التي واجهتها الأسرة

تعرضت عائلة نادية فهمي لانتقادات بعد نقلها إلى دار الرعاية، حيث اعتبر البعض أن هذا القرار لم يكن إنسانيًا. لكن سامح الصريطي أوضح أن هذا الأمر تم بالاتفاق مع العائلة، وأن الهدف كان توفير بيئة آمنة لها. أثبتت الأيام صحة هذا القرار، حيث حصلت على الرعاية اللازمة في أواخر أيامها.

وفاة نادية فهمي وتركها لإرث فني

في 14 فبراير 2019، رحلت نادية فهمي عن عالمنا، لكنها تركت وراءها إرثًا فنيًا غنيًا. قدمت أعمالًا ستظل محفورة في ذاكرة الجمهور، وخلّفت بصمة لا تُمحى في تاريخ الدراما المصرية. ودّعها محبوها وزملاؤها بالكثير من الحزن، لكنهم احتفلوا في الوقت ذاته بإنجازاتها الفنية.

ابنتاهما: استمرار المسيرة الفنية

ابنتهما ابتهال الصريطي قررت أن تسير على خطى والديها، حيث اقتحمت عالم التمثيل وأثبتت موهبتها في العديد من الأعمال. أما آية، فقد فضلت الابتعاد عن الأضواء، لكنها لم تتخلَ عن دعم والدها وشقيقتها، ما يعكس الروابط القوية داخل الأسرة.

سامح الصريطي: دعم مستمر لعائلته

بعد وفاة نادية فهمي، لم يتوانَ سامح الصريطي عن دعم ابنتيه، حيث حرص على تقديم النصائح والمساندة لابتهال في مسيرتها الفنية. كما حافظ على ذكريات جميلة مع زوجته الراحلة، مؤكدًا أنها كانت جزءًا مهمًا من حياته، وأنه فخور بما قدماه معًا خلال رحلتهما الفنية.

ختاماً: ذكريات لا تُنسى

ستظل نادية فهمي شخصية فنية بارزة في قلوب محبيها، وستبقى ذكرياتها العائلية والمهنية محفورة في أذهان كل من عرفها. لقد كانت مثالًا للفنانة الموهوبة والإنسانة المحبة لعائلتها، ورحلت بجسدها لكنها تركت خلفها إرثًا فنيًا وإنسانيًا يدوم طويلاً.