سارة درزاوي بالحجاب

تُعد سارة درزاوي واحدة من الوجوه الفنية الشابة التي برزت في سماء التمثيل المصري، حيث تمكنت من ترك بصمة مميزة في عالم المسرح والدراما. ولدت في القاهرة عام 1992، وبدأت مسيرتها الفنية من خلال المسرح، الذي يُعتبر بوابة صعبة لكل من يطمح لإثبات موهبته. اشتهرت سارة بمشاركتها في عروض “مسرح مصر” مع الفنان أشرف عبد الباقي، حيث أظهرت قدراتها الكوميدية والدرامية ببراعة. لكن ما جعلها محط أنظار الجمهور ليس فقط موهبتها، بل قراراتها الشخصية التي أثارت جدلاً واسعاً، خاصة فيما يتعلق بارتدائها الحجاب ثم خلعه لاحقاً. تتناول هذه المقالة رحلة سارة مع الحجاب، بالإضافة إلى جوانب أخرى من حياتها ومسيرتها الفنية.

بداية سارة درزاوي بالحجاب مع مسرح مصر

عندما انطلقت سارة درزاوي في عالم الفن عام 2013، كانت تظهر مرتدية الحجاب، وهو ما جعلها تتميز بإطلالة محتشمة بين زملائها في فرقة “تياترو مصر”. في تلك الفترة، كانت تعمل تحت إشراف الفنان أشرف عبد الباقي في برنامج “جد جدًا”، ثم انتقلت مع الفرقة لتقديم عروض مسرحية مميزة. الحجاب لم يكن مجرد زي بالنسبة لها، بل كان يعكس خلفيتها العائلية المحافظة التي نشأت فيها. هذه الإطلالة جذبت انتباه الجمهور، الذي أحب أداءها المرح وهي محجبة، مما جعلها رمزًا للتوازن بين الالتزام والفن في بداياتها.

سارة درزاوي تقرر خلع الحجاب في 2015

في عام 2015، ومع انتقال فرقة “تياترو مصر” إلى قناة MBC وتحول اسمها إلى “مسرح مصر”، فاجأت سارة جمهورها بقرارها خلع الحجاب. هذا القرار جاء بعد سنتين من العمل الفني، وأثار موجة من التساؤلات والانتقادات. الكثيرون ربطوا بين هذا التغيير وبين رغبتها في توسيع نطاق أدوارها الفنية أو الظهور بإطلالة مختلفة تلائم الانتقال إلى شاشة التلفزيون. سارة، من جانبها، دافعت عن قرارها بقوة، مؤكدة أنه نابع من اختيار شخصي وليس له علاقة بالضغوط الفنية، بل يعكس رؤيتها للحرية الشخصية بعد أن وصلت إلى مرحلة نضج فكري.

رد فعل الجمهور على قرار سارة درزاوي بترك الحجاب

لم يمر قرار سارة بترك الحجاب مرور الكرام، فقد انقسم الجمهور بين مؤيد ومعارض. البعض اعتبر أن هذا التحول كان خطوة لتحقيق شهرة أكبر أو للحصول على أدوار أكثر تنوعًا، بينما رأى آخرون أن المال والإغراءات الفنية كانت وراء القرار. على الجانب الآخر، تلقت دعمًا من محبيها الذين اعتبروا أنها تمتلك الحق في اختيار ما يناسبها. سارة لم تترك الأمر دون تعليق، فأكدت في لقاءات لاحقة أنها ارتدت الحجاب في البداية من منطلق الاحتشام وليس التزاما دينيا صارما، مشيرة إلى أن قرار خلعه كان نتيجة تفكير عميق وليس استجابة لضغوط خارجية.

نشأة سارة درزاوي وسط عائلة محافظة

ولدت سارة في بيئة عائلية تحترم التقاليد، وهو ما انعكس على اختياراتها الأولى في حياتها، بما في ذلك ارتداء الحجاب. درست في البداية بكلية دار العلوم بناءً على رغبة أسرتها، لكنها لم تجد شغفها في هذا المجال، مما دفعها للتحويل إلى كلية الآداب بجامعة عين شمس، حيث تخصصت في الدراما والنقد المسرحي. هذا التحول الأكاديمي كان بداية انطلاقتها نحو الفن، لكن تأثير الأسرة المحافظة ظل واضحًا في إطلالتها الأولى بالحجاب، قبل أن تتخذ قرارها المثير للجدل لاحقًا.

مسيرة سارة درزاوي الفنية تبدأ من المسرح

لم تكن بداية سارة في عالم الفن مخططة بدقة، بل جاءت بالصدفة عندما شاركت في مسرحية مدرسية أثناء المرحلة الثانوية، واكتشفت حينها موهبتها. لكن انطلاقتها الحقيقية كانت في 2013 مع فرقة “تياترو مصر”، حيث عملت مع نجوم شباب مثل علي ربيع ومصطفى خاطر وحمدي الميرغني. هذه التجربة المسرحية شكلت أساس شهرتها، وأثبتت قدرتها على الوقوف أمام الجمهور بثقة، سواء كانت محجبة أو بعد خلع الحجاب.

انتقال سارة درزاوي من المسرح إلى التلفزيون

بعد نجاحها في المسرح، بدأت سارة تتجه نحو التلفزيون والسينما، حيث شاركت في أعمال درامية وسينمائية بعد مرحلة “مسرح مصر”. من أبرز أدوارها التلفزيونية دورها في مسلسل “خلف الله” عام 2013 مع النجم نور الشريف، وهو العمل الذي قدمها للجمهور بصورة أوسع. هذا الانتقال تزامن مع تغيير إطلالتها، مما جعلها تواجه تحديات جديدة في التوازن بين حياتها الشخصية ومتطلبات الوسط الفني.

حياة سارة درزاوي الشخصية بعيدًا عن الأضواء

رغم شهرتها، حافظت سارة على خصوصية حياتها الشخصية بعيدًا عن عدسات الكاميرا. في نوفمبر 2020، أعلنت خطوبتها من شاب خارج الوسط الفني في حفل عائلي بسيط، ثم احتفلت بزفافها في يناير 2025 بعد أربع سنوات من الخطوبة. هذا الاستقرار العاطفي جاء بعد فترة من الجدل حول قراراتها، مما أظهر جانبًا هادئًا من شخصيتها يفضل البساطة بعيدًا عن صخب الشهرة.

أبرز أعمال سارة درزاوي الفنية

تظل “مسرح مصر” العمل الأبرز في مسيرة سارة، حيث شاركت في معظم مواسمه، مقدمة أداءً كوميديًا لافتًا. كما قدمت أدوارًا في مسلسلات مثل “ونسني” مع أحمد سلطان ومحمود الليثي، بالإضافة إلى مشاركات محدودة في السينما. رغم أن أعمالها خارج المسرح لم تكن كثيرة، إلا أنها حافظت على حضورها كواحدة من نجمات جيلها المميزات.

طموحات سارة درزاوي المستقبلية

لم تكتفِ سارة بما حققته، فهي تسعى لتطوير مسيرتها الفنية والأكاديمية معًا. كونها معيدة في قسم الدراما والنقد المسرحي بجامعة عين شمس، فإنها تجمع بين العمل الأكاديمي والفني، وتطمح للوصول إلى مستويات عالمية. في لقاء سابق، عبّرت عن حلمها بالفوز بجائزة مرموقة مثل الأوسكار، مؤكدة أنها لن تتوقف عن السعي وراء أحلامها.