سارة درزاوي في مسرح مصر

سارة درزاوي، واحدة من أبرز الوجوه الفنية التي صنعت اسمها في عالم الكوميديا المصرية، اشتهرت بموهبتها المسرحية اللافتة وحضورها القوي على خشبة المسرح. ولدت في القاهرة في 31 مارس 1992، وبدأت رحلتها الفنية منذ سنوات الدراسة، حيث أظهرت شغفًا مبكرًا بالتمثيل. تخرجت من كلية الآداب بجامعة عين شمس، قسم الدراما والنقد المسرحي، حيث عملت معيدة وتابعت دراساتها العليا، لكن شهرتها الحقيقية جاءت من خلال مشاركتها في فرقة “مسرح مصر” بقيادة الفنان أشرف عبد الباقي. سارة، التي جمعت بين الأكاديمية والفن، أثبتت أن الموهبة الحقيقية قادرة على التألق في أصعب المجالات، وهو ما جعلها محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء.

سارة درزاوي تبدأ مشوارها في مسرح مصر

انطلاقة سارة درزاوي مع “مسرح مصر” كانت نقطة تحول في مسيرتها الفنية. بدأت العمل مع الفرقة في عام 2013 ضمن مشروع “تياترو مصر”، الذي تحول لاحقًا إلى “مسرح مصر” عندما انتقلت العروض إلى قناة MBC. هذا المشروع، الذي قاده أشرف عبد الباقي، اعتمد على تقديم مسرحيات كوميدية على شكل حلقات أسبوعية، وهو ما منحها فرصة ذهبية لإبراز موهبتها وسط مجموعة من الشباب الموهوبين. كانت سارة واحدة من القلائل الذين استطاعوا الجمع بين الأداء الطبيعي والكوميديا الساخرة، مما جعلها عنصرًا أساسيًا في نجاح الفرقة.

في “مسرح مصر”، قدمت سارة العديد من الأدوار التي تنوعت بين الشخصيات الجادة والكوميدية، لكنها أبدعت بشكل خاص في تجسيد الأدوار التي تتطلب خفة ظل وحركة مسرحية ديناميكية. كما أن تعاونها مع نجوم مثل علي ربيع ومصطفى خاطر ومحمد أنور أضاف بعدًا خاصًا لأدائها، حيث كانت الكيمياء بين أعضاء الفرقة واضحة للجمهور، مما ساهم في تحقيق نجاح واسع للمشروع منذ انطلاقته في 17 يناير 2014.

كيف صنعت سارة درزاوي شهرتها في مسرح مصر؟

لم تكن شهرة سارة درزاوي وليدة الصدفة، بل نتيجة عمل دؤوب وموهبة متميزة. في “مسرح مصر”، استطاعت أن تترك بصمة خاصة من خلال قدرتها على تقديم شخصيات متنوعة، سواء كانت راقصة كوميدية أو فتاة بسيطة تواجه مواقف طريفة. أداؤها المسرحي الذي يعتمد على التفاعل المباشر مع الجمهور جعلها محبوبة لدى الكثيرين، خاصة أنها استطاعت تقديم الكوميديا بأسلوب عفوي بعيد عن التصنع.

من أبرز لحظاتها في “مسرح مصر”، تجسيدها لدور الراقصة “ذكية” في إحدى الحلقات، حيث أظهرت مرونة فنية كبيرة وأثارت ضحك الجمهور بتقليدها الكوميدي للحركات الراقصة، خاصة مع مشاركة حمدي الميرغني الذي أضاف للمشهد طابعًا مضحكًا. هذه اللحظات ساهمت في تعزيز مكانتها كنجمة كوميدية قادرة على التأثير في الجمهور داخل المسرح وخارجه.

سارة درزاوي تغير مسارها من الحجاب إلى الجرأة

في بداية مسيرتها مع “مسرح مصر”، كانت سارة ترتدي الحجاب، وهو ما جعلها تتميز بمظهر محتشم يعكس شخصيتها الأكاديمية. لكن في عام 2015، وبعد انتقال الفرقة إلى قناة MBC، فاجأت الجميع بخلع الحجاب، وهو القرار الذي أثار جدلاً واسعاً بين محبيها. سارة، التي فضلت عدم التعليق بشكل مباشر على الأسباب، ركزت على فنها، طالبة من الجمهور الانتباه لأدائها بدلاً من اختياراتها الشخصية.

هذا التغيير لم يؤثر على مسيرتها الفنية بالسلب، بل أضاف لها طابعًا جديدًا، حيث أصبحت تقدم أدوارًا أكثر جرأة وحيوية، مما عزز من حضورها المسرحي. اختيارها لهذا التحول يعكس شخصية قوية تؤمن بقدرتها على التكيف مع متطلبات الفن دون فقدان هويتها الأساسية.

علاقة سارة درزاوي بمحمد أنور في مسرح مصر

خلال عملها في “مسرح مصر”، ارتبط اسم سارة درزاوي كثيرًا بالفنان محمد أنور، أحد نجوم الفرقة، بسبب الثنائيات الكوميدية التي جمعتهما. هذا التعاون أثار شائعات عن وجود علاقة عاطفية بينهما، خاصة مع ظهورهما المتكرر في أدوار رومانسية كوميدية. لكن سارة ومحمد نفيا هذه الأقاويل، مؤكدين أن ما يجمعهما هو صداقة قوية تمتد لأكثر من عشر سنوات.

حضور سارة لحفل زفاف محمد أنور في وقت لاحق، وتعليقها المرح على صوره مع زوجته، أكد أن العلاقة بينهما مهنية وودية فقط. هذه الشائعات، رغم نفيها، ساهمت في زيادة اهتمام الجمهور بهما، مما يعكس مدى تأثيرهما كثنائي على خشبة المسرح.

سارة درزاوي تحتفل بزفافها بعد مسيرة فنية

في يناير 2025، احتفلت سارة درزاوي بزفافها على شاب من خارج الوسط الفني، بعد خطوبة استمرت أربع سنوات. الحفل، الذي أقيم في قلعة صلاح الدين، شهد حضور عدد من نجوم “مسرح مصر” مثل أشرف عبد الباقي ومصطفى خاطر، بالإضافة إلى أصدقاء وأقارب. سارة، التي شاركت صورًا من الحفل عبر حسابها على إنستغرام، عبرت عن فرحتها بعبارة “الحلم أصبح حقيقة”، وهو ما لاقى تفاعلاً كبيرًا من محبيها.

هذا الحدث جاء كتتويج لمسيرة شخصية وفنية حافلة، حيث استطاعت سارة أن توازن بين حياتها الخاصة ونجاحها الفني. زفافها لم يكن مجرد خبر عابر، بل أظهر مدى شعبيتها وقربها من جمهورها وزملائها في الوسط الفني.

أعمال سارة درزاوي خارج مسرح مصر

رغم أن “مسرح مصر” كان العمود الفقري لشهرتها، إلا أن سارة درزاوي لم تقتصر على المسرح فقط. شاركت في عدد من الأعمال السينمائية والدرامية، منها فيلم “سبع البرمبة” عام 2019 مع رامز جلال، حيث ظهرت كضيفة شرف. كما شاركت في فيلم “شاومينج” في نفس العام، وهو عمل كوميدي آخر أظهر قدرتها على التأقلم مع السينما.

في الدراما، كان مسلسل “ونسني” عام 2022 أحد أبرز أعمالها، حيث قدمت دورًا كوميديًا مع أحمد سلطان ومحمود الليثي. وفي رمضان 2023، شاركت في مسلسل “الإكس لانس” بطولة محمد سعد، لكن العمل لم يحقق النجاح المتوقع. هذه التجارب، رغم قلّتها مقارنة بمساهماتها المسرحية، أثبتت أن سارة تمتلك موهبة متعددة الأوجه.

سارة درزاوي وطموحاتها المستقبلية

على الرغم من نجاحها، ظلت سارة درزاوي تطمح للمزيد. في تصريحات سابقة، كشفت عن حلمها بالمشاركة في عمل فني قوي يؤهلها للحصول على جائزة عالمية مثل الأوسكار. هذا الطموح يعكس رؤيتها للفن كجسر يتجاوز الحدود المحلية، ورغبتها في ترك بصمة عالمية. كما أعربت عن حبها لكرة القدم وتشجيعها للنادي الأهلي، بل وذكرت سعادتها بلقاء نجمها المفضل محمد أبو تريكة.

توقفها المؤقت عن التمثيل بسبب مشكلة مع نقابة الممثلين لم يثنها عن السعي وراء أحلامها. سارة، التي جمعت بين العلم والفن، تظل رمزًا للشابة المصرية الطموحة التي تستطيع تحقيق النجاح في أكثر من مجال، سواء على خشبة المسرح أو خارجه.