سلاف فواخرجي وبشار الأسد

تُعد سلاف فواخرجي واحدة من أبرز نجمات الدراما السورية، حيث تركت بصمة واضحة في عالم الفن العربي بأدوارها المتنوعة والمؤثرة. وُلدت في 27 يوليو 1977 في مدينة اللاذقية بسوريا، ونشأت في أسرة متعلمة شجعتها على اقتحام عالم التمثيل. درست في كلية الآداب قسم الآثار بجامعة دمشق، لكن شغفها بالفن قادها لتترك الدراسة الأكاديمية وتتجه نحو التمثيل. بدأت مسيرتها الفنية في التسعينيات، وسرعان ما أصبحت وجهًا مألوفًا في المسلسلات السورية التي حظيت بشعبية واسعة داخل سوريا وخارجها. لكن شهرتها لم تقتصر على أعمالها الفنية فقط، بل امتدت إلى مواقفها السياسية التي أثارت جدلاً كبيرًا، خاصة علاقتها المثيرة للنقاش مع نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

سلاف فواخرجي تدعم بشار الأسد بقوة

على مدى سنوات، كانت سلاف فواخرجي من أبرز الفنانين السوريين الذين أعلنوا تأييدهم الصريح لنظام بشار الأسد، وهو موقف جعلها محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء. خلال الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا عام 2011، اختارت النجمة السورية الوقوف إلى جانب النظام، معتبرة أن الثورة تحولت من حراك سلمي إلى معارضة مسلحة تهدد استقرار البلاد. في لقاءات تلفزيونية متعددة، دافعت عن الأسد ووصفته بأنه “رجل شريف” و”صمام أمان” لسوريا، مؤكدة أنها التقت به عدة مرات وكانت لقاءاتها معه محترمة ومرتبطة بقضايا فنية أو عامة. هذا الموقف لم يمر دون ردود فعل، حيث اعتبره البعض انحيازًا واضحًا لنظام متهم بارتكاب انتهاكات واسعة، بينما رأى آخرون أنه يعكس رؤيتها الشخصية للوضع في سوريا.

علاقة سلاف فواخرجي ببشار الأسد تثير الجدل

لم تكتفِ سلاف بإعلان تأييدها العلني لبشار الأسد، بل أشارت في أكثر من مناسبة إلى لقاءاتها الشخصية معه، مما أضاف بُعدًا جديدًا للجدل المحيط بها. في إحدى المقابلات، كشفت أنها التقت بالأسد أربع مرات، مرتين كجزء من وفد فني ومرتين بشكل شخصي، إحداهما بمفردها والأخرى برفقة زوجها المخرج وائل رمضان. وصفت تلك اللقاءات بأنها كانت مهذبة وبسيطة، مشيرة إلى أنها ناقشت معه قضايا مثل رفع سن الحضانة للأمهات، وهو طلب تم تنفيذه لاحقًا. هذه التصريحات أثارت موجة من التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين النجمة والرئيس السابق، خاصة أنها أكدت أن دعوات اللقاء كانت تأتي من القصر الرئاسي وليست بمبادرة منها.

شائعات تربط سلاف فواخرجي بماهر الأسد

لم تقتصر الأحاديث على علاقتها ببشار الأسد فقط، بل امتدت الشائعات لتشمل شقيقه ماهر الأسد، القائد العسكري البارز في النظام السابق. ترددت أقاويل حول وجود علاقة شخصية أو مهنية وثيقة بينهما، لكن سلاف نفت هذه الادعاءات بشكل قاطع. في تصريحات لاحقة، أوضحت أنها التقت بماهر مرة واحدة فقط بسبب مشكلة فنية، وأن اللقاء كان رسميًا ولم يتجاوز حدوده المهنية. أكدت أن ما يُروج عن علاقتها بماهر ليس سوى إشاعات لا أساس لها، مشددة على أن موقفها الداعم للنظام كان السبب الرئيسي في تضخيم هذه القصص.

ردود فعل الجمهور على موقف سلاف فواخرجي من الأسد

مواقف سلاف السياسية لم تمر مرور الكرام، فقد انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض. بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، تعرضت النجمة السورية لهجوم حاد من قبل الجمهور الذي اعتبرها “شبيحة” وطالب بمحاسبتها على دعمها لنظام متهم بجرائم ضد الإنسانية. في المقابل، دافع عنها آخرون مشيدين بجرأتها وثباتها على رأيها رغم الضغوط. في منشور لها على مواقع التواصل الاجتماعي، حاولت سلاف تهدئة الأجواء، معبرة عن تصالحها مع مواقفها السابقة وأملها في سوريا موحدة وآمنة، لكن ذلك لم يوقف الانتقادات التي واجهتها.

سلاف فواخرجي تغادر سوريا بعد سقوط النظام

مع انهيار نظام بشار الأسد، واجهت سلاف لحظات عصيبة دفعتها لمغادرة سوريا مع عائلتها. في تصريحات لاحقة، روت تفاصيل تلك الليلة المضطربة حين حاولت الوصول إلى المطار لتجد الرحلات معلقة، مما اضطرها للسفر برًا إلى لبنان وسط فوضى وإطلاق نار. وصفت تلك التجربة بأنها شعرت فيها أن الموت يقترب منها ومن أسرتها، قبل أن تستقر أخيرًا في مصر. هذا الانتقال أثار تعاطف البعض، بينما رأى آخرون أنه نتيجة طبيعية لمواقفها السابقة التي جعلت عودتها إلى سوريا أمرًا صعبًا في ظل التغيرات السياسية.

أهم أعمال سلاف فواخرجي في بداياتها

بعيدًا عن السياسة، تبقى سلاف فواخرجي رمزًا فنيًا بارزًا، وقد بدأت مسيرتها بأدوار صغيرة قبل أن تتألق في التسعينيات. من أوائل أعمالها مسلسل “الفصول الأربعة” عام 1999، حيث قدمت شخصية “نورا” التي أظهرت موهبتها في تجسيد الشخصيات العاطفية. هذا العمل كان نقطة انطلاق حقيقية لها، حيث لفتت أنظار الجمهور والمخرجين على حد سواء.

تألق سلاف فواخرجي في العقد الأول من الألفية

في العقد الأول من الألفية، واصلت سلاف تقديم أعمال مميزة، منها مسلسل “أهل الغرام” عام 2006 الذي جمعها بنجوم بارزين، و”رسائل الحب والحرب” عام 2007 الذي عكس قدرتها على الجمع بين العمق الدرامي والحضور القوي. هذه الأعمال ساهمت في ترسيخ مكانتها كواحدة من أهم نجمات الدراما السورية.

أعمال سلاف فواخرجي الحديثة

في السنوات الأخيرة، ظهرت سلاف في مسلسلات مثل “شارع شيكاغو” عام 2020، الذي أثار جدلاً بسبب مشاهده الجريئة، و”حارس القدس” عام 2021 الذي تناول قصة تاريخية. كما قدمت مؤخرًا فيلم “سلمى” عام 2024، الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي وحظي بإشادة نقدية، مما يظهر استمرارها في تقديم أعمال متنوعة رغم التحديات.

باقي إنجازات سلاف فواخرجي الفنية

إلى جانب الأعمال المذكورة، شاركت سلاف في العديد من المسلسلات مثل “زمن العار” و”كليوباترا” و”الولادة من الخاصرة”، بالإضافة إلى أفلام مثل “حفلة منتصف الليل”. تنوع أدوارها بين الدراما الاجتماعية والتاريخية جعلها فنانة متعددة المواهب، حيث استطاعت أن تجمع بين الشهرة الفنية والجدل السياسي في مسيرة طويلة ومعقدة.

سلاف فواخرجي بين الفن والسياسة

في النهاية، تبقى سلاف فواخرجي شخصية تجمع بين الإبداع الفني والمواقف السياسية المثيرة للجدل. دعمها لبشار الأسد جعلها رمزًا للانقسام في الشارع السوري، بين من يرونها فنانة شجاعة تمسكت بموقفها، ومن يعتبرونها جزءًا من دعاية نظام سقط. مع ذلك، يبقى تأثيرها الفني لا يُنكر، حيث استطاعت أن تحافظ على حضورها في عالم الدراما رغم العواصف التي مرت بها حياتها الشخصية والمهنية.