شكران مرتجى وهي صغيرة

شكران مرتجى، اسم لمع في سماء الدراما السورية بقوة، وأصبحت واحدة من أبرز النجمات اللواتي تركن بصمة واضحة في عالم الفن العربي. ولدت هذه الفنانة الموهوبة في 12 ديسمبر 1970 بمدينة الطائف في السعودية، لأب فلسطيني من غزة وأم سورية، قبل أن تنتقل مع عائلتها إلى دمشق حيث استقرت في منطقة الزبداني. بدأت رحلتها الفنية منذ سن مبكرة، حيث أظهرت شغفًا بالتمثيل أثناء دراستها، لتتحول لاحقًا إلى رمز من رموز الكوميديا والدراما في الوطن العربي. مسيرتها التي امتدت لعقود تحمل الكثير من القصص والمحطات التي تستحق الإضاءة، خاصة تلك السنوات الأولى التي شكلت بداياتها.

شكران مرتجى تبدأ من مسرح المدرسة

في سنواتها الأولى، لم تكن شكران مرتجى بعيدة عن الأضواء، بل كانت تلك الفتاة الصغيرة التي وجدت في المسرح ملاذًا للتعبير عن موهبتها. أثناء دراستها الثانوية في دمشق، انضمت إلى نشاطات المسرح المدرسي، حيث قدمت أولى خطواتها الفنية من خلال مسرحية بعنوان “فرعون لا يشبه الفراعنة”. هذه التجربة لم تكن مجرد هواية عابرة، بل كانت الشرارة التي أشعلت شغفها بالتمثيل، ومهدت الطريق لمستقبلها الفني الزاخر بالإنجازات.

طفولة شكران مرتجى بين الطائف والزبداني

نشأت شكران في بيئة تجمع بين ثقافات متعددة، فقد قضت سنواتها الأولى في الطائف بالسعودية، حيث ولدت لعائلة فلسطينية-سورية. لم تدم إقامتها هناك طويلًا، إذ انتقلت العائلة إلى سوريا، واستقرت في منطقة الزبداني بريف دمشق. هذه الفترة من حياتها، رغم بساطتها، كانت مليئة بالتجارب التي شكلت شخصيتها، حيث عاشت طفولة هادئة بعيدة عن صخب الشهرة التي ستعانقها لاحقًا. انتقالها المبكر إلى سوريا منحها فرصة الاندماج في المجتمع الذي سيصبح مسرح انطلاقتها الفنية.

شكران مرتجى تتجه إلى المعهد العالي للفنون

بعد أن أنهت دراستها الثانوية، لم تتردد شكران في اختيار مسارها الفني. في عام 1993، التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وهي لا تزال في مقتبل العمر. هذه الخطوة كانت نقطة تحول حاسمة، إذ تلقت تدريبًا احترافيًا صقل موهبتها الطبيعية. كانت شابة طموحة تسعى لتحقيق حلمها، ولم تكن تعلم أنها ستصبح لاحقًا واحدة من أبرز خريجي هذا المعهد الذي ضم أسماء لامعة مثل باسم ياخور وفرح بسيسو.

بداية شكران مرتجى الفنية في التسعينيات

لم تكد شكران تكمل دراستها في المعهد حتى بدأت تطرق أبواب التمثيل التلفزيوني. أول ظهور لها كان في مسلسل “عيلة خمس نجوم” عام 1994، حيث لعبت دور “انتصار”. هذا العمل، رغم بساطته، كان بمثابة البوابة التي أدخلتها عالم الدراما السورية. كانت شابة في بداية العشرينيات، مليئة بالحماس والرغبة في إثبات نفسها، وسرعان ما لفتت الأنظار بأدائها العفوي الذي سيصبح علامتها المميزة.

شكران مرتجى تصنع شهرتها مع “يوميات جميل وهناء”

في عام 1997، وهي لا تزال في مرحلة الشباب، حققت شكران مرتجى انطلاقة حقيقية من خلال مسلسل “يوميات جميل وهناء”. لعبت دور السكرتيرة “أمل جمال” إلى جانب أيمن زيدان ونورمان أسعد، وكان هذا العمل بمثابة قفزة كبيرة في مسيرتها. أداؤها الكوميدي المرح جعلها محط أنظار الجمهور، وأثبت أنها تمتلك موهبة استثنائية تجمع بين الخفة والعمق، مما وضعها على خارطة النجومية مبكرًا.

كيف أثرت نشأة شكران مرتجى على أدوارها؟

نشأة شكران بين ثقافات متعددة، من فلسطين إلى سوريا مرورًا بالسعودية، أثرت بشكل واضح على اختياراتها الفنية. في سنواتها الأولى، تعلمت كيف تتكيف مع بيئات مختلفة، وهو ما انعكس على قدرتها على تقمص شخصيات متنوعة. سواء كانت كوميدية مثل “أمل” أو درامية كما في أعمال لاحقة، استطاعت أن تضفي لمسة شخصية تعكس تجاربها الحياتية التي عاشتها وهي صغيرة.

شكران مرتجى تواجه التحديات في بداياتها

لم تكن رحلة شكران في عالم الفن خالية من العقبات. في بداياتها، واجهت تحديات كثيرة، منها السخرية من مظهرها الخارجي، وهو ما دفعها لاحقًا لإجراء عمليات تجميل في 2019. لكن في شبابها، كانت تعتمد على موهبتها وإصرارها لتتجاوز هذه الانتقادات. تلك الفترة علمتها الصبر والمثابرة، وجعلتها أكثر قوة في مواجهة الصعوبات التي رافقت صعودها.

شكران مرتجى تحافظ على جذورها الفلسطينية

رغم انتقالها المبكر إلى سوريا وحصولها على الجنسية السورية في 2012، ظلت شكران متمسكة بجذورها الفلسطينية التي ورثتها عن والدها. في طفولتها وشبابها، كانت القضية الفلسطينية حاضرة في حياتها، وهو ما ظهر لاحقًا في مواقفها الإنسانية خلال الحرب السورية. هذا الارتباط العميق بأصولها أضاف بُعدًا آخر إلى شخصيتها الفنية والإنسانية.

شكران مرتجى تترك بصمة إنسانية منذ الصغر

منذ سنواتها الأولى، أظهرت شكران حسًا إنسانيًا عاليًا. بعد اندلاع الأزمة السورية، بقيت في البلاد، وقامت بمبادرات مثل التبرع بالدم وزيارة الجرحى، وهي مواقف تعكس قيمًا ترسخت فيها منذ الصغر. هذا الجانب من شخصيتها جعلها ليست مجرد ممثلة، بل رمزًا للعطاء والتضامن في أوقات الأزمات.

شكران مرتجى وابنتها الفنية في المستقبل

مع مرور السنوات، لم تكتفِ شكران بتقديم الأدوار المميزة، بل سعت لدعم المواهب الشابة. تبنت ثلاث فنانات شابات، منهن نانسي خوري، واعتبرتهن “بناتها الفنيات”. هذا الدور الأمومي يعكس رغبتها في نقل خبرتها التي بدأت تتراكم منذ أيامها الأولى في عالم الفن، مما يظهر مدى تأثير بداياتها على رؤيتها للمستقبل.