صالح العويل في جودر

يُعدّ الفنان صالح العويل واحدًا من أبرز الوجوه التي تركت بصمة مميزة في السينما والدراما المصرية، رغم أن شهرته ارتبطت غالبًا بأدوار ثانوية. وُلد في 19 مارس 1946 بمحافظة الشرقية، وبدأ مشواره الفني في ستينيات القرن الماضي، حيث أضاف بملامحه الحادة وجسده الضخم لمسة خاصة للأعمال التي شارك فيها. عاش حياة بسيطة بعيدًا عن الأضواء، ورحل عن عالمنا في فبراير 2025 عن عمر 78 عامًا بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا يتجاوز 230 عملًا. كان آخر ظهور له في مسلسل “جودر 2″، الذي عُرض في رمضان 2025، ليختتم مسيرته بلمسة إنسانية وفنية مع الفنان ياسر جلال.

صالح العويل يعود إلى الشاشة في جودر

شهد مسلسل “جودر 2” عودة الفنان صالح العويل إلى الساحة الفنية بعد فترة غياب قسري بسبب أزمات صحية. ظهر العويل في دور “عم صالح”، الفقير الذي يتعاطف معه بطل العمل جودر، في حلقة التاسعة من المسلسل الذي عُرض في رمضان 2025. هذا الظهور لم يكن مجرد مشاركة عابرة، بل كان بمثابة وداع فني مؤثر، حيث أنهى تصوير مشاهده قبل وفاته بشهر واحد فقط. المسلسل، الذي يمزج بين الخيال والواقع، قدم فرصة للجمهور لرؤية العويل في سياق جديد يعكس التزامه بفنه حتى آخر لحظة.

تعاون صالح العويل مع ياسر جلال في جودر

جمع مسلسل “جودر 2” بين صالح العويل والفنان ياسر جلال في تجربة فنية وإنسانية استثنائية. كان جلال قد وعد العويل بالمشاركة في أحد أعماله، وهو ما تحقق بعد تعافي الأخير من جلطة في المخ. خلال التصوير في نوفمبر 2024، ظهر الثنائي معًا في كواليس العمل، حيث أظهر جلال دعمًا كبيرًا لزميله المخضرم. هذا التعاون لم يكن فقط تحقيقًا لأمنية فنية، بل عكس أيضًا عمق العلاقة بين الجيلين، حيث حرص جلال على زيارة العويل في المستشفى مرات عديدة قبل انضمامه للعمل.

آخر ظهور لصالح العويل في جودر

كان ظهور صالح العويل في “جودر 2” بمثابة لحظة وداع لمحبيه. أدى دوره كضيف شرف بشخصية “عم صالح”، وهي شخصية بسيطة تتماشى مع أسلوبه الفني الهادئ. بعد تعافيه من أزمة صحية شملت جلطة في المخ، أصر العويل على العودة للتمثيل، ليترك آخر بصماته في هذا العمل الدرامي الضخم. رحيله بعد التصوير مباشرة جعل مشاهده تحمل طابعًا عاطفيًا إضافيًا، خاصة مع تعليق ياسر جلال بعد العرض: “كان نفسي تكون موجود وتشوف المشهد”.

بداية صالح العويل الفنية

انطلق صالح العويل في عالم الفن من بوابة فيلم “اللص والكلاب” عام 1962، حيث قدم دورًا صغيرًا بترشيح من الفنان مطاوع عويس. كانت تلك الخطوة الأولى في مسيرة طويلة امتدت لعقود، حيث التقى عويس على مقهى في شارع عماد الدين وافتتح له الباب للعمل وسط المجاميع. رغم بساطة البداية، استطاع العويل أن يثبت حضوره بملامحه المميزة التي جعلته خيارًا مفضلاً لأدوار الشر أو الشخصيات القوية في السينما المصرية.

صالح العويل وأزماته الصحية

واجه صالح العويل خلال سنواته الأخيرة تحديات صحية كبيرة أثرت على مسيرته. في 2024، أصيب بجلطة في المخ أدت إلى نقله للمستشفى، لكنه تعافى مؤقتًا وعاد للعمل. لاحقًا، تفاقمت حالته بسبب صعوبات في التنفس وقصور في القلب، مما استدعى دخوله العناية المركزة في يناير 2025. رغم هذه الصعوبات، أظهر إصرارًا على استكمال دوره في “جودر 2″، ليكون شاهداً على شغفه بالفن حتى النهاية.

أهم أعمال صالح العويل في السينما

بدأت رحلة صالح العويل السينمائية بفيلم “اللص والكلاب”، ثم توالت مشاركاته في أعمال بارزة. في السبعينيات، ظهر في أفلام مثل “الأشرار” و”مضى قطار العمر”، حيث قدم شخصيات قوية تركت انطباعًا لدى الجمهور. كما شارك في الثمانينيات بأعمال مثل “البريء” و”عصابة حمادة وتوتو”، معتمدًا على حضوره الطاغي رغم قصر مدة ظهوره على الشاشة.

صالح العويل في الدراما التليفزيونية

في الدراما، كان لصالح العويل نصيب وافر من الأعمال الناجحة. شارك في مسلسلات مثل “جبل الحلال” عام 2014 مع محمود عبد العزيز، و”يوميات ونيس”، حيث أدى أدوارًا ثانوية أضافت للأحداث عمقًا. كما ظهر في “عايزة أتجوز” و”بره الدنيا”، مواصلاً تقديم شخصيات متنوعة تعكس مرونته الفنية.

أعمال صالح العويل الأخرى

إلى جانب ما سبق، شارك العويل في العديد من الأفلام والمسلسلات التي عززت مكانته، مثل “حنفي الأبهة”، “شمس الزناتي”، “حسن اللول”، و”نصف ربيع الآخر”. تنوعت أدواره بين المسجون، رجل العصابة، والشرطي، مما جعله وجهًا مألوفًا لعشاق الفن المصري. آخر ظهوره في “جودر 2” أكد أن شغفه ظل حيًا حتى الرمق الأخير.

إرث صالح العويل الفني

ترك صالح العويل خلفه إرثًا فنيًا غنيًا، يمتد لأكثر من خمسة عقود. رغم أنه لم يسعَ يومًا للشهرة أو الأضواء، فإن حضوره في الأعمال الكبرى جعله رمزًا للالتزام والتواضع. مساهمته في “جودر 2” كانت خاتمة تليق بمسيرته، حيث أثبت أن الفنان الحقيقي يظل مخلصًا لجمهوره مهما كانت الظروف.