صالح العويل وياسر جلال

في عالم الفن المصري، تتعدد القصص التي تجمع بين الإبداع والإنسانية، ومن بينها قصة العلاقة بين الفنان صالح العويل والنجم ياسر جلال، اللذين ارتبطا بمسيرة فنية ومواقف شخصية أثرت في الجمهور والوسط الفني على حد سواء. صالح العويل، الممثل القدير الذي عُرف بأدواره الثانوية المميزة، وياسر جلال، النجم الذي خطف الأضواء بأدواره البطولية، شكلا معًا نموذجًا للتعاون والدعم المتبادل. هذا المقال يسلط الضوء على علاقتهما، أعمالهما المشتركة، وأبرز المحطات في حياة كل منهما، مع التركيز على الروابط التي جمعتهما داخل وخارج الكواليس.

صالح العويل وياسر جلال يلتقيان في جودر

كان مسلسل “جودر” بجزئه الثاني نقطة التقاء بارزة بين صالح العويل وياسر جلال، حيث حقق ياسر أمنية صالح بالمشاركة معه في عمل فني. بدأت القصة عندما أعرب العويل عن رغبته في الوقوف أمام ياسر في أي عمل، وهي أمنية تحققت بعد تعافيه من أزمة صحية خطيرة. في كواليس التصوير، ظهر الاثنان معًا في مشهد مشترك، ما أسعد محبي الثنائي وأظهر مدى التزامهما ببعضهما. هذا التعاون لم يكن مجرد عمل فني، بل كان تعبيرًا عن الوفاء والتقدير الذي يكنه ياسر لجيل الفنانين الكبار.

دعم ياسر جلال لصالح العويل في أزمته الصحية

لم تقتصر علاقة ياسر جلال بصالح العويل على الشاشة فقط، بل امتدت لتشمل لحظات إنسانية مؤثرة. خلال الأزمة الصحية التي مر بها العويل عام 2024، والتي تضمنت جلطة في المخ ومشكلات في القلب والكلى، حرص ياسر على زيارته في المستشفى أكثر من مرة. هذه الزيارات لم تكن مجرد لفتة عابرة، بل كانت تعكس اهتمامًا حقيقيًا رفع من معنويات صالح وأسرته، وأكدت على عمق العلاقة بينهما التي بدأت منذ سنوات.

بداية صالح العويل الفنية مع اللص والكلاب

ولد صالح العويل في 19 مارس 1946 بمحافظة الشرقية، وبدأ مشواره الفني في ستينيات القرن العشرين بدور صغير في فيلم “اللص والكلاب”. كان ذلك بترشيح من الفنان مطاوع عويس، الذي لاحظ موهبته أثناء جلوسهما معًا في أحد مقاهي شارع عماد الدين. منذ تلك اللحظة، أصبح العويل وجهًا مألوفًا في السينما والدراما، يتميز بملامحه الحادة وقامته الطويلة التي جعلته مثاليًا لأدوار الشرير أو رجل العصابات.

ياسر جلال يبدأ من الإسكندرية إلى البطولة

أما ياسر جلال، فقد ولد في 16 أبريل 1969 بالإسكندرية لعائلة فنية، فوالده المخرج جلال توفيق وشقيقه الأصغر رامز جلال ممثل معروف. بدأ ياسر مشواره في الثمانينيات بدور صغير في فيلم “الراقصة والطبال” وهو في الرابعة عشرة من عمره، ثم تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1990. بعد فترة غياب بسبب الخدمة العسكرية، عاد بقوة في منتصف التسعينيات ليصبح لاحقًا أحد أبرز نجوم الدراما المصرية.

أهم أعمال صالح العويل في السينما

على مدار مسيرته، شارك صالح العويل في عشرات الأفلام السينمائية، غالبًا في أدوار ثانوية تركت بصمة لدى الجمهور. من أبرزها فيلم “حنفي الأبهة” مع عادل إمام، حيث جسد شخصية مسجون بأداء لافت، وفيلم “شمس الزناتي” الذي أظهر فيه حضورًا قويًا كرجل عصابة. كما ظهر في أعمال أخرى مثل “مستر كاراتيه” و”جزيرة الشيطان”، حيث أضاف لمسة خاصة لكل مشهد شارك فيه.

مسيرة ياسر جلال نحو البطولة المطلقة

بدأ ياسر جلال بأدوار صغيرة في التسعينيات، لكنه تألق لاحقًا في الدراما بأدوار البطولة. من أوائل أعماله كبطل مسلسل “ظل الرئيس” عام 2007، ثم “سعد اليتيم” الذي عزز مكانته. لكن شهرته الحقيقية جاءت مع مسلسل “الاختيار” الجزء الثالث، حيث جسد شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصولاً إلى “جودر” الذي جمع بين الفانتازيا والتراث، وحقق نجاحًا كبيرًا في رمضان 2024.

صالح العويل يترك إرثًا فنيًا بعد رحيله

في فبراير 2025، رحل صالح العويل عن عالمنا عن عمر 78 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. شُيع جثمانه في مسقط رأسه بالشرقية بحضور ياسر جلال الذي حرص على مواساة أسرته. ترك العويل خلفه إرثًا فنيًا يمتد لأكثر من خمسة عقود، حيث شارك في أعمال درامية مثل “يوميات ونيس” و”جبل الحلال”، تاركًا بصمة في ذاكرة الجمهور رغم بساطة أدواره.

علاقة ياسر جلال بصالح العويل تتجاوز الفن

ما يميز علاقة ياسر جلال بصالح العويل هو البعد الإنساني الذي تجاوز التعاون الفني. فبعد تحسن حالة صالح الصحية، أصر ياسر على ضمه لـ”جودر”، وحتى في أيامه الأخيرة، ظل ياسر يتابع حالته عبر مكالمات هاتفية من خارج مصر. هذا الدعم عكس شخصية ياسر الملتزمة تجاه زملائه، وأظهر للجمهور جانبًا آخر من النجم بعيدًا عن الأضواء.

أبرز أعمال صالح العويل الأخرى

إلى جانب أفلامه الشهيرة، شارك صالح العويل في مسلسلات مثل “ترويض الشرسة” و”نصف ربيع الآخر”، وكان آخر ظهور له قبل “جودر” في مسلسل “أوراق التوت” عام 2015. أدواره، رغم صغرها، كانت دائمًا ملحوظة بفضل حضوره القوي وأسلوبه المميز الذي جعله رمزًا للشخصيات الداعمة في الفن المصري.

تأثير ياسر جلال في الدراما المعاصرة

يواصل ياسر جلال تألقه في الدراما المصرية، حيث أصبح اسمًا مرتبطًا بالأعمال ذات الإنتاج الضخم. بعد “الاختيار” و”جودر”، يترقب الجمهور أعماله القادمة التي تجمع بين التنوع والجودة. ياسر، الذي تأخر في الوصول للبطولة المطلقة حتى سن 38، أثبت أن الموهبة والمثابرة هما مفتاح النجاح في عالم الفن.