طه دسوقي ستاند اب كوميدي

يُعد طه دسوقي واحدًا من أبرز الأسماء الصاعدة في عالم الفن المصري، حيث تمكن في فترة وجيزة من ترك بصمة واضحة في التمثيل والكوميديا. بدأ مشواره كستاند أب كوميديان، ليثبت لاحقًا أن موهبته لا تقتصر على المسرح فقط، بل تمتد إلى الدراما والسينما بأداء متميز جعله محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء. تخرج من كلية الحقوق بجامعة عين شمس، لكنه اختار أن يسلك طريقًا مختلفًا، حيث وجد شغفه في الفن والترفيه، ليصبح اليوم نموذجًا للشباب الذين يحولون هواياتهم إلى نجاح مهني باهر.

طه دسوقي يبدأ رحلته مع الستاند أب كوميدي

في عام 2013، خطا طه دسوقي أولى خطواته في عالم الستاند أب كوميدي، حيث بدأ بتقديم عروض حية على مسارح صغيرة مثل ساقية الصاوي. كانت تلك البداية نقطة تحول في حياته، إذ وجد في هذا الفن وسيلة للتعبير عن أفكاره ومواقفه اليومية بأسلوب ساخر جذب الجمهور. يتميز أداؤه بخفة ظل طبيعية وقدرة على تحويل المواقف العادية إلى مادة كوميدية ممتعة، مما جعله سريعًا واحدًا من الأسماء المعروفة في هذا المجال بمصر.

لم يكن الستاند أب مجرد هواية بالنسبة له، بل منصة لاختبار قدراته الفنية. تحدث طه في لقاءات سابقة عن صعوبة هذا الفن، مشيرًا إلى أن التفاعل المباشر مع الجمهور دون فرصة للإعادة يجعله تحديًا كبيرًا مقارنة بالتمثيل التقليدي. هذا الاختبار المبكر صقل موهبته ومنحه الثقة لاحقًا لخوض تجارب أكثر تعقيدًا في عالم الدراما.

انطلاقة طه دسوقي الفنية من المسرح إلى الشاشة

لم يقتصر طه على الستاند أب كوميدي، بل انتقل إلى مجال التمثيل بسلاسة ملحوظة. أول ظهور درامي له كان في مسلسل “في بيتنا روبوت” عام 2021، حيث قدم شخصية كوميدية أظهرت قدرته على الجمع بين الضحك والعمق. لكن الشهرة الحقيقية جاءت مع مسلسل “موضوع عائلي” بجزأيه الأول والثاني، حيث لعب دور “حسن”، الشاب الساخر ذو الطابع الإنساني، إلى جانب النجم ماجد الكدواني. هذا الدور لم يكن مجرد خطوة، بل قفزة كبيرة جعلته محط اهتمام عشاق الدراما.

كيف أصبح طه دسوقي نجمًا في الإعلانات؟

قبل أن يتألق في الدراما، خطف طه الأنظار في عالم الإعلانات. تعاون مع المخرج هادي الباجوري في إعلان لشركة “وي” للاتصالات، حيث ظهر إلى جانب الفنان الكبير سمير غانم. رغم قصر مدة الإعلان، إلا أن خفة ظله وتلقائيته جعلتا الجمهور يتذكره جيدًا. هذه التجربة كانت بمثابة حلم تحقق له، خاصة أن سمير غانم كان من أكثر الممثلين الكوميديين الذين يُعجب بهم طه.

طه دسوقي يترك بصمة في السينما المصرية

لم يكتفِ طه بالشاشة الصغيرة، بل اتجه إلى السينما ليثبت تنوع موهبته. شارك في أفلام مثل “فضل ونعمة” و”المطاريد”، حيث قدم أدوارًا كوميدية ممزوجة بلمسات درامية. كما لعب دورًا بارزًا في فيلم “فوي فوي فوي” مع محمد فراج ونيللي كريم، وهو عمل جمع بين التشويق والكوميديا، وحقق نجاحًا ملحوظًا. هذه الأعمال أكدت أن طه ليس مجرد كوميديان، بل ممثل قادر على التأقلم مع أنواع مختلفة من الأدوار.

أول بطولة مطلقة لطـه دسـوقي في “الصفارة”

في عام 2023، خاض طه تجربة البطولة المطلقة لأول مرة في مسلسل “الصفارة”، الذي عُرض ضمن موسم رمضان. المسلسل، الذي شارك فيه إلى جانب أحمد أمين، قدم مزيجًا من الكوميديا والتشويق، حيث لعب طه دور شاب يمتلك صفارة سحرية تتيح له العودة بالزمن. هذا العمل عزز مكانته كنجم صاعد، وحقق تفاعلاً كبيرًا بين الجمهور، مما جعله يثبت أنه قادر على حمل عمل فني بمفرده.

طه دسوقي يتألق في “حالة خاصة”

آخر أعمال طه حتى الآن هو مسلسل “حالة خاصة” عام 2024، حيث قدم شخصية “نديم أبو سريع”، وهي أول بطولة درامية له على منصة رقمية. العمل، الذي نال إشادة واسعة، أظهر جانبًا جديدًا من موهبته، حيث تجاوز الكوميديا ليقدم أداءً عاطفيًا مؤثرًا. هذا الدور عزز من رصيده الفني وجعله يُقارن بنجوم كبار مثل أحمد حلمي، مما يعكس مدى التطور الذي حققه في مسيرته.

أهم أعمال طه دسوقي الأخرى

إلى جانب ما سبق، شارك طه في أعمال أخرى تركت أثرًا لا يُنسى. منها مسلسل “بيمبو” عام 2021، الذي عُرض على منصة شاهد، وكذلك دوره في مسرحية “الليلة الكبيرة”، وهي تجربته المسرحية الوحيدة حتى الآن. كما عمل ككاتب محتوى في برنامج “أمين وشركاه”، مما يبرز تنوع خبراته الفنية. هذه الأعمال، رغم تنوعها، تؤكد أن طه يمتلك رؤية فنية شاملة تتجاوز حدود الكوميديا.

حياة طه دسوقي الشخصية بعيدًا عن الأضواء

على الصعيد الشخصي، احتفل طه بخطوبته عام 2022 على نادين كتشيدجيان، وهي ستايلست بعيدة عن الوسط الفني، في حفل عائلي بسيط. لاحقًا، تزوجا في أجواء جمعت الأهل والأصدقاء المقربين، مما يعكس شخصيته الهادئة بعيدًا عن الأضواء. هذا الجانب البسيط في حياته يتناقض مع الطاقة الكبيرة التي يقدمها على الشاشة، مما يجعله شخصية محببة للجمهور.

مستقبل طه دسوقي في الفن المصري

مع كل عمل جديد، يثبت طه دسوقي أنه ليس مجرد موهبة عابرة، بل نجم يمتلك كل مقومات الاستمرارية. قدرته على الجمع بين الكوميديا والدراما، إلى جانب خلفيته في الستاند أب، تجعله حالة فنية فريدة. يتوقع الكثيرون أن يكون من الأسماء التي ستترك أثرًا كبيرًا في السينما والتلفزيون المصري خلال السنوات القادمة، خاصة مع طموحه المستمر لتقديم أدوار متنوعة تخرج عن النمط التقليدي.