عابد فهد والثورة السورية

عابد فهد، الممثل السوري البارز، وُلد في 21 فبراير 1964 في مدينة اللاذقية السورية. نشأ في بيئة فنية، حيث كان والده، جورج فهد، مطربًا معروفًا بالأغاني الساحلية. منذ بداياته الفنية، استطاع عابد أن يثبت نفسه كأحد أبرز الممثلين في العالم العربي، من خلال مشاركته في العديد من الأعمال الدرامية والتاريخية التي لاقت استحسان الجمهور والنقاد على حد سواء.

مواقف عابد فهد خلال الثورة السورية

مع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، وجد الفنانون أنفسهم أمام تحديات كبيرة تتعلق بمواقفهم من الأحداث الجارية. عابد فهد كان من بين هؤلاء الفنانين الذين أثاروا الجدل بمواقفهم. في البداية، وقع على بيان “تحت سقف الوطن” الذي دعا إلى الحراك السلمي ومحاسبة المسؤولين عن إراقة الدماء. هذا الموقف أظهر دعمه للتغيير السلمي والإصلاح. ومع ذلك، خلال السنوات التالية، بدت مواقفه متأرجحة بين الحياد والتأييد للنظام. في إحدى المناسبات، أهدى جائزة حصل عليها للجيش السوري، مما أثار تساؤلات حول موقفه الحقيقي من الأحداث. هذه التقلبات في المواقف جعلت الجمهور في حيرة من أمره، متسائلين عن الأسباب والدوافع وراء ذلك.

تصريحات عابد فهد بعد سقوط النظام السوري

بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، عبّر عابد فهد عن سعادته بهذا الحدث. في تغريدة له، قال: “سوريا الحرة تحتفل بتحرير السوريين من نظام مريض عبر نصف قرن من الخوف والظلم والتعذيب. مبروك لنا جميعًا. يجب أن تكتمل الفرحة ويعيش السوريون بكل أطيافهم دون تمييز، كما كنا جنبًا إلى جنب، لا فرق بين مسلم ومسيحي وشيعي وعلوي. سوريا تحتضن الجميع.” هذه التصريحات أظهرت دعوته للوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، مؤكدًا على أهمية التعايش بين مختلف مكونات المجتمع السوري.

ديانة عابد فهد وتأثيرها على مسيرته

عابد فهد نشأ في حي الشيخ ضاهر بمدينة اللاذقية، وكان هو وعائلته المسيحية الوحيدة في هذا الحي. في مقابلة له، ذكر أنه حتى سن العاشرة لم يكن يعلم أنه مسيحي، حيث نشأ في بيئة غير طائفية، وكان أصدقاؤه وجيرانه من المسلمين. هذا التنوع الثقافي والديني في نشأته أثر بشكل إيجابي على مسيرته الفنية، حيث تمكن من تجسيد شخصيات متنوعة دون تحيز، مما أكسبه احترام وتقدير جمهور متنوع الخلفيات.

أعمال عابد فهد الفنية خلال فترة الثورة

خلال فترة الثورة السورية، استمر عابد فهد في تقديم أعمال فنية مميزة. من بين هذه الأعمال، مسلسل “الولادة من الخاصرة” الذي تناول قضايا اجتماعية وسياسية حساسة، ومسلسل “لعبة الموت” الذي حقق نجاحًا كبيرًا. هذه الأعمال عكست الواقع السوري المعقد، وسلطت الضوء على التحديات التي يواجهها المجتمع، مما جعلها تحظى بإشادة واسعة من النقاد والجمهور.

تأثير مواقف عابد فهد على شعبيته

مواقف عابد فهد المتقلبة خلال الثورة أثرت على شعبيته بين جمهوره. بينما رأى البعض أن مواقفه تعكس توازنًا وحكمة في التعامل مع الأحداث، انتقده آخرون لعدم اتخاذه موقفًا حاسمًا. بعد سقوط النظام، ومع تصريحاته الداعمة للتغيير والوحدة الوطنية، استعاد جزءًا من شعبيته، خاصة بين أولئك الذين كانوا يتطلعون إلى مواقف واضحة من الشخصيات العامة.

نظرة مستقبلية لمسيرة عابد فهد

مع التحولات الكبيرة التي شهدتها سوريا، يقف عابد فهد أمام مرحلة جديدة في مسيرته الفنية. التحديات والفرص التي تلوح في الأفق قد تشكل منعطفًا مهمًا في حياته المهنية. الجمهور يترقب أعماله القادمة، ويتطلع إلى رؤية كيف سيتناول المواضيع الراهنة في أعماله المستقبلية، وكيف ستعكس هذه الأعمال رؤيته للفترة المقبلة في تاريخ سوريا.