عبد الفتاح المزين، أحد أبرز نجوم الدراما السورية، ترك بصمة لا تُنسى في عالم الفن العربي بفضل موهبته الاستثنائية وتنوع أدواره. وُلد في دمشق عام 1945، وبدأ مسيرته الفنية في أواخر الستينيات، ليصبح لاحقًا اسمًا لامعًا في التلفزيون والمسرح والسينما. اشتهر المزين بشخصية “زاهي أفندي” في مسلسل “أبو كامل”، وهو دور أكسبه شهرة واسعة وجعل اسمه مرتبطًا بهذا العمل حتى اليوم. بعيدًا عن الشاشة، كان عبد الفتاح المزين أبًا لثلاثة أبناء، حيث شكلت عائلته جزءًا مهمًا من حياته، رغم أن تفاصيلها لم تكن دائمًا تحت الأضواء. في هذا المقال، نستعرض جوانب من حياة هذا الفنان القدير، مع التركيز على علاقته بأولاده وإرثه الفني.
أقسام المقال
- عبد الفتاح المزين وأولاده في حياته الشخصية
- كيف كان عبد الفتاح المزين يوازن بين الفن والأسرة؟
- عبد الفتاح المزين يبدأ مسيرته الفنية من المسرح
- أول ظهور لعبد الفتاح المزين على الشاشة عام 1968
- عبد الفتاح المزين يتألق في السينما السورية
- شخصية زاهي أفندي تجعل عبد الفتاح المزين رمزًا دراميًا
- عبد الفتاح المزين يندم على تجربة “زمن البرغوت”
- أبرز أعمال عبد الفتاح المزين الأخرى
- إرث عبد الفتاح المزين وتأثيره على أولاده
عبد الفتاح المزين وأولاده في حياته الشخصية
لم يكن عبد الفتاح المزين من النجوم الذين يفضلون الحديث عن حياتهم الخاصة، لكنه كان يحمل في قلبه مكانة خاصة لأسرته التي شكلت ملاذه بعيدًا عن صخب الشهرة. رزق المزين بثلاثة أبناء، كل منهم اختار مسارًا مختلفًا في الحياة، بعيدًا عن الأضواء التي عاشها والدهم. ابنته الوحيدة، لبنى، كانت بمثابة جوهرة ثمينة في حياته، فقد وصفها في لقاءات نادرة بأنها “والدته الثانية” لما تتمتع به من حنان ورعاية فائقة تجاهه. هذا التعلق العميق بلبنى يعكس جانبًا عاطفيًا قلما ظهر في شخصيته العامة. أما ابناه، توفيق والابن الأصغر، فقد اختارا حياة مغايرة تمامًا، حيث استقرا في ألمانيا بعيدًا عن الوسط الفني. توفيق، الذي لم يرث شغف والده بالتمثيل، فضل الانعزال عن عالم الفن، بينما اتجه الابن الأصغر إلى مهنة تصفيف الشعر، موجهًا موهبته نحو مجال آخر يعكس إبداعًا من نوع مختلف. بعيدًا عن تقلبات الوسط الفني الذي اختبره المزين بنفسه، يبدو أنه فضل أن يرى أبناءه يعيشون حياة مستقرة، بعيدة عن الضغوط التي رافقت مسيرته.
هذا الجانب الإنساني أضاف بُعدًا آخر لشخصية المزين، الذي كان يحرص على إبقاء حياته العائلية بعيدة عن عدسات الكاميرا. يروي أصدقاء مقربون أنه كان يتحدث بحماس عن أبنائه، خاصة لبنى التي كانت بمثابة ظله في أوقات الراحة. ومع ذلك، لم يسعَ أبناؤه لاقتحام عالم الفن، وهو ما قد يكون انعكاسًا لرؤية الأب الذي عرف جيدًا متاعب الشهرة وتحدياتها. هذا الاستقرار العائلي، رغم بساطته، كان بمثابة الدعامة التي ساندت المزين خلال مسيرته الطويلة.
كيف كان عبد الفتاح المزين يوازن بين الفن والأسرة؟
مع مسيرة فنية حافلة استمرت لعقود، لم يكن من السهل على عبد الفتاح المزين أن يجد توازنًا بين انشغاله بالتصوير والتزامه تجاه أسرته. في تصريحات قليلة، كشف عن شغفه بالفن منذ صغره، لكنه أكد أن أبناءه ومنزله في دمشق كانوا مصدر قوته الحقيقي. كان يحرص على تخصيص وقت لهم، سواء خلال العطلات أو في اللحظات الهادئة بين المشاريع الفنية. يتذكر زملاؤه كيف كان يتحدث عن لبنى وتوفيق وابنه الأصغر بفخر، حتى وإن اختاروا حياة مختلفة عن مساره. هذا الارتباط العائلي جعله يظهر كإنسان متوازن، قادر على الفصل بين ضغوط العمل ودفء الأسرة.
عبد الفتاح المزين يبدأ مسيرته الفنية من المسرح
قبل أن يصبح نجمًا تلفزيونيًا، كان عبد الفتاح المزين عاشقًا للمسرح. في سنوات دراسته بالثانوية التجارية، أسس مع زملائه فرقة مسرحية قدمت عروضًا مميزة، بعضها كان موجهًا لسجناء قلعة دمشق. هذه البداية المبكرة لفتت انتباه الفنان عبد اللطيف فتحي، الذي دعاه للانضمام إلى المسرح القومي السوري. من هنا، انطلق المزين في عالم التمثيل، حاملاً معه موهبة فطرية سرعان ما أثبتت حضورها.
أول ظهور لعبد الفتاح المزين على الشاشة عام 1968
كانت انطلاقته التلفزيونية الأولى في مسلسل “حمام الهنا” عام 1968، حيث جسد دور شرطي بجانب عمالقة مثل دريد لحام ونهاد قلعي. هذا العمل فتح له الباب لخوض تجارب أكبر، وأظهر قدرته على تقديم أدوار متنوعة. بعد أربع سنوات، عاد في مسلسل “صح النوم” عام 1972 بدور الطبيب الذي يجري عملية جراحية خاطئة، وهو ما أضاف لمسة كوميدية مبكرة إلى سجله الفني.
عبد الفتاح المزين يتألق في السينما السورية
لم يكتفِ المزين بالتلفزيون، بل خطى خطوات واثقة في السينما. في عام 1977، شارك في بطولة فيلم “القلعة الخامسة”، وتبعه في 1981 بفيلم “حادثة النصف متر”. هذه الأعمال أظهرت قدرته على الانتقال بسلاسة بين الشاشة الصغيرة والكبيرة، مما عزز مكانته كفنان متعدد المواهب. شخصياته السينمائية كانت غالبًا معقدة، تجمع بين الجدية والعمق.
شخصية زاهي أفندي تجعل عبد الفتاح المزين رمزًا دراميًا
في عام 1990، قدم المزين شخصية “زاهي أفندي” في مسلسل “أبو كامل”، وهو دور لا يزال محفورًا في ذاكرة المشاهدين. هذه الشخصية، التي تميزت بالمكر والسلبية، أصبحت علامة فارقة في مسيرته، حتى أن الجمهور كان يناديه بهذا الاسم في الشوارع. العمل، الذي أخرجه علاء الدين كوكش، عكس البيئة الدمشقية بأسلوب اجتماعي مميز، وشارك فيه نجوم مثل أسعد فضة وملك سكر.
عبد الفتاح المزين يندم على تجربة “زمن البرغوت”
رغم نجاحاته العديدة، عاش المزين لحظة ندم فني عندما شارك في مسلسل “زمن البرغوت” عام 2012. وصف هذا العمل بـ”سقطة العمر”، معبرًا عن استيائه من الشخصية التي قدمها والسياق العام للمسلسل. في تصريحات صحفية، قال إنه شعر بالارتياح بعد انتهاء تلك التجربة، معتبرًا إياها الخطأ الوحيد في مسيرته الطويلة.
أبرز أعمال عبد الفتاح المزين الأخرى
إلى جانب ما سبق، شارك المزين في العديد من الأعمال البارزة، مثل مسلسل “دائرة النار” عام 1988، و”هجرة القلوب إلى القلوب” عام 1991. كما ظهر في سلسلة “مرايا” مع ياسر العظمة في ثلاثة أجزاء (1984، 1986، 1988)، ومسلسل “طوق البنات”، و”باب الحارة”. تنوعت أدواره بين الكوميديا والدراما الاجتماعية والتاريخية، مما جعله فنانًا شاملًا ترك أثرًا في كل عمل شارك فيه.
إرث عبد الفتاح المزين وتأثيره على أولاده
يبقى عبد الفتاح المزين رمزًا من رموز الفن السوري، حيث امتد تأثيره إلى أجيال من المشاهدين والفنانين. بالنسبة لأولاده، لبنى وتوفيق والابن الأصغر، لم يسلك أي منهم درب الفن، لكن إرثه كأب وفنان قد يكون قد أثر فيهم بطرق غير معلنة. شغفه بالرسم منذ الطفولة، وتفانيه في التمثيل، ربما ألهما أبناءه ليجدوا شغفهم الخاص بعيدًا عن الأضواء. يظل حضوره محفوظًا، سواء في ذاكرة الجمهور أو في حياة عائلته التي كانت دائمًا جزءًا لا يتجزأ من عالمه.