عبد الله بهمن وهنادي الكندري

تُعد العلاقة التي جمعت بين الفنان الكويتي عبد الله بهمن والفنانة هنادي الكندري واحدة من أبرز القصص التي أثارت اهتمام الجمهور الخليجي في السنوات الأخيرة، نظرًا لشهرة الطرفين في الوسط الفني، وتحوُّل علاقتهما من حب وزواج إلى طلاق ثم مسارات متباعدة. هذه العلاقة لم تكن فقط موضوعًا للصحافة الفنية، بل أصبحت أيضًا محور نقاش بين المتابعين، لما حملته من تقلبات درامية وخلفيات اجتماعية. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل تلك العلاقة بكل محطاتها، ونغوص في خلفية كل من النجمين وأبرز محطات حياتهما الشخصية والفنية.

عبد الله بهمن: فنان متعدد المواهب ومسيرة فنية حافلة

عبد الله حسن عبد الملك بهمن من مواليد 27 سبتمبر 1982، وهو واحد من الأسماء التي برزت بقوة في الدراما الخليجية خلال العقدين الأخيرين. بدأ مشواره الفني بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، ولفت الأنظار منذ ظهوره الأول بفضل وسامته وحضوره الطاغي على الشاشة. لم يقتصر نشاطه على التمثيل فقط، بل خاض تجارب متنوعة في المسرح والتلفزيون، وشارك في أعمال ذات طابع اجتماعي وإنساني شكلت نقطة تحول في مسيرته.

من أبرز أعماله: “عرس الدم”، “ساهر الليل”، “زوارة خميس”، و”غصن مكسور”. في كل دور، أثبت بهمن قدرته على التجدد والتطور الفني، حيث لم يقف عند نوع واحد من الشخصيات، بل تنقّل بين الأدوار التراجيدية والرومانسية والاجتماعية. وقد أكسبه هذا التنوع احترام النقاد وتعلق الجمهور بأعماله.

هنادي الكندري: من الإعلام إلى التمثيل وتألق مستمر

وُلدت هنادي عبد اللطيف الكندري في 19 مارس 1987، وبدأت حياتها المهنية كمقدمة برامج تلفزيونية قبل أن تنتقل إلى التمثيل. أول ظهور إعلامي لها كان من خلال برنامج شبابي على قناة الراي، حيث عُرفت بأسلوبها العفوي وقدرتها على التفاعل مع الجمهور. بعد هذه التجربة، قررت دخول عالم التمثيل، وواجهت تحديات كثيرة في إثبات ذاتها كممثلة وليس فقط كوجه إعلامي.

منذ دخولها مجال الدراما، شاركت هنادي في عدد كبير من المسلسلات أبرزها: “ثريا”، “صديقات العمر”، “مذكرات عائلية جدًا”، و”كسرة ظهر”. كما أنها تميزت بالظهور في أدوار قوية للمرأة الخليجية المعاصرة، ما جعلها من أكثر الفنانات تأثيرًا في جيلها. عُرفت هنادي أيضًا بإطلالاتها العصرية ونشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تُتابَع من قبل الملايين.

قصة الحب والزواج بين عبد الله بهمن وهنادي الكندري

بدأت العلاقة العاطفية بين عبد الله وهنادي أثناء مشاركتهما في أحد الأعمال الفنية، حيث تطورت الزمالة إلى صداقة، ثم إلى حب استمر نحو عامين. وقد أثارت أخبار علاقتهما آنذاك اهتمام المتابعين، خاصة أن كلاهما يتمتع بشعبية واسعة في الساحة الفنية الكويتية.

في أواخر عام 2012، أعلنا زواجهما بشكل رسمي، وتم الزفاف في أجواء أسرية هادئة بعيدًا عن صخب الإعلام. لكن لم تدم الحياة الزوجية طويلًا، حيث تم الطلاق في إبريل 2013 بعد أشهر قليلة فقط. وكشف عبد الله لاحقًا في لقاء تلفزيوني أن من أسباب الطلاق هو قرار هنادي خلع الحجاب والعودة إلى التمثيل، وهو أمر لم يتفقا عليه.

الحياة بعد الطلاق: مسارات جديدة وتحديات مختلفة

بعد الطلاق، سار كل من عبد الله وهنادي في طريق منفصل، لكنهما لم يتوقفا عن النجاح. تزوج عبد الله لاحقًا مرتين، إحداهما من فتاة من خارج الوسط الفني، وفي زواجه الأخير عام 2019، رزق بابنة أسماها مريم، وعبّر عن سعادته بالأبوة في أكثر من لقاء.

أما هنادي، فتزوجت من المخرج الكويتي محمد الحداد في مارس 2014، وأنجبت منه توأمًا (آدم وإيفا) بالإضافة إلى ابن ثالث من زواجها الأول. واصلت هنادي تألقها الفني، وأصبحت من أكثر الفنانات حضورًا على الشاشة الخليجية، مع مشاركاتها السنوية في الموسم الرمضاني، إلى جانب أعمال مسرحية ناجحة.

تأثير العلاقة على مسيرتهما الفنية والشخصية

رغم أن العلاقة بين عبد الله وهنادي انتهت سريعًا، إلا أن كلاهما أظهر نضجًا في التعامل مع نتائجها. لم تُسجّل أي تصريحات عدائية بين الطرفين، بل على العكس، تحدث عبد الله في أحد اللقاءات عن احترامه لهنادي، مشيرًا إلى أنها أم ناجحة وفنانة موهوبة. وقد أكد أنه لا يمانع التعاون الفني معها مستقبلاً إذا جمعهما عمل مناسب.

في المقابل، لم تتحدث هنادي كثيرًا عن العلاقة، لكنها أكدت مرارًا أنها تُفضل التركيز على حاضرها وعائلتها وأعمالها الفنية، معتبرة أن الماضي جزء من الحياة لكنه لا يُحدد المستقبل.

ردود الفعل الجماهيرية والإعلامية حول العلاقة

رافقت العلاقة القصيرة بين النجمين تغطية إعلامية واسعة، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسم الجمهور بين متعاطف ومنتقد. البعض رأى أن الطلاق شأن خاص لا يجب الخوض فيه، بينما اعتبر آخرون أن عبد الله كان صريحًا أكثر من اللازم في إعلانه عن سبب الانفصال.

لكن اللافت هو أن كلاً من عبد الله وهنادي استطاعا تحويل تركيز الجمهور إلى أعمالهما، وليس إلى حياتهما الخاصة، وهذا بحد ذاته نجاح يُحسب لهما في بيئة فنية كثيرًا ما تطغى فيها أخبار العلاقات على الإنجازات الفنية.

خاتمة: دروس مستفادة من قصة عبد الله بهمن وهنادي الكندري

تحمل قصة عبد الله بهمن وهنادي الكندري الكثير من الدروس حول العلاقات في الوسط الفني، خاصة في ظل التداخل بين الحياة الشخصية والمهنية. لقد أظهرا أن الطلاق لا يعني نهاية الاحترام أو النجاح، بل يمكن أن يكون بداية جديدة لكل طرف على حدة.

قوة كل منهما في تجاوز العلاقة والتركيز على بناء ذاته الفنية والعائلية تعكس نضجًا ملحوظًا قلّما نراه في الوسط الإعلامي. وبينما تتغير التفاصيل والوجوه في المشهد الفني، تبقى قصتهما مثالًا يُستشهد به عند الحديث عن العلاقات الناجحة حتى وإن لم تُكتب لها الاستمرارية.