تُعد مرحلة الحمل لدى الكلاب من الفترات الحساسة التي تتطلب مراقبة دقيقة وفهمًا عميقًا للتغيرات الجسدية والسلوكية التي تطرأ على الكلبة مع اقتراب موعد الولادة. تكمن أهمية التعرف على هذه العلامات في تمكين المربي من تقديم الرعاية المثلى، والتدخل في الوقت المناسب إذا لزم الأمر، لضمان صحة وسلامة الأم والجراء. من خلال هذا المقال، نستعرض أبرز علامات اقتراب الولادة بشكل مفصل ومدعّم بمعلومات عملية مفيدة لكل من يهتم بتربية الكلاب.
أقسام المقال
- انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل ملحوظ
- زيادة سلوك التعشيش والتهيئة
- تغيرات في الشهية والجهاز الهضمي
- السلوك القلق أو اللاهث
- انتفاخ البطن وتحركات الجراء
- تضخم الغدد الثديية وإفراز اللبأ
- علامات بدء المخاض النشط
- الحاجة إلى التدخل البيطري الطارئ
- كيفية تجهيز البيئة للولادة
- ما بعد الولادة: الرعاية الأولية للجراء والأم
- الخلاصة
انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل ملحوظ
يُعتبر انخفاض درجة حرارة جسم الكلبة واحدًا من أبرز المؤشرات الحيوية لاقتراب الولادة. عادةً ما تبدأ الحرارة في الانخفاض إلى أقل من 37 درجة مئوية قبل الولادة بحوالي 12 إلى 24 ساعة. يُنصح باستخدام ميزان حرارة رقمي مخصص للكلاب لمراقبة هذا التغير بشكل يومي خلال الأسبوع الأخير من الحمل، حيث أن هذه العلامة تُعد من الأدلة القوية التي تشير إلى بدء مرحلة المخاض قريبًا.
زيادة سلوك التعشيش والتهيئة
قبل الولادة بفترة قصيرة، تقوم الكلبة بإظهار رغبة متزايدة في تحضير مكان للولادة. قد تبدأ بجمع البطانيات أو الوسائد أو تحفر في الأرض لتجهيز “عش” مريح وآمن. من المفيد دعمها بتوفير منطقة خاصة بها تحتوي على وسائد ناعمة ومكان دافئ هادئ بعيد عن الإزعاج، مما يُسهم في تقليل توترها وتحفيز ولادة سلسة.
تغيرات في الشهية والجهاز الهضمي
من العلامات الشائعة فقدان الشهية أو التوقف شبه الكامل عن تناول الطعام. قد تلاحظ أيضًا نوبات من القيء أو الإسهال نتيجة التغيرات الهرمونية وزيادة الضغط على الأعضاء الداخلية. على الرغم من أن فقدان الشهية أمر طبيعي، إلا أنه يجب التأكد من استمرار شرب الكلبة للماء بشكل كافٍ لتفادي الجفاف.
السلوك القلق أو اللاهث
تظهر على الكلبة علامات من القلق، مثل الحركة المستمرة، اللهاث الشديد دون سبب واضح، أو التغير المفاجئ في شخصيتها المعتادة. هذا السلوك يدل على بدء مرحلة المخاض الأولى حيث يبدأ الجسم في الاستعداد الفعلي للولادة. توفير أجواء مريحة ومهدئة يساعد على تقليل حدة القلق.
انتفاخ البطن وتحركات الجراء
مع اقتراب الولادة، يزداد حجم البطن بشكل واضح، ويمكن في كثير من الأحيان ملاحظة تحركات الجراء داخل الرحم. هذا يدل على النشاط الطبيعي للجراء واستعدادهم للخروج إلى الحياة. في هذه المرحلة، تكون الكلبة بحاجة ماسة للراحة وتجنب أي مجهود بدني عنيف.
تضخم الغدد الثديية وإفراز اللبأ
تبدأ الغدد الثديية بالانتفاخ وقد تلاحظ تسرب قطرات من اللبأ. هذا السائل الغني بالعناصر الغذائية يُعد أول غذاء يتلقاه الجراء بعد الولادة، وهو أساسي لتقوية مناعتهم. تجهيز منشفة نظيفة للمساعدة في تنظيف الحلمات قد يكون مفيدًا عند الحاجة.
علامات بدء المخاض النشط
يشمل المخاض النشط انقباضات بطنية ملحوظة، وظهور إفرازات مهبلية واضحة اللون، وغالبًا ما تبدأ الكلبة في الدفع بقوة. تختلف مدة هذه المرحلة من كلبة إلى أخرى ولكنها عادةً ما تستمر من بضع ساعات إلى نصف يوم. متابعة تطور الولادة عن قرب أمر ضروري للتدخل الفوري في حال ظهور مشاكل.
الحاجة إلى التدخل البيطري الطارئ
يجب الاتصال بالطبيب البيطري فورًا إذا لاحظتِ استمرار الانقباضات الشديدة لأكثر من 30 دقيقة دون خروج جرو، أو إذا مرت أكثر من ساعتين بين ولادة جرو وآخر، أو إذا لاحظتِ إفرازات غير طبيعية كالرائحة الكريهة أو اللون الداكن. هذه الحالات قد تشير إلى مضاعفات تتطلب تدخلاً طبيًا فوريًا.
كيفية تجهيز البيئة للولادة
تحضير بيئة الولادة بشكل صحيح يساهم بشكل كبير في نجاح هذه المرحلة. يُنصح بتجهيز صندوق ولادة نظيف، دافئ، وآمن مع إضاءة معتدلة. وجود أدوات مثل القفازات الطبية، مقص معقم، خيوط لربط الحبل السري، ومنشفة دافئة ضروري لتقديم المساعدة عند الضرورة.
ما بعد الولادة: الرعاية الأولية للجراء والأم
بعد الولادة، يجب السماح للجراء بالرضاعة الطبيعية في أسرع وقت ممكن لتعزيز مناعتهم. كما يجب مراقبة الكلبة للتأكد من خروج كافة المشيمات وعدم بقاء أي جزء داخل الرحم. النظافة، التغذية الجيدة، والمراقبة الدقيقة تساهم في استعادة صحة الكلبة بسرعة.
الخلاصة
إن إدراك علامات اقتراب ولادة الكلبة يساعد على تقديم الدعم والرعاية المثلى في الوقت المناسب. بالتحضير المسبق والمعرفة الدقيقة بالتغيرات التي تطرأ على الكلبة، يمكن ضمان ولادة آمنة وتحقيق بداية قوية لحياة الجراء الجديدة. الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة خلال هذه الفترة يُحدث فارقًا كبيرًا في صحة وسعادة الأم وأطفالها.