يُعد الفنان المصري عماد رشاد واحدًا من النجوم الذين تميزوا بحضورهم الهادئ وأدائهم المتقن، حيث بدأ مشواره في أواخر السبعينيات وظلّ يحافظ على مكانته في الساحة الفنية لسنوات طويلة. وُلد عماد رشاد في 3 ديسمبر 1951 بمحافظة القاهرة، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليتخرّج ويبدأ مشواره الفني بأدوار صغيرة لكن مؤثرة.وقد استطاع بفضل موهبته اللافتة وتنوع أدائه أن يرسّخ اسمه في قلوب المشاهدين من خلال أعمال درامية شهيرة، كما حاز على تقدير النقاد رغم ابتعاده عن البطولة المطلقة. لم يكن ظهوره في أي عمل فني مجرد مشاركة عابرة، بل دائمًا ما ترك بصمته الخاصة، حتى لو كان الدور ثانويًا. يُعرف عن عماد رشاد اتزانه وهدوؤه في الحياة، وهو ما انعكس على اختياراته الفنية التي تميل غالبًا إلى الأدوار الواقعية العميقة التي تعكس حياة الناس اليومية، وهو ما جعله قريبًا من قلوب الجمهور من مختلف الفئات العمرية. إلى جانب مشواره الفني الحافل، حرص رشاد على الحفاظ على حياة أسرية هادئة ومستقرة، بعيدًا عن الصخب الإعلامي، ما يجعله مثالًا للتوازن بين النجاح المهني والاستقرار الشخصي.
أقسام المقال
عماد رشاد وزوجته الفنانة المعتزلة راوية صالح
تزوج عماد رشاد من الفنانة راوية صالح، وهي إحدى نجمات فترة الثمانينيات التي قدمت أعمالًا لافتة قبل أن تعتزل الوسط الفني. اعتزال راوية لم يكن لأسباب فنية، بل جاء عن قناعة تامة منها بالتفرغ الكامل لأسرتها، وهو ما لاقى احترامًا كبيرًا من زوجها. وقد صرّح عماد رشاد في أكثر من لقاء أن زوجته كانت وما زالت سندًا له، وأنها فضلت أن تعيش دور الأم والزوجة بعيدًا عن صخب الشهرة. ومن المعروف أن راوية رغم اختفائها عن الأضواء، لا تزال على تواصل مع الوسط الفني وتحرص على متابعة أعمال زوجها ودعمه من بعيد.
عماد رشاد وأولاده ياسمين ونديم
أنجب الفنان عماد رشاد ولدين، هما ياسمين ونديم. وعلى الرغم من ابتعادهم عن الإعلام ورفضهم للظهور الإعلامي، إلا أن ياسمين تُعرف بأنها متدينة وتعيش حياة بسيطة. أما نديم فيُقال إنه يعمل في مجال مختلف تمامًا عن الفن، ويميل أكثر إلى الحياة الهادئة الخاصة. يُشير هذا إلى نهج الأسرة في تربية الأبناء على القيم والخصوصية، ويعكس احترام الفنان لرغبة أولاده في عدم الانخراط في عالم الأضواء.
عماد رشاد ومسيرته الفنية المتنوعة
مسيرة عماد رشاد الفنية تزخر بالعشرات من الأعمال المتنوعة، حيث قدم أدوارًا مميزة في التلفزيون والمسرح والسينما. بدأ مشواره في التلفزيون من خلال السهرات الدرامية، قبل أن يشارك في مسلسلات شهيرة مثل “رأفت الهجان”، و”المال والبنون”، و”العطار والسبع بنات”، و”سوق العصر”. ومن اللافت أن عماد رشاد لم يسع يومًا لدور البطولة المطلقة، بل اختار أن يكون نجمًا في الظل، يُضفي على كل عمل يُشارك فيه طابعًا خاصًا.
عماد رشاد وعلاقته بالفنان فاروق الفيشاوي
كانت هناك صداقة وطيدة تربط بين عماد رشاد والفنان الراحل فاروق الفيشاوي، وقد امتدت هذه الصداقة لأكثر من خمسين عامًا، منذ أيام دراستهما الأولى في المعهد. ويقول عماد رشاد إن الفيشاوي كان أكثر من مجرد صديق، بل كان كأخ له في حياته. وقد تأثر بشدة بعد رحيله، وذكر في أحد اللقاءات أن فقدان فاروق ترك فراغًا كبيرًا في حياته الشخصية والفنية.
عماد رشاد وحياته العائلية بعيدًا عن الأضواء
رغم حضوره القوي على الشاشة، اختار عماد رشاد أن يحافظ على خصوصية حياته العائلية. فهو نادرًا ما يظهر برفقة أسرته في المناسبات العامة، ويفضل إبقاء حياته الخاصة بعيدًا عن الإعلام. وقد ساعده هذا الفصل بين حياته الفنية والشخصية على بناء أسرة مستقرة ومتزنة. هذه الخصوصية جعلت جمهوره يقدّره ليس فقط كفنان، بل كنموذج للرجل العائلي المسؤول.
عماد رشاد وتقديره لزوجته راوية صالح
يتحدث عماد رشاد دومًا عن زوجته راوية صالح بكل احترام وتقدير، مشيرًا إلى أنها كانت سببًا مهمًا في نجاحه واستقراره النفسي. يُقال إنه كان يستشيرها في كثير من قراراته الفنية، وكانت دائمًا ما تقدم له الدعم والرأي الصادق. ويعتبرها شريكته الحقيقية في مشوار الحياة، حتى وإن غابت عن الشاشة، فهي حاضرة دائمًا في تفاصيله اليومية.
عماد رشاد واستمراره في العطاء الفني
رغم تجاوزه السبعين من عمره، لا يزال الفنان عماد رشاد يحتفظ بحماسه للفن، حيث شارك مؤخرًا في عدد من المسلسلات منها “جعفر العمدة” و”وبينا ميعاد” و”أعمل إيه”، مؤكدًا أن العمر لا يُقاس بالسن بل بالشغف. وهو يختار أعماله بدقة، ويُفضل الأدوار التي تضيف له وتُعبّر عن قضايا حقيقية. جمهوره يعتبره فنانًا من طراز خاص، يجمع بين البساطة والعمق، وبين الموهبة والانضباط.
في الختام، يمكن القول إن الفنان عماد رشاد مثال يُحتذى به في الوسط الفني، حيث استطاع الحفاظ على توازنه بين الفن والعائلة، وبين الشهرة والخصوصية. وهو من القلائل الذين تركوا بصمة فنية وإنسانية حقيقية تستحق الاحترام والتقدير.