يمثل الدرهم الإماراتي أحد أركان الاستقرار الاقتصادي والهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أصبح عنصرًا محوريًا في البنية المالية والاقتصادية للدولة منذ اعتماده رسميًا في عام 1973. ومنذ ذلك الحين، تطورت العملة بشكل كبير من حيث الشكل والتقنيات والوظائف، حتى أصبحت نموذجًا في الأمان والكفاءة. هذا المقال يستعرض الرحلة التاريخية للعملة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتطورها عبر العقود، بالإضافة إلى دورها في الاقتصاد المحلي والدولي.
أقسام المقال
- تاريخ العملة في الإمارات العربية المتحدة قبل اعتماد الدرهم
- إصدار الدرهم الإماراتي وإنشاء مجلس النقد الإماراتي
- تحول مجلس النقد إلى المصرف المركزي في الإمارات
- التصاميم المميزة للأوراق النقدية في الإماراتة
- العملات المعدنية في الإمارات ورموزها الثقافية
- استخدام البوليمر في إصدار العملة في الإمارات
- الارتباط الثابت بين الدرهم الإماراتي والدولار الأمريكي
- العملات التذكارية في الإمارات العربية المتحدة
- الدرهم الإماراتي وأثره في الاقتصاد
- خاتمة
تاريخ العملة في الإمارات العربية المتحدة قبل اعتماد الدرهم
قبل اعتماد الدرهم الإماراتي، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة تداول عدد من العملات المتنوعة، والتي تأثرت بالتغيرات السياسية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة على مدى قرون طويلة. ومن أبرز هذه العملات التلر النمساوي، والروبية الهندية البريطانية، والروبية الخليجية، وريال قطر ودبي، بالإضافة إلى الدينار البحريني الذي كان شائعًا في إمارة أبوظبي.
إصدار الدرهم الإماراتي وإنشاء مجلس النقد الإماراتي
في عام 1973، قررت دولة الإمارات العربية المتحدة توحيد عملتها لتعزيز الاستقرار الاقتصادي وتسهيل حركة التجارة الداخلية والخارجية. تأسس مجلس النقد الإماراتي بموجب القانون الاتحادي رقم 2 لعام 1973، وأصدر أول عملة وطنية موحدة هي الدرهم الإماراتي، الذي طُرح للتداول بفئات متنوعة من الأوراق النقدية.
تحول مجلس النقد إلى المصرف المركزي في الإمارات
في مسعى لتعزيز الرقابة النقدية والاستقرار الاقتصادي، تم تحويل مجلس النقد إلى المصرف المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1980، ليصبح المؤسسة المالية التي تتحكم في السياسة النقدية والإشراف المصرفي، كما يتولى إصدار وإدارة العملة الوطنية الجديدة وتنظيم تداولها في الأسواق المحلية والعالمية.
التصاميم المميزة للأوراق النقدية في الإماراتة
تميزت الأوراق النقدية في دولة الإمارات العربية المتحدة بتصاميمها الفريدة التي تعكس التراث الإماراتي والمعالم الحضارية للدولة، ومنها الأسواق القديمة والمساجد التاريخية والحصون الشهيرة، مثل حصن الفهيدي ومسجد جميرا الكبير، بالإضافة إلى رموز البيئة المحلية مثل المها العربي والصقر.
العملات المعدنية في الإمارات ورموزها الثقافية
تتضمن العملات المعدنية المتداولة في دولة الإمارات العربية المتحدة فئات الدرهم الواحد، و50 فلسًا، و25 فلسًا، وتحمل كل فئة من هذه العملات رموزًا تراثية وثقافية تعبر عن هوية الدولة مثل دلة القهوة العربية التقليدية، وأبراج النفط التي ترمز إلى النهضة الاقتصادية، وغزال الرمال الذي يمثل الحياة البرية في الإمارات.
استخدام البوليمر في إصدار العملة في الإمارات
في إطار سعي دولة الإمارات العربية المتحدة نحو التطوير المستدام والابتكار، اتجه المصرف المركزي إلى إصدار أوراق نقدية مصنوعة من مادة البوليمر، بدايةً من فئة 50 درهمًا عام 2021 بمناسبة اليوبيل الذهبي للاتحاد. وتميزت هذه الأوراق بمقاومتها للتلف والبيئة الصديقة، مما يعزز من عمر العملة الافتراضي ويخفض التكاليف التشغيلية.
الارتباط الثابت بين الدرهم الإماراتي والدولار الأمريكي
يتمتع الدرهم الإماراتي بربط ثابت مع الدولار الأمريكي منذ عام 1997، بمعدل ثابت قدره 3.6725 درهم لكل دولار أمريكي. ويُعزى هذا الربط إلى رغبة دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز الاستقرار النقدي والاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وهو ما حقق استقرارًا في معدلات التضخم وأسعار الصرف على مدى عقود.
العملات التذكارية في الإمارات العربية المتحدة
أصدر المصرف المركزي الإماراتي العديد من العملات التذكارية بمناسبات وأحداث وطنية مختلفة مثل ذكرى تأسيس الاتحاد، أو استضافة الأحداث العالمية الكبرى كمعرض إكسبو 2020، وكذلك لتكريم الشخصيات الوطنية البارزة. وتعد هذه العملات تحفًا فنية تُصنع من الذهب والفضة، وتجذب اهتمام هواة جمع العملات من جميع أنحاء العالم.
الدرهم الإماراتي وأثره في الاقتصاد
يمثل الدرهم الإماراتي رمزًا للتنمية الاقتصادية والقوة المالية لدولة الإمارات العربية المتحدة. ويعود له الفضل في تعزيز مكانة الدولة كمركز اقتصادي وتجاري عالمي، بالإضافة إلى دوره في تعزيز التكامل الاقتصادي بين الإمارات السبع، حيث ساهم في توحيد الأسواق المحلية وتعزيز التجارة البينية.
خاتمة
الدرهم الإماراتي ليس مجرد عملة متداولة، بل هو جزء من الهوية الوطنية، ومصدر من مصادر الفخر لدى الشعب الإماراتي، وعلامة فارقة في رحلة التطور والتقدم التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيام الاتحاد وحتى اليوم، ويبقى الدرهم شاهدًا على الإنجازات والطموحات المستقبلية للدولة.