غانم الزرلي العمر وتاريخ الميلاد

يُعد غانم الزرلي واحدًا من أبرز الممثلين التونسيين الذين تركوا بصمة واضحة في عالم الفن العربي، سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح. ولد هذا الفنان الموهوب في مدينة قربة بولاية نابل التونسية، ونشأ في بيئة فنية وثقافية ساهمت في صقل موهبته منذ سن مبكرة. تخرج من المعهد العالي للفن المسرحي في تونس، وبدأ مشواره الفني بأدوار صغيرة تطورت مع الوقت إلى شخصيات رئيسية جعلته محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء. اشتهر بتقديم أدوار تاريخية ومعاصرة بأسلوب متميز، مما جعله رمزًا للتنوع والعمق في الأداء التمثيلي. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل حياة غانم الزرلي، بدءًا من عمره وتاريخ ميلاده، مرورًا بمحطات مشواره الفني البارزة.

متى ولد غانم الزرلي؟

ولد غانم الزرلي في السادس من ديسمبر عام 1984، في مدينة قربة الواقعة بولاية نابل شمال شرق تونس. هذا التاريخ يجعله ينتمي إلى جيل الشباب الذين برزوا في المشهد الفني خلال العقد الأول من الألفية الجديدة. نشأ في بيئة محلية غنية بالتراث الثقافي، حيث كانت مدينته تحتضن فعاليات فنية مثل المهرجان الوطني للمسرح بعد استقلال تونس، مما أثر بشكل كبير في شغفه بالفنون المسرحية منذ صغره.

كم يبلغ عمر غانم الزرلي الآن؟

مع ولادته في ديسمبر 1984، فإن غانم الزرلي يبلغ من العمر الآن 40 عامًا، حيث نحن في أبريل 2025. هذا العمر يعكس مرحلة النضج الفني التي وصل إليها، إذ استطاع خلال عقدين من الزمن أن يبني مسيرة غنية بالأعمال المتنوعة. رغم أنه لا يزال في ريعان شبابه الفني، إلا أن خبرته الطويلة جعلته يمتلك حضورًا قويًا ينافس به نجومًا أكبر سنًا في الساحة الفنية العربية.

بدايات غانم الزرلي في عالم الفن

بدأ غانم الزرلي مشواره الفني في مطلع الألفية الجديدة، تحديدًا في عام 2000، عندما خطى أولى خطواته على خشبة المسرح في مسقط رأسه. أسس مع أصدقائه فرقة مسرحية محلية باسم “المرج”، وقدم من خلالها عروضًا نالت إعجاب الجمهور المحلي. هذه التجربة كانت بمثابة الشرارة الأولى التي أشعلت شغفه بالتمثيل، وقادته لاحقًا إلى الالتحاق بالمعهد العالي للفن المسرحي في تونس، حيث تخرج في عام 2009 بعد سنوات من الدراسة والتدريب المكثف.

أول أدوار غانم الزرلي السينمائية

كانت انطلاقته السينمائية في عام 2007 من خلال فيلم “ثلاثون” للمخرج فاضل الجزيري، حيث جسد شخصية الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة في مرحلة شبابه. هذا الدور لم يكن مجرد بداية عادية، بل كان اختبارًا حقيقيًا لموهبته، إذ استطاع أن ينقل تعقيدات الشخصية التاريخية بأداء مقنع أذهل المتابعين. الفيلم، الذي تناول فترة مهمة من تاريخ تونس الحديث، وضع اسم غانم في صدارة المواهب الواعدة في السينما التونسية.

غانم الزرلي في مسلسل عمر التاريخي

في عام 2012، خطف غانم الزرلي الأضواء بدور الإمام علي بن أبي طالب في مسلسل “عمر” من إخراج حاتم علي. هذا العمل التاريخي الضخم، الذي عُرض خلال شهر رمضان، جعله اسمًا مألوفًا في العالم العربي بأكمله. أداؤه لشخصية الخليفة الرابع تميز بالعمق والقوة، حيث استطاع أن يعكس الجوانب الإنسانية والروحية للشخصية ببراعة، مما جعل الجمهور يتفاعل معه بشكل كبير، وأضاف إلى رصيده الفني إنجازًا لا يُنسى.

مشاركة غانم الزرلي في السينما العالمية

لم تقتصر موهبة غانم على الأعمال العربية فقط، بل امتدت لتشمل السينما العالمية من خلال مشاركته في فيلم “الذهب الأسود” (Day of the Falcon) للمخرج الفرنسي جان جاك أنو في عام 2011. هذا الفيلم، الذي ضم نجومًا عالميين مثل أنطونيو بانديراس، منح غانم فرصة لإثبات قدرته على التمثيل بلغة عالمية، وعكس مدى مرونته الفنية في التعامل مع أدوار متنوعة خارج الإطار المحلي.

تجارب غانم الزرلي في الإخراج المسرحي

لم يكتفِ غانم الزرلي بالتمثيل، بل اتجه أيضًا إلى الإخراج المسرحي، حيث قدم تجارب مميزة أبرزها مسرحية “لهنا” المستوحاة من نص “العرس عند البورجوازيين الصغار” للكاتب برتولد بريشت. هذا العمل عكس رؤيته الفنية العميقة وقدرته على تقديم محتوى مسرحي يجمع بين الفكر والترفيه، مما أضاف بُعدًا جديدًا إلى مسيرته كفنان متعدد المواهب.

أعمال غانم الزرلي التلفزيونية البارزة

بالإضافة إلى “عمر”، شارك غانم في عدة أعمال تلفزيونية أخرى تركت أثرًا كبيرًا. من بينها مسلسل “نجوم الليل” في عام 2008، حيث لعب دور “قيس” في أول ظهور تلفزيوني له. كما برز في مسلسل “فلاش باك” عام 2025، الذي عُرض على قناة الحوار التونسي، حيث قدم شخصية “سلومة” التي تطلبت جرأة وحساسية في الأداء، مما عزز مكانته كممثل قادر على التنوع بين الأدوار.

جوائز غانم الزرلي وتكريمه

حصد غانم الزرلي عدة جوائز تقديرًا لموهبته، أبرزها جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “نارسيس” للمخرجة سنية الشمخي عام 2016، خلال الدورة الخامسة لمهرجان المغرب العربي للفيلم بوجدة في المغرب. هذا التكريم جاء ليعكس التقدير الكبير الذي حظي به من النقاد والجمهور، وأكد مكانته كأحد أهم الممثلين في جيله.

غانم الزرلي والأدوار الجريئة

يُعرف غانم بميله إلى اختيار الأدوار الجريئة التي تحمل تحديًا فنيًا، سواء كانت تاريخية كدور علي بن أبي طالب، أو معاصرة كدور “سلومة” في “فلاش باك”. هذا الاختيار يعكس شخصيته الفنية الطموحة التي تسعى دائمًا لتجاوز التوقعات، ويبرز قدرته على الغوص في أعماق الشخصيات لتقديم أداء يترك أثرًا في ذاكرة المشاهدين.

تأثير غانم الزرلي على الجيل الجديد

يُعتبر غانم الزرلي مصدر إلهام للعديد من الشباب التونسيين الذين يطمحون لدخول عالم الفن. من خلال مسيرته التي جمعت بين الدراسة الأكاديمية والتجربة العملية، أثبت أن النجاح يأتي بالمثابرة والتفاني. كما أن تنوع أدواره واهتمامه بالمسرح كفن أصيل جعله نموذجًا يُحتذى به لمن يرغبون في ترك بصمة في الساحة الفنية.