غانم الزرلي في مسلسل معاوية

يعد غانم الزرلي واحدًا من أبرز الممثلين التونسيين الذين تركوا بصمة واضحة في عالم الدراما والسينما العربية. وُلد في السادس من ديسمبر عام 1984 بمدينة قربة في ولاية نابل التونسية، حيث بدأ شغفه بالفن منذ الصغر. تخرج من المعهد العالي للفن المسرحي بتونس عام 2009، ليبدأ بعدها مسيرة فنية حافلة بالأدوار المتنوعة التي جمعت بين التلفزيون والسينما والمسرح. اشتهر الزرلي بقدرته على تجسيد الشخصيات التاريخية والمعقدة بأسلوب يمزج بين العمق الدرامي والحضور الطاغي، مما جعله اسمًا لامعًا في الساحة الفنية العربية.

غانم الزرلي يجسد يزيد بن أبي سفيان في مسلسل معاوية

في مسلسل “معاوية” الذي عُرض في رمضان 2025، أدى غانم الزرلي دور “يزيد بن أبي سفيان”، وهو أحد الشخصيات التاريخية المهمة في تلك الفترة المضطربة من تاريخ الإسلام المعروفة بـ”الفتنة الكبرى”. يزيد، الأخ الأكبر لمعاوية بن أبي سفيان، كان قائدًا عسكريًا بارزًا في عهد الخليفة أبي بكر الصديق، وساهم في فتوحات الشام قبل أن يتوفى بسبب طاعون عمواس. اختيار الزرلي لهذا الدور لم يكن عشوائيًا، فقد أثبت قدرته على تقمص الشخصيات التاريخية من خلال أدواره السابقة، مما جعل حضوره في هذا العمل الضخم محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء.

أداء غانم الزرلي يضيف عمقًا لشخصية يزيد بن أبي سفيان

تميز أداء غانم الزرلي في “معاوية” بقدرته على إبراز الجوانب الإنسانية والقيادية لشخصية يزيد بن أبي سفيان. لم يكتفِ بتقديم الجانب العسكري للشخصية، بل عمل على إظهار تفاصيل دقيقة تعكس العلاقة الأخوية مع معاوية، بالإضافة إلى دوره كأحد أعمدة الفتوحات الإسلامية الأولى. هذا الأداء أضاف طبقة جديدة من الواقعية للمسلسل الذي تناول أحداثًا حساسة ومعقدة، حيث نجح الزرلي في جعل الشخصية نقطة جذب للمشاهدين المهتمين بالتاريخ والدراما على حد سواء.

تجربة غانم الزرلي مع الشخصيات التاريخية بدأت قبل معاوية

لم تكن مشاركة غانم الزرلي في “معاوية” هي المرة الأولى التي يجسد فيها شخصية تاريخية، فقد سبق له أن قدم دور الخليفة علي بن أبي طالب في مسلسل “عمر” عام 2012، وهو العمل الذي أخرجه المخرج السوري الراحل حاتم علي. هذا الدور كان بمثابة انطلاقة قوية له، حيث أظهر قدرة استثنائية على التعامل مع الأدوار التي تتطلب فهمًا عميقًا للسياق التاريخي والديني، مما مهد الطريق لاختياره لاحقًا في أعمال ضخمة مثل “معاوية”.

غانم الزرلي في السينما العالمية قبل الدراما التاريخية

إلى جانب الدراما التلفزيونية، خطى غانم الزرلي خطوات مميزة في السينما العالمية. في عام 2011، شارك في فيلم “Black Gold” (الذهب الأسود) للمخرج الفرنسي جان جاك أنو، حيث عمل إلى جانب نجوم عالميين مثل أنطونيو بانديراس. هذه التجربة أضافت إلى رصيده الفني بُعدًا دوليًا، وأظهرت قدرته على التأقلم مع أنماط التمثيل المختلفة، سواء في الأعمال العربية أو الغربية، مما عزز مكانته كممثل متعدد المواهب.

أولى خطوات غانم الزرلي في عالم التمثيل

بدأ غانم الزرلي مسيرته الفنية في السينما التونسية عام 2007 من خلال فيلم “ثلاثون” للمخرج فاضل الجزيري، حيث جسد دور الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة في مرحلة شبابه. هذا الدور كان بمثابة بوابة دخوله إلى عالم الفن، حيث أظهر موهبة مبكرة في تقمص الشخصيات التاريخية. في العام التالي، شارك في مسلسل “نجوم الليل” بدور “قيس”، ليبدأ بذلك رحلة طويلة في الدراما التلفزيونية التي شكلت جزءًا كبيرًا من مسيرته.

غانم الزرلي يتألق في أعمال لاحقة بعد ثلاثون

بعد انطلاقته، واصل الزرلي تقديم أدوار مميزة. في عام 2016، شارك في فيلم “نرجس” للمخرجة سونيا الشمخي، وحصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان الفيلم المغاربي بوجدة بالمغرب عن دوره “مهدي”. كما تألق في فيلم “جميلة والكلاب” عام 2017، حيث لعب دور “يوسف”، وهو عمل نال استحسانًا كبيرًا في مهرجان كان السينمائي. هذه الأدوار عكست تنوعه الفني وقدرته على الانتقال بين الأعمال الاجتماعية والتاريخية بسلاسة.

أبرز أعمال غانم الزرلي في مسيرته الفنية

تشمل مسيرة غانم الزرلي مجموعة من الأعمال التي تراوحت بين السينما والتلفزيون. من أبرزها: “ثلاثون” (2007)، “نجوم الليل” (2008)، “Black Gold” (2011)، “عمر” (2012)، “نرجس” (2016)، “جميلة والكلاب” (2017)، وصولًا إلى “معاوية” (2025). كما شارك في أعمال أخرى مثل “فيلم الذهب الأسود” و”في ذا بارادوكس”، بالإضافة إلى تجارب مسرحية مثل “لهنا” التي أخرجها بنفسه عن نص للكاتب برتولد بريشت. هذه الأعمال تعكس شغفه بالفن ورغبته في تقديم محتوى يترك أثرًا لدى الجمهور.

تأثير غانم الزرلي على الدراما التاريخية العربية

بفضل أدواره في “عمر” و”معاوية”، أصبح غانم الزرلي أحد الأسماء التي ترتبط بالدراما التاريخية العربية. قدرته على تقديم شخصيات معقدة مثل علي بن أبي طالب ويزيد بن أبي سفيان جعلته خيارًا مفضلاً للمخرجين الذين يبحثون عن ممثل يجمع بين الحضور القوي والأداء العميق. هذا التأثير يمتد إلى إلهام جيل جديد من الممثلين الذين يطمحون إلى تقديم أعمال تاريخية تحترم السياق وتجذب المشاهدين في آن واحد.

مستقبل غانم الزرلي بعد معاوية

مع نجاح “معاوية” وتألقه فيه، يبدو أن غانم الزرلي يستعد لمرحلة جديدة في مسيرته. الجمهور يترقب أدواره القادمة، سواء في الدراما التاريخية أو الأعمال السينمائية التي قد تعزز حضوره العالمي. موهبته المتنوعة وتجاربه السابقة تجعل من المرجح أن يواصل تقديم أعمال تترك بصمة قوية، سواء في تونس أو العالم العربي أو حتى على الساحة الدولية.