تُعتبر الكلاب جزءًا من العائلة لدى العديد من الأسر، وغالبًا ما تحتل مكانة عاطفية مميزة بين أفراد المنزل. لكن هذه العلاقة الوثيقة قد تواجه تحديات كبيرة عند قدوم طفل جديد. فبينما ينشغل الأهل في رعاية المولود، يبدأ الكلب في ملاحظة نقص الاهتمام ويبدأ في التصرف بشكل مختلف، مما قد يُعبّر عن مشاعر الغيرة التي تنتابه. هذه الغيرة ليست مجرد سلوك عابر، بل تعكس مشاعر معقدة يعيشها الحيوان نتيجة تغيّر التوازن العاطفي والاجتماعي داخل الأسرة.
أقسام المقال
ما هي الغيرة عند الكلاب؟
الغيرة لدى الكلاب لا تختلف كثيرًا عن الغيرة البشرية في جوهرها، إذ يشعر الكلب بأن مكانته مهددة أو أن هناك من ينافسه على حب واهتمام صاحبه. وتُترجم هذه المشاعر إلى سلوكيات مثل النباح أو الانسحاب أو حتى العدوانية. الغيرة ليست دليلاً على شر أو سوء نية من الكلب، بل على العكس، هي علامة على ارتباطه الشديد بأصحابه ورغبته في الحفاظ على تلك العلاقة الوثيقة.
ما الذي يدفع الكلب للشعور بالغيرة من الأطفال؟
عندما يُولد طفل جديد أو يبدأ الطفل في الحبو أو المشي، غالبًا ما تتغير الأولويات داخل المنزل. الاهتمام الذي كان مُكرسًا للكلب يتحول فجأة إلى كائن صغير جديد، فيبدأ الكلب بملاحظة تغيرات مثل:
- قلة وقت اللعب أو المشي المعتاد معه.
- سماع أصوات غريبة مثل بكاء الطفل باستمرار.
- عدم السماح له بالاقتراب من أماكن معينة كان معتادًا على التواجد فيها.
- رؤية الطفل يتلقى الاحتضان والمداعبة التي كانت في السابق من نصيبه.
علامات تدل على غيرة الكلب من الطفل
من المهم على الأهل مراقبة الكلب عن قرب لرصد أي تغيّرات سلوكية. بعض العلامات تشمل:
- إظهار العدوانية تجاه الطفل أو أحد الوالدين.
- محاولة التسلل بين الأم والطفل أثناء الرضاعة أو اللعب.
- التبول داخل المنزل رغم تدريبه سابقًا.
- تجاهل الأوامر أو التذمر المتكرر.
- محاولات للفت الانتباه من خلال نباح مبالغ فيه أو تمثيل المرض.
كيفية الوقاية من غيرة الكلب قبل قدوم الطفل
الوقاية دائمًا خير من العلاج، ولذلك يُفضل أن تبدأ العائلة في تحضير الكلب لتغيرات الحياة القادمة. يمكن القيام بذلك من خلال:
- تعديل جدول الكلب تدريجيًا ليشابه الجدول الجديد بعد ولادة الطفل.
- تعويد الكلب على الأصوات الجديدة مثل بكاء الطفل من خلال تسجيلات.
- تعليمه الالتزام بالأوامر من جديد لضمان طاعته في الأوقات الحرجة.
- منحه شعورًا بالأمان والاهتمام حتى بعد قدوم الطفل.
خطوات عملية لعلاج الغيرة عند الكلاب
في حال ظهرت علامات الغيرة، لا بد من التعامل معها بسرعة ووعي. بعض الحلول المفيدة تشمل:
- مكافأة الكلب عندما يتصرف بإيجابية عند وجود الطفل.
- منحه ألعابه الخاصة لتشتيت انتباهه خلال لحظات العناية بالطفل.
- السماح له بالمشاركة في روتين الطفل بشكل آمن وتحت إشراف.
- خلق لحظات خاصة بين الكلب وصاحبه لتعزيز العلاقة من جديد.
تعليم الطفل احترام الحيوان منذ الصغر
ليس الكلب فقط من يحتاج إلى التوجيه، بل الطفل أيضًا. فمن المهم أن يتعلم الطفل التعامل مع الكلب بلطف واحترام، وعدم سحبه أو ضربه أو الاقتراب منه أثناء الأكل أو النوم. هذا النوع من التربية المبكرة يبني علاقة صحية ومبنية على التفاهم بين الطفل والحيوان.
هل الغيرة تؤدي دائمًا إلى العدوانية؟
ليست كل حالات الغيرة تؤدي إلى تصرفات عدوانية، فبعض الكلاب تعبّر عن غيرتها بالانسحاب أو الاكتئاب. في هذه الحالات، يحتاج الكلب إلى دعم نفسي ومزيد من العناية والاهتمام. إن فهم شخصية الكلب ومزاجه يساعد كثيرًا في اختيار الطريقة الأنسب للتعامل معه.
متى يجب اللجوء إلى مختص سلوك حيواني؟
إذا لاحظت الأسرة أن الكلب يظهر سلوكًا خطيرًا أو لا يستجيب لأي من الأساليب المعتادة، فقد يكون من الأفضل استشارة طبيب بيطري أو مختص في سلوك الحيوانات. التدخل المهني يمكن أن يمنع تفاقم المشكلة ويوفر حلولًا مخصصة لحالة الكلب.
الخلاصة
غيرة الكلب من الأطفال ليست أمرًا غريبًا، بل هي رد فعل طبيعي على تغييرات تمس روتينه العاطفي والاجتماعي. عبر التفهم والتخطيط، يمكن للعائلة أن تخلق بيئة متوازنة تجعل من الكلب والطفل أصدقاء مقربين بدلاً من منافسين. التعايش السلمي بين الطفل والحيوان الأليف يبدأ من إدراك الأهل لدورهم في تحقيق هذا التوازن.