فوائد وأضرار البرتقال

يُعد البرتقال من الفواكه التي ارتبطت في الأذهان بفصل الشتاء ومقاومة نزلات البرد، لكنه أكثر من مجرد مصدر لفيتامين C. البرتقال يحمل قيمة غذائية متكاملة ويُستخدم في أنظمة التغذية الصحية، ويُفضله الرياضيون، ويوصى به للأطفال، وحتى في التجميل، دخل كمكوّن رئيسي في منتجات عديدة. غير أن تناوله بكثرة أو دون وعي قد يُفضي إلى مشاكل صحية غير متوقعة. في هذا المقال المطول، نستعرض بعمق فوائد البرتقال وأضراره المحتملة من جوانب متعددة، مستندين إلى أحدث ما توفر من معلومات وتوصيات غذائية حتى اليوم.

القيمة الغذائية للبرتقال: ما يحتويه من فيتامينات ومعادن

البرتقال يحتوي على مزيج غني من العناصر الضرورية للجسم. يُوفر كل 100 جرام من البرتقال حوالي 47 سعرة حرارية، مما يجعله خيارًا مناسبًا في أنظمة خفض الوزن. كما أنه يحتوي على 2.4 جرام من الألياف، 0.1 جرام دهون، 0.9 جرام بروتين، و11.8 جرام من الكربوهيدرات. وإلى جانب فيتامين C، يضم البرتقال نسبًا جيدة من فيتامين A، وحمض الفوليك، وفيتامينات B مثل B1 (الثيامين) وB6، فضلًا عن الكالسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور، والنحاس. كما أن قشر البرتقال يحتوي على زيوت طيارة ذات خصائص علاجية.

فوائد البرتقال في تقوية جهاز المناعة والوقاية من الأمراض

يعتمد الجسم في تقوية المناعة على التغذية السليمة، وهنا يأتي دور البرتقال بصفته غنيًا بمركب فيتامين C، والذي يعزز فعالية خلايا الدم البيضاء في التصدي للميكروبات. إلى جانب ذلك، يحتوي البرتقال على مركبات نباتية نشطة مثل الهسبيريدين والنارينجين، وهي مركبات تعمل كمضادات أكسدة قوية، تحارب التهابات الجسم وتعزز مقاومته للأمراض الموسمية والمزمنة. وقد أظهرت بعض الدراسات أن البرتقال يساهم في الحد من مدة الإصابة بالبرد والتقليل من حدته.

دور البرتقال في تحسين صحة القلب وخفض ضغط الدم

البوتاسيوم الموجود بوفرة في البرتقال يُسهم في الحفاظ على اتزان ضغط الدم، وهو عنصر ضروري لتنظيم كهربائية القلب. كما تساعد مركبات الفلافونويد على تقليل الالتهاب وتحسين تدفق الدم داخل الأوعية، مما يحسن من كفاءة القلب بشكل عام. وتشير بعض الأبحاث إلى أن تناول البرتقال بشكل منتظم قد يُقلل من مخاطر السكتات القلبية أو الدماغية بنسبة ملموسة. إضافةً إلى ذلك، فإن الألياف القابلة للذوبان تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار، مما يُخفف من ترسب الدهون على الشرايين.

تأثير البرتقال على صحة الجهاز الهضمي والوقاية من الإمساك

الألياف الموجودة في البرتقال – خاصة البكتين – تُمثل دعامة قوية لصحة الجهاز الهضمي، حيث تُنظم حركة الأمعاء وتمنع تراكم الفضلات. كما يُساعد حمض الستريك في تعزيز الهضم عن طريق تحفيز إفراز العصارات الهضمية. ومع شرب كمية كافية من الماء، يُعد تناول البرتقال وسيلة طبيعية لعلاج الإمساك العرضي وتخفيف الانتفاخات الناتجة عن الهضم البطيء.

أضرار الإفراط في تناول البرتقال: مشاكل الجهاز الهضمي وحموضة المعدة

رغم فوائده، فإن استهلاك البرتقال بكميات كبيرة قد يؤدي إلى تفاقم الحموضة، خصوصًا لدى من يعانون من ارتجاع المريء أو قرحة المعدة. كما أن الحموضة العالية في البرتقال قد تُلحق ضررًا بمينا الأسنان إذا تم تناوله بشكل متكرر دون غسل الفم بعده. وتناول كميات كبيرة من الألياف بشكل مفاجئ قد يؤدي إلى غازات أو إسهال مؤقت، خاصة لدى من لا يعتادون الألياف بكثرة.

تأثير البرتقال على مستويات السكر في الدم: ما يجب معرفته لمرضى السكري

يُصنف البرتقال ضمن الفواكه ذات المؤشر الجلايسيمي المتوسط، أي أن تأثيره على مستوى السكر في الدم ليس سريعًا جدًا، لكنه ما زال يحتاج إلى الاعتدال. تناول ثمرة كاملة أفضل من شرب العصير، لأن الألياف الموجودة في اللب تُبطئ من امتصاص السكر. كما يُنصح مرضى السكري بمراعاة التوقيت والكمية عند تناول البرتقال، ودمجه ضمن خطة غذائية متوازنة.

البرتقال والحمل: الفوائد والمخاطر المحتملة للحوامل

البرتقال مصدر ممتاز لحمض الفوليك الذي يُسهم في نمو الأنبوب العصبي للجنين خلال الأشهر الأولى من الحمل. كما أن فيتامين C يُحسن من امتصاص الحديد من الأطعمة النباتية، وهو أمر ضروري لتجنب الأنيميا أثناء الحمل. لكن يُنصح بعدم تناول أكثر من حبتين في اليوم لتجنب اضطرابات المعدة أو التداخل مع مكملات الحديد.

البرتقال وصحة الكلى: هل يُشكل خطرًا على مرضى الكلى؟

مرضى الكلى، خصوصًا من لديهم خلل في طرح البوتاسيوم، يجب أن يكونوا حذرين في استهلاك البرتقال. إذ أن الكميات الزائدة من البوتاسيوم قد تؤدي إلى اضطرابات خطيرة في نبض القلب. وفي هذه الحالة، يُفضل تناول كميات قليلة من البرتقال أو استشارة أخصائي التغذية لتحديد الكمية المناسبة.

البرتقال وصحة الجلد: كيف يُحسن من نضارة البشرة؟

يُستخدم البرتقال في أقنعة البشرة المنزلية، إذ يعمل فيتامين C على تقليل التصبغات وتعزيز نضارة البشرة. كما أن مضادات الأكسدة تُكافح آثار الجذور الحرة التي تُسرّع من شيخوخة الجلد. استخدام مستخلصات البرتقال أو زيته العطري بانتظام في منتجات العناية يُسهم في توحيد لون البشرة ومنحها إشراقة طبيعية.

الاستخدامات غير الغذائية للبرتقال: من التنظيف إلى العناية الشخصية

قشور البرتقال لا تقل أهمية عن لبّه، إذ تُستخدم في صناعة معطرات الجو، وفي طرد الحشرات بسبب رائحتها القوية. كما تُستخدم في صناعة شموع عطرية، ومستحضرات تجميل، وتُضاف إلى مقشرات البشرة بسبب قوامها وزيوتها الطبيعية. كما يمكن استخدام مغلي قشور البرتقال كمنقوع مهدئ عند استنشاقه.