فوائد وأضرار البيض

البيض من الأطعمة الأساسية في معظم الأنظمة الغذائية حول العالم، ويتميّز بتنوع طرق تحضيره وسهولة دمجه مع مختلف المكونات. ولا يقتصر تميّز البيض على طعمه فقط، بل يمتد أيضًا إلى قيمته الغذائية العالية التي جعلت منه خيارًا مثاليًا لكثير من الباحثين عن غذاء متوازن. إلا أن الجدل لا يزال قائمًا حول تأثيرات البيض على الصحة العامة، إذ يجمع بين فوائد عظيمة وأضرار محتملة إذا أُسيء استخدامه أو أُفرِط في تناوله.

القيمة الغذائية للبيض: ما يحتويه البيض من عناصر غذائية مهمة

البيض يُعدّ مستودعًا حقيقيًا للعناصر الغذائية، حيث يحتوي على البروتين عالي الجودة الكامل، إلى جانب العديد من الفيتامينات والمعادن المهمة للجسم. بيضة واحدة كبيرة تحتوي على حوالي 78 سعرة حرارية، وتوفر:

  • 6.3 جرام بروتين كامل.
  • 5.3 جرام دهون، منها دهون مشبعة بنسبة 1.6 جرام فقط.
  • 186 ملليجرام كوليسترول.
  • فيتامينات B12، B2، A، D، E، وحمض الفوليك.
  • معادن مثل الحديد، الزنك، الفوسفور، السيلينيوم واليود.

كما يحتوي صفار البيض على مضادات أكسدة قوية مثل اللوتين والزياكسانثين، واللتين تلعبان دورًا مهمًا في حماية العين من الضرر الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية والشيخوخة.

فوائد البيض لصحة القلب: هل البيض مفيد للقلب؟

رغم احتواء البيض على كوليسترول، إلا أن الأبحاث الحديثة أظهرت أن الكوليسترول الغذائي لا يؤثر بنفس قدر الكوليسترول المصنع في الجسم. تناول بيضة يوميًا لم يرتبط بزيادة خطر أمراض القلب لدى الأشخاص الأصحاء. بل بالعكس، فإن العناصر المضادة للأكسدة في البيض تساهم في تقليل الالتهابات وتحسين صحة الشرايين.

وقد وُجد أن الأشخاص الذين يتناولون البيض بشكل منتظم مع نظام غذائي صحي لا يعانون من ارتفاع في نسبة الكوليسترول الضار، بل على العكس، ترتفع لديهم نسبة الكوليسترول الجيد HDL، مما يساهم في حماية القلب.

البيض وبناء العضلات: كيف يساهم البيض في تقوية العضلات؟

لا غنى للرياضيين ولاعبي كمال الأجسام عن البيض، فهو من أكثر مصادر البروتين فعالية في دعم بناء الكتلة العضلية. يحتوي البيض على الليوسين، وهو حمض أميني محفّز لبناء البروتين العضلي. البيضة الواحدة توفّر نسبًا دقيقة من الأحماض الأمينية الأساسية التي لا يمكن للجسم تصنيعها، مما يجعلها مثالية بعد التمارين الرياضية لتعزيز الاستشفاء العضلي.

كما أن تناول البيض في وجبة الإفطار قد يساعد على تقليل الشهية وزيادة الشعور بالشبع، مما يدعم خطط فقدان الدهون مع الحفاظ على العضلات.

البيض وصحة الدماغ: ما علاقة البيض بوظائف الدماغ؟

من أبرز العناصر المميزة في البيض الكولين، وهو عنصر أساسي لتكوين أغشية الخلايا العصبية. يلعب الكولين دورًا محوريًا في تنمية الدماغ، خاصة لدى الأجنة والرضّع، ويؤثر إيجابيًا على الذاكرة والانتباه لدى البالغين. نقص الكولين مرتبط باضطرابات عصبية ومشاكل في التركيز.

بالإضافة لذلك، يحتوي البيض على فيتامين B12 الذي يعزز صحة الأعصاب، ويحافظ على توازن المواد الكيميائية في الدماغ.

أضرار البيض: ما هي المخاطر المحتملة لتناول البيض؟

لا يخلو البيض من بعض السلبيات التي يجب الحذر منها:

  • ارتفاع الكوليسترول: قد يتأثر بعض الأفراد بالكوليسترول الموجود في البيض، خاصة من يعانون من فرط كوليسترول الدم الوراثي.
  • الحساسية: البيض أحد أكثر الأطعمة المُسببة للحساسية لدى الأطفال، ويمكن أن يؤدي إلى أعراض تنفسية أو جلدية حادة.
  • السالمونيلا: البيض النيء أو غير المطبوخ جيدًا قد يحتوي على بكتيريا السالمونيلا، مما يزيد من خطر التسمم الغذائي.
  • الإفراط في البروتين: تناول كميات كبيرة من البيض يوميًا دون توازن مع باقي العناصر الغذائية قد يرهق الكلى لدى بعض الأشخاص.

البيض والسكري: هل يؤثر البيض على مرضى السكري؟

نتائج الدراسات حول علاقة البيض بمرض السكري من النوع الثاني متباينة. بعض الأبحاث أظهرت ارتباطًا بين الإفراط في تناول البيض وزيادة خطر الإصابة بالسكري، بينما دراسات أخرى لم تجد علاقة مباشرة. السر يكمن في التوازن؛ إذ إن تناول البيض ضمن نظام منخفض الكربوهيدرات قد يكون مفيدًا لمرضى السكري، مع الانتباه لحجم الحصة الغذائية.

طرق طهي البيض الصحية: كيف يمكن تحضير البيض بطريقة صحية؟

أفضل طرق لتحضير البيض دون فقدان قيمته الغذائية أو إضافة دهون غير صحية:

  • السلق: الطريقة الأقل في السعرات والدهون.
  • التحمير بدون زيت: باستخدام مقلاة غير لاصقة.
  • القلي بزيوت صحية: مثل زيت الزيتون أو زيت جوز الهند، مع استخدام كمية قليلة جدًا.

يجب تجنب خلط البيض باللحوم المصنعة أو الدهون الحيوانية لتفادي تراكم الدهون المشبعة.

البيض في النظام الغذائي اليومي: كم بيضة يجب تناولها؟

لا توجد توصية واحدة تناسب الجميع. يُعد تناول بيضة إلى بيضتين يوميًا مناسبًا لمعظم البالغين الأصحاء، مع الانتباه إلى المصادر الأخرى للكوليسترول الغذائي. أما لمن يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع الكوليسترول، فيجب استشارة الطبيب، وقد يكون من الأفضل تناول البياض فقط دون الصفار.

الخلاصة: هل يجب تناول البيض أم تجنبه؟

البيض غذاء متكامل عند تناوله باعتدال وضمن نظام غذائي متوازن. فوائده تمتد من تعزيز صحة القلب والدماغ إلى بناء العضلات ودعم النمو، ولكن يجب الانتباه إلى الكمية وطريقة الطهي والحالة الصحية للفرد. الاعتدال هو المفتاح.