فوائد وأضرار الجبنة النابلسية

الجبنة النابلسية تُعد من أكثر أنواع الأجبان شهرة في بلاد الشام، وخصوصًا في المطبخ الفلسطيني، وهي من المكونات الأساسية في العديد من الوصفات الشعبية كالكنافة النابلسية. تشتهر بطعمها المالح وقوامها المتماسك، وهي مصنوعة تقليديًا من حليب الأغنام أو الأبقار، وتُعالج بمحلول ملحي للحفاظ عليها. لكن إلى جانب طعمها المميز ومكانتها التراثية، تحمل الجبنة النابلسية مجموعة من الفوائد الصحية، إلى جانب بعض الأضرار التي يجب الحذر منها عند تناولها بكميات كبيرة أو بطريقة غير متوازنة. في هذا المقال نتناول بتفصيل الفوائد الصحية، الأضرار المحتملة، القيمة الغذائية، وأهم النصائح المتعلقة بتناول الجبنة النابلسية ضمن نمط حياة صحي.

القيمة الغذائية للجبنة النابلسية وتأثيرها على الصحة

الجبنة النابلسية تُعد غذاءً مركزًا من حيث السعرات والقيم الغذائية، حيث تحتوي كل 100 جرام منها تقريبًا على 250 إلى 300 سعرة حرارية، و21 إلى 25 جرامًا من الدهون، معظمها دهون مشبعة، و15 إلى 20 جرامًا من البروتين. كما تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم، الفوسفور، وفيتامينات مثل B12 وA. كما أنها غنية بالصوديوم نتيجة حفظها في محلول ملحي. هذا التركيب يجعلها خيارًا مفيدًا في بعض الحالات كدعم كثافة العظام، ولكنها تتطلب حرصًا عند تناولها لتجنب أضرار الصوديوم والدهون.

فوائد الجبنة النابلسية في تقوية العظام والأسنان

تُعد الجبنة النابلسية مصدرًا مهمًا للكالسيوم والفوسفور، وهما عنصران أساسيان في بناء العظام والأسنان. تناولها بكميات معتدلة يُساعد على تعزيز كثافة العظام ووقاية الجسم من هشاشة العظام، خصوصًا لدى النساء بعد سن اليأس. كما أن الفيتامين D الموجود بكميات قليلة يساهم في امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل، ما يُعزز دورها في دعم صحة العظام، خاصة عند تناولها مع أطعمة غنية بفيتامين D مثل البيض أو الأسماك الدهنية.

الجبنة النابلسية كمصدر للطاقة والبروتين

بفضل محتواها من البروتين عالي الجودة، تُعتبر الجبنة النابلسية مناسبة لتعزيز الشعور بالشبع ودعم الكتلة العضلية، خاصة للأشخاص الذين يمارسون تمارين رياضية أو يسعون إلى بناء العضلات. كما أن محتواها من الدهون يوفر طاقة طويلة الأمد، وهو ما يجعلها خيارًا جيدًا للإفطار أو وجبة خفيفة غنية قبل النشاط البدني. مع ذلك، يجب أن تكون جزءًا من نظام غذائي متوازن لا يحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة.

أضرار الإفراط في تناول الجبنة النابلسية على القلب والكلى

رغم الفوائد، إلا أن الجبنة النابلسية تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم، مما يجعلها غير مناسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب. الصوديوم الزائد يُمكن أن يُسبب احتباس السوائل وزيادة الضغط على الكلى، خاصةً لدى المصابين بمشاكل كلوية مزمنة. كما أن الدهون المشبعة قد تُسهم في ارتفاع الكوليسترول الضار LDL، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية.

كيفية تضمين الجبنة النابلسية في نظام غذائي متوازن

للاستفادة من فوائد الجبنة النابلسية وتجنب آثارها السلبية، يُفضل تناولها بكميات صغيرة لا تتجاوز 30-50 جرامًا في الوجبة الواحدة. يمكن نقعها بالماء الدافئ لتقليل ملوحتها قبل الاستخدام، ودمجها مع الخضروات أو الخبز الأسمر لتحسين قيمتها الغذائية. كما يُفضل تجنب تناولها مع مصادر أخرى عالية الصوديوم مثل الزيتون المالح أو اللحوم المدخنة، لضمان الحفاظ على توازن الصوديوم في الجسم.

استخدامات الجبنة النابلسية في المطبخ العربي

تدخل الجبنة النابلسية في تحضير مجموعة من الأطباق الشهيرة، خاصة في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان. من أبرز استخداماتها:

  • الكنافة النابلسية: وتُعد من أشهر الحلويات العربية، حيث تُقطع الجبنة وتُذاب على نار هادئة أسفل عجينة الكنافة، ثم تُغمر بالقطر.
  • المعجنات والفطائر: تُستخدم كمكون داخلي في حشوات الفطائر المالحة.
  • المقبلات: تُقدم مقلية أو مشوية على الفحم مع رشة من الزعتر أو الحبة السوداء.
  • السلطات: يمكن تقطيعها إلى مكعبات صغيرة وإضافتها إلى سلطات الطماطم أو الجرجير.

نصائح لتخزين الجبنة النابلسية والحفاظ على جودتها

لتفادي تلف الجبنة النابلسية أو تغير طعمها، يُنصح بتخزينها في محلول ملحي داخل وعاء زجاجي محكم الإغلاق داخل الثلاجة. في حال كانت ملوحتها زائدة، يمكن نقعها لمدة 30 دقيقة إلى ساعة في ماء فاتر لتقليل الصوديوم. كما يُفضل استهلاكها خلال أسبوع إلى 10 أيام من فتح العبوة لتجنب فقدان النكهة أو تلوثها بالبكتيريا.

هل الجبنة النابلسية مناسبة لمرضى الضغط والكوليسترول؟

بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم، فإن الجبنة النابلسية تُعتبر من الأطعمة التي يجب تناولها بحذر، نظرًا لمحتواها المرتفع من الملح. أما لمرضى الكوليسترول، فإن نسبة الدهون المشبعة فيها تجعلها خيارًا غير مثالي إذا تم تناولها بكثرة، لذا يُفضل البحث عن بدائل منخفضة الصوديوم والدهون أو استخدام كميات ضئيلة مع وجبات خفيفة ومتوازنة.

الجبنة النابلسية وأهميتها في الموروث الغذائي الفلسطيني

لا يمكن الحديث عن الجبنة النابلسية دون التوقف عند مكانتها في التراث الفلسطيني، حيث تُعد رمزًا من رموز الهوية الغذائية. تُنتج تقليديًا في نابلس باستخدام طرق محلية تُنقل عبر الأجيال، وغالبًا ما تُقدم في المناسبات الاجتماعية والدينية. كما تُصدّر إلى دول الخليج وأوروبا كجزء من المأكولات الشرقية المميزة، ما يُعزز دورها كمنتج غذائي وتراثي في آنٍ واحد.