يُعد الشبت من الأعشاب الخضراء العطرية التي تلعب دورًا مزدوجًا في المطبخ والعلاج، نظرًا لطعمه المميز وفوائده الصحية العديدة. هذه النبتة التي تنتمي لعائلة الكرفس، تنمو في العديد من الدول العربية وتُستخدم منذ القدم في الطب الشعبي لعلاج اضطرابات المعدة، وتسكين التشنجات، بل وحتى في تهدئة الأعصاب. ومع أن للشبت تاريخًا طويلًا من الاستخدامات المفيدة، إلا أن تناوله دون وعي قد يقود إلى آثار جانبية غير مرغوبة، خاصة عند بعض الفئات. هذا المقال يستعرض أبرز فوائد الشبت المدعومة بالدراسات الحديثة، ويغوص في تفاصيل أضراره المحتملة، مع تقديم معلومات دقيقة حول قيمته الغذائية وطرق استخدامه الآمن.
أقسام المقال
- القيمة الغذائية لعشبة الشبت الطازج
- فوائد الشبت لصحة العظام والوقاية من هشاشتها
- دور الشبت في تنظيم مستويات السكر في الدم
- فوائد الشبت في تحسين صحة الجهاز الهضمي
- تأثير الشبت على صحة القلب والأوعية الدموية
- الخصائص المضادة للبكتيريا والميكروبات في الشبت
- فوائد الشبت في تخفيف أعراض الدورة الشهرية
- أضرار الشبت والتحذيرات المتعلقة باستخدامه
القيمة الغذائية لعشبة الشبت الطازج
الشبت يُعد من النباتات المنخفضة في السعرات الحرارية، والغنية بالمركبات النباتية المفيدة، مما يجعله مناسبًا لمتبعي الأنظمة الغذائية الصحية. توفر ملعقة كبيرة واحدة من الشبت الطازج كميات بسيطة ولكن مركزة من عدة عناصر غذائية، ولكن في حال استهلاكه بكميات أكبر – مثلما يُستخدم في السلطات أو العصائر الخضراء – فإن الفائدة تتضاعف. الشبت يحتوي على مضادات أكسدة مثل الكيرسيتين، والمعادن مثل المغنيسيوم والفوسفور والزنك، والتي تساهم جميعها في تعزيز الصحة العامة. كما يُعد مصدرًا ممتازًا للألياف التي تدعم صحة الأمعاء.
فوائد الشبت لصحة العظام والوقاية من هشاشتها
أحد أبرز ما يميز الشبت هو محتواه العالي من الكالسيوم، وهو العنصر الأهم في بناء العظام والحفاظ على قوتها. كما يحتوي على فيتامين ك، الذي يعمل بالتنسيق مع الكالسيوم على تقوية بنية العظام. تُشير الأبحاث إلى أن نقص فيتامين ك قد يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام، ما يرفع خطر الكسور، وخاصة لدى كبار السن. تناول الشبت ضمن الوجبات يساهم بشكل طبيعي في سد جزء من الاحتياجات اليومية لهذه العناصر دون الحاجة لمكملات.
دور الشبت في تنظيم مستويات السكر في الدم
تشير بعض الدراسات إلى أن مركبات الشبت قد تُساهم في خفض نسبة السكر في الدم، وذلك بآلية تتمثل في تحسين حساسية الخلايا للأنسولين، وتحفيز نشاط البنكرياس في إنتاجه. الشبت يحتوي أيضًا على مركبات تُعيق امتصاص الكربوهيدرات من الأمعاء، مما يُبطئ من ارتفاع السكر بعد الأكل. ورغم أن هذه التأثيرات قد تكون طفيفة مقارنة بالأدوية، إلا أنها تدعم مفعول النظام الغذائي في السيطرة على السكر، ما يجعله خيارًا مناسبًا كمُكمل غذائي طبيعي في حالات السكري من النوع الثاني.
فوائد الشبت في تحسين صحة الجهاز الهضمي
من الاستخدامات التقليدية المعروفة للشبت دوره في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي. تساعد الزيوت الطيّارة الموجودة فيه، مثل الأوجينول، في تحفيز إنتاج العصارات الهاضمة، وتقليل التقلصات المعوية، والتخلص من الغازات. يمكن تناول الشبت طازجًا أو غليه كمشروب عشبي للتخفيف من المغص، كما يُنصح بإضافته إلى الأطعمة الثقيلة الدسمة لتقليل الإحساس بالامتلاء. كذلك، يحتوي الشبت على ألياف تساعد في تنظيم حركة الأمعاء، ما يُقلل من فرص الإصابة بالإمساك.
تأثير الشبت على صحة القلب والأوعية الدموية
يُساهم الشبت في تعزيز صحة القلب بعدة طرق، أولها احتواؤه على مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة، مما يُقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين. ثانيًا، تُشير بعض التجارب إلى أن الشبت قد يساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار، ورفع الكوليسترول النافع في الدم، ما ينعكس إيجابًا على صحة الأوعية الدموية. كما أن وجود البوتاسيوم في الشبت يساعد على خفض ضغط الدم من خلال توسيع الأوعية. إدخال الشبت بانتظام في النظام الغذائي قد يُعد خطوة بسيطة لكنها فعّالة في دعم القلب.
الخصائص المضادة للبكتيريا والميكروبات في الشبت
الشبت يحتوي على زيوت أساسية قوية مثل الكارفون والليمونين، والتي أثبتت الدراسات فعاليتها في محاربة عدة أنواع من البكتيريا، بما في ذلك السالمونيلا والإشريكية القولونية. لذلك، يُستخدم الشبت تقليديًا كمضاد طبيعي للعدوى، وقد يتم تضمينه في مستحضرات موضعية لعلاج الالتهابات الجلدية. كما أن تناوله يُعزز من قوة الجهاز المناعي، مما يساعد الجسم في مقاومة الفيروسات والبكتيريا بشكل طبيعي.
فوائد الشبت في تخفيف أعراض الدورة الشهرية
يُعتبر الشبت من الأعشاب المفيدة للنساء، حيث يُساهم في تخفيف التقلصات الرحمية وآلام الدورة الشهرية بفضل خصائصه المهدئة. يمكن أن يكون شاي الشبت بديلاً طبيعيًا للمسكنات الكيميائية في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، كما يُفيد في تقليل انتفاخ البطن والاضطرابات المعوية التي ترافق الدورة الشهرية. وتُشير بعض المراجع إلى أن الشبت يُساهم في تنظيم الهرمونات الأنثوية، ما قد يُفيد في حالات اضطراب الدورة.
أضرار الشبت والتحذيرات المتعلقة باستخدامه
رغم أن الشبت يُعتبر آمنًا بشكل عام عند استهلاكه بكميات معتدلة، إلا أن هناك حالات تستوجب الحذر:
- قد يُسبب الشبت حساسية جلدية لبعض الأشخاص، خاصة عند ملامسة الجلد المباشرة مع النبات أو زيوته.
- تناول كميات كبيرة من الشبت قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بشكل غير مرغوب فيه لدى مرضى الضغط المنخفض.
- قد يتفاعل الشبت مع أدوية مرضى السكري، مما يؤدي إلى هبوط شديد في سكر الدم.
- الشبت يحتوي على مركبات تُزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس، ما يُعرض الشخص للحروق بسهولة.
- يُفضل للحوامل والمرضعات استشارة الطبيب قبل استهلاك كميات كبيرة منه لتجنب أي آثار هرمونية محتملة.
باختصار، يُعتبر الشبت إضافة غذائية ونباتية صحية وفعالة، شرط أن يتم استهلاكه باعتدال، وضمن نظام غذائي متوازن. كما يُفضل دومًا استشارة طبيب مختص قبل استخدام أي عشبة بشكل علاجي.