يُعد العرقسوس من أكثر الأعشاب استخدامًا في الطب التقليدي، خاصة في مناطق الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا. يتميز هذا النبات بطعمه الحلو القوي الذي يفوق السكر العادي مرات عدة، ويُستخرج من جذوره مستخلص يدخل في تركيبة العديد من الأدوية والمشروبات. لا تقتصر شهرة العرقسوس على مذاقه المميز فحسب، بل تمتد إلى قدرته على علاج العديد من الحالات الصحية، بدءًا من مشاكل الجهاز الهضمي وحتى دعم المناعة. ومع ذلك، فإن استخدامه بشكل مفرط أو خاطئ قد يؤدي إلى آثار سلبية خطيرة على الصحة، ما يفرض ضرورة التوازن في تناوله.
أقسام المقال
القيمة الغذائية للعرقسوس
العرقسوس غني بالعديد من المركبات البيولوجية الفعالة والعناصر الغذائية التي تمنحه خصائصه الطبية. تحتوي الجذور على مركب الجليسيرهيزين، وهو المسؤول عن الطعم الحلو القوي، كما يحتوي على فلافونويدات ومضادات أكسدة قوية. في كل 100 جرام من مستخلص العرقسوس، يمكن أن نجد:
- سعرات حرارية: 375 سعرة
- كربوهيدرات: 93.5 جرام
- سكريات: 70 جرام
- دهون: 0.05 جرام
- ألياف: 0.2 جرام
- بوتاسيوم، كالسيوم، حديد، صوديوم بكميات متفاوتة
- نسبة من فيتامينات B وخاصة B1 وB2 وB6
هذه العناصر، إضافةً إلى المركبات النباتية، تعزز من دور العرقسوس كمكمل غذائي طبيعي يستخدم في العديد من الثقافات.
فوائد العرقسوس للمعدة والقولون
تُعد المعدة من أبرز الأعضاء التي تستفيد من العرقسوس، فهو يعزز صحة الجهاز الهضمي بعدة طرق، منها:
- تهدئة بطانة المعدة وتقليل الحموضة الزائدة، خاصة لمن يعانون من ارتجاع المريء.
- تسريع شفاء قرحة المعدة من خلال دعم إنتاج المخاط الواقي.
- تقليل نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء، بما في ذلك الملوية البوابية.
- تقليل أعراض القولون العصبي مثل الانتفاخ والتقلصات.
العرقسوس يعتبر أحد الحلول العشبية الفعالة التي يمكن أن تريح الجهاز الهضمي بشكل طبيعي، دون آثار جانبية عند استخدامه باعتدال.
فوائد العرقسوس للجهاز التنفسي
لجذر العرقسوس تاريخ طويل في استخدامه كمهدئ طبيعي لأعراض الجهاز التنفسي، خصوصًا في حالات السعال ونزلات البرد. تشمل فوائده التنفسية:
- طرد البلغم وتهدئة السعال الجاف.
- علاج التهابات الحلق والحنجرة، بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا.
- توسيع الشعب الهوائية وتخفيف أعراض الربو الخفيف.
- تقوية مناعة الجهاز التنفسي ضد الفيروسات الموسمية.
غالبًا ما يُستخدم العرقسوس في تحضير شرابات الكحة الطبيعية، وهو متاح على هيئة أعشاب أو مستخلصات مركزة.
فوائد العرقسوس للبشرة والشعر
أظهرت دراسات حديثة أن العرقسوس لا يقتصر دوره على العلاجات الداخلية فقط، بل يُعد عنصرًا مهمًا في عالم العناية بالبشرة والشعر:
- تفتيح البشرة والتقليل من التصبغات والنمش بفضل احتوائه على مادة الجلابريدين.
- مكافحة الالتهابات الجلدية مثل الإكزيما والصدفية.
- تهدئة البشرة الحساسة والمعرضة للاحمرار.
- تقوية بصيلات الشعر والحد من تساقطه عند استخدامه في أقنعة الشعر.
- تحفيز نمو الشعر وتحسين الدورة الدموية في فروة الرأس.
يمكن الاستفادة من هذه الفوائد عبر استخدام مستحضرات تحتوي على مستخلص العرقسوس أو تحضير وصفات منزلية.
أضرار العرقسوس والاحتياطات اللازمة
على الرغم من فوائده العديدة، إلا أن العرقسوس يجب تناوله بحذر شديد، إذ يمكن أن يؤدي إلى أضرار صحية في الحالات التالية:
- رفع ضغط الدم نتيجة احتباس الصوديوم وفقدان البوتاسيوم.
- ضعف العضلات وخفقان القلب في حال انخفاض شديد في البوتاسيوم.
- زيادة احتباس السوائل في الجسم.
- حدوث اضطرابات هرمونية، خاصة لدى النساء.
- تفاعل سلبي مع بعض الأدوية مثل مدرات البول والمهدئات.
ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدام العرقسوس في حالات الحمل، وأمراض الكلى، ومرضى القلب، أو من يتناولون أدوية بصفة مستمرة.
الجرعة الموصى بها من العرقسوس
للحصول على فوائد العرقسوس دون التعرض لمخاطر، ينصح بتناوله بكميات معتدلة. الجرعة اليومية الموصى بها يجب ألا تتجاوز:
- أقل من 2 جرام من الجذر المجفف يوميًا عند تحضيره كشاي.
- ما لا يزيد عن 100 ملغ من الجليسيرهيزين يوميًا.
يفضل الالتزام باستخدامه لمدة لا تتجاوز 6 أسابيع دون توقف، لتفادي التراكمات الضارة في الجسم. ويمكن لمن يرغب في تناوله باستمرار أن يفكر في الأنواع المنزوعة الجليسيرهيزين (DGL) كبديل آمن نسبيًا.