فوائد وأضرار الكراث

الكراث من الخضروات التي تنتمي إلى العائلة البصلية، ويتميز بطعمه اللطيف الشبيه بمذاق البصل الأخف، مما يجعله مكونًا مثاليًا في العديد من الأطباق. لم يعد الكراث مجرد عنصر في الحساء أو التتبيلات، بل أصبح موضوعًا مهمًا في مجالات التغذية والطب البديل نظرًا لغناه بالعناصر المفيدة. ومع تزايد الاهتمام بالأنظمة الغذائية الصحية، أصبح من المهم تسليط الضوء على الفوائد الصحية الهائلة للكراث، إلى جانب رصد الأضرار المحتملة الناتجة عن الإفراط في تناوله أو في حالات طبية معينة.

فوائد الكراث لصحة القلب والأوعية الدموية

يلعب الكراث دورًا كبيرًا في تعزيز صحة القلب بفضل تركيبته الغنية بالمركبات الكبريتية، والتي تُساعد على خفض ضغط الدم وتحسين مرونة الأوعية. كما يحتوي على الفلافونويدات التي تعزز من وظائف الأوعية الدموية وتقلل من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين. من الجدير بالذكر أن الكراث يعمل على تقليل عوامل الالتهاب في الدم، ويُعد مثاليًا لمن يتبعون أنظمة غذائية للقلب مثل حمية DASH.

أهمية الكراث في دعم الجهاز الهضمي

الكراث من الأطعمة التي تحتوي على ألياف غير قابلة للذوبان، ما يجعله فعالًا في تنظيم حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك. كما يحتوي على مركب الإينولين، وهو نوع من الألياف البريبايوتيكية التي تُعزز من نمو البكتيريا المفيدة في القولون، مما ينعكس على صحة الجهاز الهضمي بشكل عام. كما أن تناوله المنتظم يُساهم في الوقاية من أمراض مثل متلازمة القولون العصبي وعسر الهضم.

الكراث ودوره في تعزيز المناعة

يحتوي الكراث على نسبة جيدة من فيتامين C والزنك، وكلاهما ضروريان لتعزيز المناعة. كما يحتوي على مركبات الأنثوسيانين التي تدعم الدفاعات الطبيعية للجسم. ومن خلال دعم خلايا الدم البيضاء، يعمل الكراث كدرع مناعي طبيعي يساعد في الوقاية من نزلات البرد والفيروسات الموسمية.

فوائد الكراث لصحة العظام والأسنان

الكراث غني بالعناصر التي تدعم صحة العظام مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفسفور، إلى جانب فيتامين K الذي يضمن ترسيب الكالسيوم في العظام. هذا يجعله من الخيارات المثالية للوقاية من هشاشة العظام، خاصة عند النساء بعد سن اليأس. كما أن الفسفور الموجود فيه يُساهم في بناء أسنان قوية ويحافظ على صحة اللثة.

الكراث وتأثيره على صحة العين

مركبات الكاروتينويد الموجودة في الكراث مثل اللوتين والزياكسانثين تعمل كدرع واقٍ لشبكية العين، حيث تمتص الأشعة فوق البنفسجية الضارة وتقلل من تلف الخلايا. كما يُساهم في تقليل احتمالات الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر، وهو من أكثر أسباب فقدان البصر شيوعًا بين كبار السن.

الكراث وفوائده للبشرة والشعر

بفضل غناه بمضادات الأكسدة وفيتامين A وC، يُساعد الكراث على محاربة علامات التقدم في السن مثل التجاعيد والترهل. كما يُساهم في إصلاح خلايا الجلد التالفة وتحسين ملمس البشرة. أما على صعيد الشعر، فإن الحديد والزنك في الكراث يُعززان من نمو الشعر ويمنعان تساقطه، ويُعتبر الكراث مفيدًا أيضًا في حالات ضعف بصيلات الشعر أو بطء النمو.

الكراث ودوره في الوقاية من السرطان

الكراث يحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل الكويرسيتين والأليسين، التي ثبت أن لها قدرة على تحييد الجذور الحرة المسببة للسرطان. وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول الكراث بانتظام قد يقي من سرطان القولون والمعدة، ويرجع ذلك إلى قدرته على تقليل نمو الخلايا الشاذة ودعم عملية إصلاح الحمض النووي. ويُعتقد أيضًا أن محتوى السيلينيوم في الكراث يعزز من مقاومة الجسم للخلايا السرطانية.

أضرار الكراث المحتملة

رغم فوائده، إلا أن الكراث قد لا يكون مناسبًا للجميع. فتناوله بكثرة قد يُسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والغازات، خاصة عند من يعانون من متلازمة القولون العصبي. كما أن محتواه من الأوكسالات قد يُسبب مشاكل للكلى إذا تم تناوله بشكل مفرط، خصوصًا لمن لديهم تاريخ مع حصوات الكلى. ويُنصح مرضى السيولة أو من يتناولون مميعات الدم بالحذر نظرًا لمحتوى الكراث العالي من فيتامين K.

القيمة الغذائية للكراث

يُعد الكراث خيارًا غذائيًا مميزًا لأنه يجمع بين الفوائد الصحية وسعرات حرارية منخفضة. كل 100 غرام من الكراث تحتوي على:

  • السعرات الحرارية: 61 سعرة حرارية
  • الكربوهيدرات: 14.15 جرام
  • البروتين: 1.5 جرام
  • الدهون: 0.3 جرام
  • الألياف: 1.8 جرام
  • الحديد: 2.1 ملغ
  • الكالسيوم: 59 ملغ
  • البوتاسيوم: 180 ملغ
  • المغنيسيوم: 28 ملغ
  • فيتامين C: 12 ملغ
  • فيتامين A: 83 ميكروغرام
  • فيتامين K: 47 ميكروغرام
  • الزنك: 1 ملغ
  • الفولات: 64 ميكروغرام

هذه التركيبة الفريدة تجعل الكراث من الأغذية المثالية لأي نظام صحي متوازن.