فوائد وأضرار اللبن المنكه

يُعد اللبن المنكه من المشروبات التي لاقت رواجًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث يجمع بين الفوائد الصحية للبن التقليدي وبين النكهات المرغوبة مثل الفراولة، الموز، الشوكولاتة، الفانيليا وغيرها. وتُقبل عليه شرائح واسعة من الناس، خاصة الأطفال والمراهقين، لكونه بديلًا أكثر استساغة من اللبن العادي. ولكن في ظل انتشار المنتجات الصناعية المحسّنة بالنكهات والمحليات، تزداد التساؤلات حول مدى صحة هذه المنتجات، وفوائدها وأضرارها المحتملة. نستعرض في هذا المقال أبرز الجوانب الصحية المرتبطة باستهلاك اللبن المنكه، مستندين إلى أحدث المعلومات الغذائية المتوفرة حتى اليوم.

القيمة الغذائية للبن المنكه مقارنةً باللبن العادي

اللبن المنكه يحتوي في الأساس على نفس المكونات الأساسية الموجودة في اللبن الطبيعي مثل الكالسيوم، البروتين، فيتامين D، فيتامين B12، والبوتاسيوم. ولكن الفرق الرئيسي يكمن في الإضافات مثل السكر، النكهات الصناعية، والملونات. في حين أن اللبن العادي يحتوي عادة على حوالي 90 سعرة حرارية للكوب الواحد، فإن اللبن المنكه قد يحتوي على ما بين 150 إلى 250 سعرة حرارية حسب كمية السكر والنكهة المضافة. بعض الأنواع التجارية تحتوي أيضًا على مكثفات لتحسين القوام، مما يؤثر على الهضم لدى البعض.

فوائد اللبن المنكه لصحة العظام والأسنان

اللبن المنكه يمد الجسم بكمية جيدة من الكالسيوم اللازم لبناء العظام وتقويتها، خاصةً في مراحل النمو والشيخوخة. كما أن فيتامين D المضاف لبعض الأنواع يعزز من امتصاص الكالسيوم، مما يحسن من صحة العظام والأسنان. لكن يجب التنبيه إلى أن الاستهلاك المفرط للسكر الموجود في الأنواع المنكهة قد يؤثر سلبًا على صحة الأسنان، لذا يجب الاعتدال في الكمية أو استخدام بدائل منخفضة السكر.

تأثير اللبن المنكه على الجهاز الهضمي

إذا تم اختيار الأنواع التي تحتوي على البروبيوتيك (البكتيريا النافعة)، فإن اللبن المنكه يمكن أن يكون مفيدًا جدًا لصحة الجهاز الهضمي. حيث تُساعد هذه البكتيريا على تحسين التوازن الميكروبي في الأمعاء، وتقليل مشاكل مثل الانتفاخ وسوء الهضم. كما أن بعض الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز قد يتحملون اللبن المنكه بشكل أفضل إذا كان مدعّمًا بإنزيمات هضمية أو مخمّرًا.

أضرار اللبن المنكه المرتبطة بالسكريات المضافة

السكر المضاف هو من أكثر المكونات المثيرة للجدل في اللبن المنكه. في كثير من الأنواع، يتجاوز محتوى السكر 20 غرامًا في العبوة الواحدة، مما يعادل أكثر من نصف الكمية اليومية الموصى بها للأطفال. يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن، مقاومة الإنسولين، اضطرابات في التمثيل الغذائي، وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. كما يُسهم في مشاكل الجلد والتهيج عند بعض الأشخاص.

تأثير اللبن المنكه على الأطفال

إقبال الأطفال على اللبن المنكه كبير بسبب طعمه المحبب، ولكن يجب الانتباه إلى أن بعض الأنواع تحتوي على نسب عالية من السكر والمواد الصناعية التي قد تؤثر على نمو الطفل وصحته على المدى الطويل. الأفضل أن يتم تقديم اللبن العادي مع إضافة فواكه طازجة مهروسة أو قطرات من الفانيليا الطبيعية، ما يجعله خيارًا صحيًا ولذيذًا دون التسبب في أضرار سلوكية أو صحية مرتبطة بالسكر.

البدائل الصحية للبن المنكه التجاري

لتحضير اللبن المنكه بطريقة صحية، يمكن استخدام اللبن الطبيعي أو الزبادي مع مكونات طبيعية مثل الفواكه الطازجة أو المجمدة، والعسل الطبيعي أو دبس التمر بكميات قليلة، بالإضافة إلى الأعشاب المنكهة مثل القرفة أو الفانيليا الحقيقية. هذه الوصفة تضمن الحفاظ على الفوائد الغذائية وتجنب السكريات الصناعية والمواد الحافظة. يمكن أيضًا استخدام الحليب النباتي كبديل لمن يعانون من الحساسية أو عدم تحمل اللاكتوز.

نصائح لاختيار اللبن المنكه المناسب

اختر اللبن المنكه الذي يحتوي على “بدون سكر مضاف” أو “قليل السكر” في بطاقة التغذية. يُفضل اختيار الأنواع التي تحتوي على البروبيوتيك ولا تحتوي على ملونات صناعية. اقرأ المكونات جيدًا، وإذا لم تكن تعرف أحد المكونات أو بدا اسمه كيميائيًا بحتًا، فالأفضل تجنبه. ويفضل الشراء من العلامات التجارية التي توفر منتجات صحية مدروسة وخاضعة للرقابة الغذائية.

هل اللبن المنكه مفيد قبل أو بعد التمارين الرياضية؟

يمكن أن يكون اللبن المنكه خيارًا جيدًا بعد التمارين لاحتوائه على البروتينات التي تساعد في استشفاء العضلات، بالإضافة إلى الكربوهيدرات التي تساعد في إعادة ملء مخازن الطاقة. ولكن يُنصح باستخدام الأنواع قليلة السكر، أو تحضير اللبن المنكه في المنزل، للحصول على نفس الفوائد دون السعرات الزائدة. بعض الرياضيين يضيفون مسحوق البروتين إلى اللبن للحصول على جرعة غذائية عالية القيمة.

الخلاصة: التوازن هو المفتاح

اللبن المنكه ليس سيئًا بحد ذاته، بل تكمن المشكلة في الأنواع التجارية المحمّلة بالسكر والنكهات الصناعية. إذا تم اختياره وتناوله باعتدال، وخاصةً الأنواع الطبيعية أو المحضّرة منزليًا، فإنه يمكن أن يكون جزءًا مفيدًا من النظام الغذائي. لا بد من وعي المستهلك ومعرفته بمكونات ما يشتريه، وأن يحرص دائمًا على قراءة الملصقات الغذائية، ومقارنة الخيارات، واللجوء إلى الطرق الصحية كلما أمكن.