في عالم تُقاس فيه حرية التنقل بقوة جواز السفر، يواجه المواطن السوري تحديات كبيرة عند سعيه للسفر والتنقل خارج حدود بلاده. مع استمرار الأزمات السياسية والاقتصادية، أصبح جواز السفر السوري من أضعف جوازات السفر على مستوى العالم. إلا أن هذا لا يمنع من وجود بعض المنافذ والدول التي ما زالت تتيح لحامليه الدخول دون تأشيرة أو عبر الحصول عليها عند الوصول. سنستعرض في هذا المقال الترتيب العالمي لجواز السفر السوري وفقًا لأهم مؤشرين عالميين، ونحلل أسبابه، ونقدّم بعض النصائح والاستراتيجيات الممكنة لحامليه.
أقسام المقال
ترتيب جواز سفر سوريا عالميًا
بحسب مؤشر هينلي العالمي، يحتل جواز السفر السوري المرتبة 102 من أصل 199 جوازًا، مما يجعله ثاني أضعف جواز سفر في العالم، بعد جواز السفر الأفغاني. يُتيح هذا الجواز دخول 27 دولة فقط بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول. من ناحية أخرى، يقدم مؤشر “باسبورت إندكس” ترتيبًا مختلفًا قليلًا، حيث يمنح الجواز السوري المرتبة 91 عالميًا مع إمكانية دخول 40 دولة، بين دول لا تطلب تأشيرة، وأخرى تمنح التأشيرة عند الوصول، أو تقدمها إلكترونيًا. يُبرز هذا التفاوت في التصنيف اختلاف المنهجيات التي يعتمدها كل مؤشر في احتساب قوة الجواز.
عدد الدول التي يمكن لحاملي جواز السفر السوري دخولها بدون تأشيرة
تتنوع الدول التي تتيح لحاملي جواز السفر السوري الدخول بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول، وتشمل بعض دول أفريقيا وآسيا والكاريبي. من هذه الدول:
- جزر القمر
- جزر المالديف
- سيشل
- تيمور الشرقية
- إيران
- لبنان
- فنزويلا
- موريتانيا
- ميكرونيزيا
لكن يجدر التنويه بأن معظم هذه الدول تضع شروطًا معينة، مثل إثبات حجز فندقي، أو تذكرة عودة، أو رسوم تُدفع عند الوصول، مما قد يصعّب الدخول أحيانًا رغم الإعفاء الرسمي.
التحديات التي تواجه حاملي جواز السفر السوري
القيود المفروضة على حاملي جواز السفر السوري ليست فقط من حيث عدد الدول، بل تتجلى أيضًا في الإجراءات المعقدة المطلوبة للحصول على تأشيرات. وتشمل أبرز التحديات:
- إجراءات تأشيرة معقدة: تتطلب العديد من الدول أوراقًا تفصيلية، مثل إثبات دخل أو دعوة رسمية.
- المهلة الزمنية الطويلة: قد تستغرق إجراءات معالجة الطلب عدة أسابيع أو شهور.
- نسبة الرفض المرتفعة: العديد من الطلبات المقدمة من سوريين تُرفض، لأسباب سياسية أو أمنية.
- الرسوم المرتفعة: يُطلب من المتقدمين دفع رسوم تأشيرة قد تفوق إمكانياتهم المادية.
العوامل المؤثرة في تصنيف جواز السفر السوري
عدة عوامل ساهمت في تراجع جواز السفر السوري على المستوى العالمي، من بينها:
- الأوضاع السياسية والأمنية: النزاعات المستمرة والحرب الطويلة قلّلت من ثقة الدول الأخرى بجواز السفر السوري.
- العقوبات الاقتصادية: تُفرض على سوريا عقوبات من جهات دولية، مما يؤثر في العلاقات الدبلوماسية.
- ضعف الاتفاقيات الثنائية: تفتقر سوريا إلى اتفاقيات تنقل حر مع معظم دول العالم.
- هجرة غير شرعية: شهدت بعض الدول موجات هجرة غير نظامية من سوريا، مما دفعها لتشديد شروط الدخول.
نصائح لتحسين فرص السفر لحاملي جواز السفر السوري
رغم التحديات العديدة، إلا أن هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد السوريين في تحسين فرصهم بالحصول على تأشيرات:
- تقديم ملفات كاملة ودقيقة: يشمل ذلك المستندات المالية، وخطابات الدعوة، وخطط السفر الواضحة.
- الاستفادة من برامج الإقامة الدراسية: بعض الدول تقدم تسهيلات للطلاب السوريين ضمن برامج المنح أو التأشيرات التعليمية.
- التقديم عبر السفارات البديلة: في حال تعذّر التقديم من داخل سوريا، يمكن استخدام سفارات بديلة في دول الجوار.
- الانضمام إلى برامج إعادة التوطين: بعض الحالات الإنسانية يُمكنها الاستفادة من برامج إعادة التوطين التي توفرها المفوضية السامية.
أثر ضعف الجواز على حياة السوريين
لا يقتصر تأثير ضعف جواز السفر السوري على القدرة على السفر فقط، بل يمتد ليشمل مجالات عدة، أبرزها التعليم والعمل والعلاقات الاجتماعية. فالشباب السوري الراغب بالدراسة في الخارج قد يُحرم من فرص تعليمية مهمة بسبب تعقيدات التأشيرات. كما يواجه العاملون تحديات في التنقل للمشاركة في مؤتمرات أو ورش عمل دولية. وحتى على المستوى الإنساني، فإن لمّ شمل العائلات يصبح أكثر صعوبة، خاصة في ظل عدم وجود اتفاقيات تسهيل مع الدول التي تستقبل لاجئين سوريين.
الخلاصة
جواز السفر السوري يُعد واحدًا من أضعف الجوازات عالميًا، بحسب مؤشري هينلي وباسبورت إندكس، إذ يتيح دخول عدد محدود من الدول بشروط متفاوتة. تتسبب الأوضاع السياسية، والصراعات، والعقوبات الدولية، في إضعاف قوة هذا الجواز، مما يفرض تحديات كبيرة على السوريين في التنقل والدراسة والعمل في الخارج. ومع ذلك، يمكن تقليل هذه التحديات عبر التخطيط الجيد، وتقديم مستندات دقيقة، والاستفادة من البرامج الدولية التي تُسهل الحركة والفرص أمام حاملي الجواز السوري.