كاريس بشار وهي صغيرة

تُعد كاريس بشار واحدة من أبرز نجمات الدراما السورية والعربية، حيث تركت بصمة واضحة في عالم الفن منذ بداياتها. ولدت في 16 فبراير 1976 في العاصمة السورية دمشق، لأسرة سورية تنتمي إلى أصول كردية من جهة والدها. اشتهرت بتقديم أدوار متنوعة بين الكوميديا والتراجيديا، مما جعلها محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء. بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث انطلقت نحو عالم التمثيل بعد دراستها للإعلام، لتتحول من هواية إلى احتراف ترسخ اسمها كأيقونة فنية. حياتها الشخصية، وخاصة طفولتها وسنواتها الأولى، تحمل الكثير من التفاصيل التي أثرت في شخصيتها الفنية، والتي سنستعرضها في هذا المقال بعين الصحافة الفنية.

كاريس بشار ونشأتها في دمشق

نشأت كاريس بشار في حي ساروجة الدمشقي الشعبي، وهو ما أثر بشكل كبير على تكوين شخصيتها. كانت طفلة تحمل طموحات كبيرة، تعيش في بيئة متواضعة مع أسرة كبيرة تضم سبعة أشقاء. في سن الثالثة عشرة، بدأت العمل لمساعدة أسرتها، مما يعكس قوتها وإصرارها منذ الصغر. هذه الفترة لم تكن مجرد مرحلة عابرة، بل كانت بمثابة الأساس الذي شكل لاحقًا قدرتها على تجسيد الشخصيات المعقدة التي تعيش ظروفًا صعبة على الشاشة.

كاريس بشار واهتمامها بالقراءة في طفولتها

منذ صغرها، أظهرت كاريس شغفًا كبيرًا بالقراءة، وهي هواية كانت تُعتبر ملاذها الخاص. كانت تجد في الكتب عالمًا يوسع خيالها ويثري مخزونها الثقافي، وهو ما انعكس لاحقًا على أدائها الفني. هذا الجانب من شخصيتها جعلها تتميز بقدرة خاصة على فهم الشخصيات التي تؤديها، سواء كانت كوميدية أو درامية، لأنها استمدت من تلك القراءات عمقًا أدائيًا لافتًا.

كيف بدأت كاريس بشار مسيرتها الفنية؟

لم تكن بداية كاريس بشار في عالم الفن متوقعة بالنسبة لفتاة كانت تحلم بدراسة علم النفس. لكن بعد إعادة امتحانات البكالوريا، اختارت دراسة الإعلام في نظام التعليم المفتوح، وهي خطوة مهدت لها الطريق نحو الفن. في عام 1992، انضمت إلى فرقة زنوبيا للفنون الشعبية، حيث قضت ثلاث سنوات تتعلم أساسيات الأداء، قبل أن يكتشفها الفنان الكبير دريد لحام، الذي اختارها للمشاركة في مسرحيتيه “صانع المطر” و”العصفورة السعيدة”.

كاريس بشار وانطلاقتها في التلفزيون

بعد تجربتها المسرحية، خطت كاريس خطواتها الأولى في عالم التلفزيون في منتصف التسعينيات. شاركت في مسلسلات مثل “يوم بيوم” و”عيلة ست نجوم” و”العبابيد”، حيث أثبتت قدرتها على جذب الانتباه رغم حداثة تجربتها. كانت تلك الأعمال بمثابة نقطة انطلاق حقيقية، حيث بدأ الجمهور يتعرف على موهبتها، خاصة في الأدوار الكوميدية التي أظهرت جانبًا مميزًا من شخصيتها.

كاريس بشار وسفيرة النوايا الحسنة

لم تقتصر شهرة كاريس على التمثيل فقط، فقد اختيرت لاحقًا سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة. هذا الدور جاء نتيجة تأثيرها الإيجابي ومكانتها كشخصية عامة، مما يعكس التزامها الاجتماعي الذي بدأ يتشكل منذ سنواتها الأولى، حيث كانت دائمًا قريبة من هموم الناس.

كاريس بشار وحياتها الشخصية

في أواخر التسعينيات، دخلت كاريس القفص الذهبي مع رجل الأعمال السوري شادي جواد، وهو زواج أثمر عن ابنها الوحيد مجد. لكن هذه العلاقة لم تستمر طويلًا، حيث انفصلا في عام 2014 بطريقة ودية، مع التأكيد على حفاظهما على علاقة طيبة من أجل ابنهما. كاريس، التي تفضل الخصوصية، لم تكشف الكثير عن تلك الفترة، لكنها أشارت في تصريحات إلى أن طلاقها كان قرارًا يصب في مصلحة ابنها.

كاريس بشار وتأثير نشأتها على أدوارها

لا يمكن فصل أدوار كاريس بشار عن نشأتها البسيطة. فقد استطاعت أن تجسد شخصيات تعيش صراعات الحياة اليومية بصدق، وهو ما يعود إلى تجاربها الشخصية في سنواتها الأولى. سواء في الأدوار الكوميدية التي تتطلب خفة ظل، أو الدرامية التي تحتاج إلى عمق عاطفي، كانت دائمًا تحمل معها جزءًا من تلك الطفلة التي نشأت في دمشق.

أبرز أعمال كاريس بشار في بداياتها

من أوائل أعمالها التي صنعت اسمها، مسلسل “يوم بيوم” عام 1995، حيث قدمت دورًا بسيطًا لكنه كان كافيًا لإبراز موهبتها. تبعه مسلسل “عيلة ست نجوم” الذي عزز حضورها كوجه جديد في الدراما السورية. هذه الأعمال كانت بمثابة بوابة لعالم أوسع من الشهرة والنجاح.

كاريس بشار في السينما

لم تكتفِ كاريس بالتلفزيون، بل خاضت تجربة السينما أيضًا. في عام 1999، شاركت في فيلم “فضاءات رمادية”، ثم تبعته بفيلم “صندوق الدنيا” عام 2002، وهو العمل السينمائي الوحيد الطويل في مسيرتها حتى الآن. لاحقًا، ظهرت في أفلام مثل “حياة عادية” عام 2008 و”سوريون” عام 2016، مما أضاف بُعدًا جديدًا لمسيرتها.

كاريس بشار وتطورها الفني

مع مرور السنوات، تطورت كاريس من ممثلة شابة إلى نجمة من الطراز الأول. مسلسلات مثل “ليالي الصالحية” و”كسر عضم” و”ستيلتو” جعلتها رمزًا للدراما العربية المعاصرة. قدرتها على التكيف مع مختلف الأنواع الدرامية، من التاريخي إلى الاجتماعي، تؤكد أن بداياتها المتواضعة لم تكن عائقًا، بل دافعًا للتميز.

كاريس بشار وبقية أعمالها البارزة

إلى جانب ما ذُكر، قدمت كاريس العديد من الأعمال التي تركت أثرًا، مثل “أهل الراية”، “زهرة النرجس”، “غدا نلتقي”، “قلم حمرة”، و”مذكرات عائلية”. كما شاركت في أعمال تاريخية مثل “هارون الرشيد”، وأخرى اجتماعية مثل “النار بالنار”، مما يبرز تنوعها وقدرتها على التألق في كل دور تؤديه.