كم مرة أطعم قطتي في اليوم

رعاية القطط المنزلية لا تقتصر فقط على اللعب والتنظيف، بل تشمل بالدرجة الأولى توفير تغذية متوازنة ومنظمة تتماشى مع احتياجات القطة في كل مرحلة عمرية. تختلف كمية وعدد وجبات الطعام اليومية باختلاف عمر القطة، حالتها الصحية، نوع الطعام المستخدم، وحتى سلوكها. كثير من المربين، خاصة الجدد منهم، يقعون في حيرة بشأن عدد المرات المثالية لتقديم الطعام، فهل تكفي مرة واحدة؟ أم ينبغي تقسيم الطعام على وجبات؟ وكيف نميز بين الجوع الفعلي والسلوك المكتسب لدى القطة؟ هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها بالتفصيل في هذا المقال.

القطط الصغيرة واحتياجاتها الغذائية اليومية

القطط الرضيعة منذ ولادتها وحتى عمر 4 أسابيع تعتمد بالكامل على رضاعة الأم أو الحليب الصناعي الخاص بالقطط، ويُعطى كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، خاصة في الأيام الأولى. مع بداية الأسبوع الخامس، تبدأ القطة بالتعرف على الطعام شبه الصلب، حيث يمكن خلط الطعام الرطب مع القليل من الماء أو الحليب حتى يسهل تناوله. يُفضل تقديم الطعام من 4 إلى 6 مرات يوميًا في هذه المرحلة، مع تقليل الاعتماد على الرضاعة تدريجيًا حتى الفطام الكامل في عمر 8 أسابيع تقريبًا.

القطط اليافعة وسرعة نموها

ما بين عمر شهرين إلى ستة أشهر، تمر القطة بمرحلة نمو سريع، وتحتاج إلى طاقة وسعرات حرارية أكثر من القطة البالغة. يجب تقديم 3 إلى 4 وجبات يوميًا على الأقل. يمكن استخدام طعام جاف خاص بالقطط الصغيرة أو الطعام الرطب، لكن يُراعى أن يكون غنياً بالبروتين الحيواني والكالسيوم والفيتامينات. من المهم مراقبة سلوك القطة بعد الأكل؛ فإذا لاحظت أنها ما زالت تبحث عن الطعام فقد تحتاج إلى زيادة طفيفة في كمية الطعام.

القطط البالغة وتنظيم الوجبات

بعد عمر 6 أشهر وحتى سن السابعة تقريبًا، تدخل القطة مرحلة النضج والاستقرار. يُفضل هنا تقسيم الطعام على وجبتين رئيسيتين يوميًا، صباحًا ومساءً، ويمكن في بعض الأحيان إضافة وجبة صغيرة في منتصف النهار إذا كانت القطة نشطة أو من النوع الذي يحب التنقل الكثير. النظام الثابت في توقيت الوجبات يساعد القطة على التكيف وتحسين الهضم. يجب تجنب ترك الطعام في الإناء طوال اليوم لأن ذلك يشجع على التهام الطعام بلا تنظيم مما قد يؤدي إلى السمنة.

القطط المسنّة وخصوصية التغذية

القطط التي تتجاوز عمر 7 سنوات تدخل في مرحلة الشيخوخة، وهنا تبدأ التحديات. بعض القطط تفقد شهيتها تدريجيًا أو تُصاب بمشاكل في الأسنان، ما يجعل الطعام الجاف غير ملائم. في هذه الحالة، يُفضل التحول إلى الطعام الرطب أو مزج الجاف بالماء الدافئ. قد تحتاج القطة إلى وجبات صغيرة متعددة خلال اليوم (من 3 إلى 4 وجبات) مع التأكد من أنها تتناول الكمية الكافية من العناصر الغذائية، خاصة مضادات الأكسدة والأوميغا 3.

هل يمكن ترك الطعام طوال اليوم؟

يعتقد البعض أن ترك الطعام في الوعاء بشكل دائم فكرة عملية، لكن هذه الطريقة تناسب فقط القطط التي تملك قدرة على التحكم في شهيتها. أما معظم القطط فإنها ستأكل في كل مرة تمر بجانب الوعاء، مما يؤدي إلى السمنة. التغذية الحرة قد تكون مناسبة في حالات معينة، مثل القطط التي تعاني من أمراض مزمنة وتحتاج لتناول الطعام على فترات، لكن الأفضل دائمًا الالتزام بالوجبات المنظمة.

العوامل التي تؤثر على عدد الوجبات

لا يوجد نظام واحد يناسب جميع القطط، فعدد الوجبات يتأثر بعوامل كثيرة منها:

  • السلالة: بعض السلالات مثل الشيرازي والراجدول تميل إلى البطء في الحركة وتحتاج إلى نظام غذائي دقيق.
  • النشاط اليومي: القطط التي تتحرك كثيرًا وتلعب لساعات تحتاج إلى سعرات أكثر.
  • البيئة: القطط التي تعيش في أماكن باردة تحتاج إلى طاقة أعلى للحفاظ على حرارة جسمها.
  • الوضع الصحي: الأمراض المزمنة أو الحساسية الغذائية تستدعي نظامًا خاصًا يحدده الطبيب البيطري.

نصائح ذهبية لتنظيم وجبات القطة

من المهم وضع خطة غذائية منتظمة للقطة تشمل:

  • تحديد أوقات ثابتة للوجبات وعدم تغييرها فجأة.
  • عدم إهمال تقديم الماء النظيف بجانب الطعام طوال الوقت.
  • قياس كمية الطعام وعدم تجاوز الجرعة اليومية الموصى بها حسب وزن القطة.
  • مراقبة سلوك القطة بعد الأكل للتأكد من شبعها وعدم وجود مشكلات هضمية.
  • الانتباه لأي تغير مفاجئ في الشهية فقد يكون مؤشرًا على مرض.

هل القطط تعرف متى تتوقف عن الأكل؟

بعض القطط قادرة فعلاً على التوقف عن الأكل حينما تشبع، لكن عددًا كبيرًا منها يأكل بدافع التسلية أو التوتر، خاصة إذا اعتادت على المكافآت بكثرة. لذا من الأفضل دائمًا مراقبة الوزن شهريًا والابتعاد عن العشوائية في تقديم الطعام. من الطرق الفعالة لضبط شهية القطة استخدام ألعاب التوزيع الغذائي التي تجبرها على بذل مجهود للحصول على الطعام.

الخلاصة

عدد مرات إطعام القطة في اليوم ليس أمرًا ثابتًا بل يعتمد على مجموعة من العوامل المتغيرة، أهمها العمر، الحالة الصحية، ومستوى النشاط. القطط الصغيرة تحتاج إلى وجبات متكررة، بينما القطط البالغة يُفضل أن تُطعم مرتين يوميًا. الاهتمام بجودة الطعام، تنظيم الوجبات، ومراقبة التغيرات السلوكية يساهم بشكل كبير في حياة صحية وسعيدة للقطة. لا تتردد في استشارة طبيب بيطري متخصص عند ظهور أي علامات غير طبيعية مرتبطة بالتغذية.