كيف أتعامل مع قطتي أثناء الولادة

ولادة القطط تُعد من أكثر اللحظات حساسية في حياة مربي الحيوانات الأليفة، إذ تحمل هذه الفترة مسؤوليات كبيرة على عاتق الشخص الذي يعتني بالقطة. تتطلب الولادة بيئة آمنة ومستقرة، إلى جانب مراقبة دقيقة لسلوكيات القطة والاستعداد لأي طارئ صحي قد يحدث. من الضروري فهم مراحل الولادة ومعرفة متى يجب التدخل ومتى يُفضّل ترك القطة تتصرف بغريزتها. في هذا المقال، نقدم دليلًا شاملاً ومفصلًا حول كيفية التعامل مع القطة أثناء الولادة، وما يجب فعله قبل وأثناء وبعد هذه التجربة الفريدة.

قبل الولادة: تجهيز البيئة والمكان المناسب

عندما تقترب القطة من موعد الولادة، تبدأ بالبحث عن مكان آمن وهادئ لتلد فيه. هنا يأتي دور المربي في تهيئة “عش الولادة”، والذي يمكن أن يكون صندوق كرتوني متوسط الحجم مبطن بمنشفة ناعمة، ويوضع في زاوية هادئة من المنزل بعيدًا عن الضوضاء أو الحيوانات الأخرى. يجب أن يكون المكان دافئًا، وجيد التهوية، ويمكن تعديل الإضاءة فيه لتكون خافتة مما يمنح القطة إحساسًا بالأمان. من الأفضل تعويد القطة على هذا المكان قبل أسبوعين على الأقل من موعد الولادة المتوقع.

علامات اقتراب الولادة وكيفية ملاحظتها

من العلامات الواضحة على اقتراب موعد الولادة: تضخم البطن بشكل كبير، نزول الحلمات، وملاحظة بعض الإفرازات المهبلية. كما تصبح القطة أكثر توترًا أو تود الاختباء، ويقل نشاطها تدريجيًا. بعض القطط تُظهر سلوكًا حنونًا أو العكس، تصبح عدوانية قليلًا. يمكن أيضًا ملاحظة انخفاض بسيط في درجة حرارة جسمها. كل هذه المؤشرات تستدعي المراقبة الدقيقة لتحديد الوقت المتوقع للولادة بدقة.

كيف تبدأ عملية الولادة وما هي مراحلها؟

الولادة تبدأ عادة بانقباضات رحمية تشبه المخاض لدى البشر. تظهر على القطة علامات ألم خفيف كالتنفس السريع، اللهاث، أو المواء بشكل متقطع. المرحلة التالية هي نزول السائل الأمنيوسي ثم خروج الجنين. كل قطة تختلف عن الأخرى، ولكن بشكل عام، يتراوح الوقت بين كل صغير وآخر من 10 دقائق إلى ساعة. يجب أن تكون مدة الولادة كاملة بين 6 إلى 12 ساعة. قد تتوقف القطة بين كل صغير وآخر لتلعق المولود وتحفزه على التنفس.

هل يجب التدخل أثناء الولادة؟ ومتى؟

من الأفضل عدم التدخل إلا إذا ظهرت علامات غير طبيعية مثل استمرار الانقباضات لأكثر من ساعة دون خروج مولود، أو وجود نزيف حاد، أو خروج جزء من الجنين دون أن يخرج كاملًا خلال فترة طويلة. في هذه الحالات، يجب التواصل مع الطبيب البيطري فورًا. التدخل غير المدروس قد يسبب توترًا للقطة أو حتى يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

بعد الولادة: العناية بالأم والمولودين

بمجرد انتهاء الولادة، تبدأ القطة بلعق صغارها لتنظيفهم وتحفيزهم على التنفس. عليك مراقبة ما إذا كان كل مولود يتنفس ويتحرك. لا مانع من التدخل بلطف شديد إذا وُجد أحد الصغار ملفوفًا بالغشاء ولم تفتحه الأم خلال دقيقة أو اثنتين. بعد ذلك، تأكد من أن القطة تتغذى بشكل جيد، وتقدم لها طعامًا غنيًا بالبروتين والكالسيوم لتعويض ما فقدته أثناء الحمل والولادة. تأكد أيضًا من أن جميع الصغار يرضعون بانتظام.

النظافة والرعاية الصحية بعد الولادة

يجب تغيير الفوط أو البطانيات التي استخدمتها القطة في الولادة بعد انتهائها مباشرة لتجنب انتقال العدوى. كما ينبغي تنظيف محيط الصندوق دون إزعاج القطة. من الجيد أيضًا جدولة زيارة بيطرية بعد يومين إلى ثلاثة أيام للاطمئنان على صحة الأم وصغارها، خاصة إذا لاحظت خمولًا أو فقدانًا للشهية لدى الأم أو أحد المواليد.

أخطاء شائعة يجب تجنبها

من الأخطاء المتكررة التي يقع فيها الكثير من المربين: لمس الصغار مباشرة بعد الولادة مما قد يزعج الأم ويؤدي إلى رفضها لهم. كذلك، إزعاج القطة بكثرة المراقبة أو تسليط الضوء المباشر عليها قد يسبب توترًا كبيرًا. كما أن محاولة سحب الجنين باليد دون معرفة طبية تعرض حياة القطة والمولود للخطر.

دور التغذية في دعم القطة بعد الولادة

التغذية تلعب دورًا أساسيًا في تعافي القطة بعد الولادة. يُفضل تزويدها بطعام خاص بالقطط المرضعة، والذي يحتوي على نسب عالية من الدهون والبروتين، ويمكن تقديم اللبن المخصص للقطط كذلك. لا يُنصح بإعطاء حليب البقر لأنه قد يسبب اضطرابات معوية. يجب أن يتوفر الماء النظيف دائمًا، لأن الرضاعة تُفقد القطة كميات كبيرة من السوائل.

خاتمة

تُعد العناية بالقطة أثناء الولادة مسؤولية تتطلب التحضير والوعي والهدوء. من خلال فهم المراحل المختلفة للعملية وتوفير الدعم المناسب في كل خطوة، يمكن ضمان سلامة الأم وصغارها. تبقى المراقبة المستمرة، والتصرف الحكيم، وطلب المساعدة الطبية عند الحاجة، أهم ما يمكن للمربي تقديمه في هذه التجربة. في النهاية، فإن هذه اللحظات رغم حساسيتها، تحمل الكثير من الفرح والتجربة العاطفية الجميلة للمربي والقطة على حد سواء.