كيف أعرف أن قطتي حامل

يمثل اكتشاف حمل القطة لحظة مهمة لأي مربي يهتم بصحة حيواناته الأليفة. فمعرفة علامات الحمل مبكرًا تساعدك على تقديم الرعاية المناسبة للقطة وضمان ولادة آمنة وصحية لصغارها. تتعدد العلامات التي يمكن من خلالها التنبؤ بالحمل، وتتفاوت في وضوحها حسب كل قطة ومرحلة الحمل. في هذا المقال نأخذك في جولة شاملة نتعرف من خلالها على كافة الإشارات الجسدية والسلوكية التي تظهر على القطة الحامل، ونوضح أيضًا خطوات العناية اليومية بها، وكيفية الاستعداد للولادة.

أبرز علامات الحمل الظاهرة على جسم القطة

من العلامات الجسدية الأولى التي يمكن ملاحظتها هي تغير شكل الحلمات ولونها. بعد مرور نحو 21 يومًا من التزاوج، تبدأ الحلمات في البروز ويتحول لونها إلى الوردي الداكن، ويظهر حولها انتفاخ بسيط. ومع تقدم الحمل، يظهر على البطن انتفاخ تدريجي من الجانبين، ويزداد مع الوقت ليصبح البطن مستديرًا بشكل واضح، لا سيما في الأسابيع الأخيرة من الحمل. كما يمكن ملاحظة ترهل خفيف في منطقة البطن، خصوصًا عند المشي أو عند الوقوف على الأرجل الخلفية.

زيادة الشهية وتغير العادات الغذائية

القطة الحامل تحتاج إلى تغذية إضافية لدعم نمو الأجنة، لذا غالبًا ما تزداد شهيتها للطعام، وتبدأ في تناول كميات أكبر من المعتاد. من المهم مراقبة هذا التغيير وتوفير طعام عالي الجودة وغني بالبروتين، مع التأكد من وجود الماء النظيف دائمًا. بعض القطط قد تمر بفترات فقدان شهية قصيرة، خصوصًا في بداية الحمل نتيجة للتغيرات الهرمونية، إلا أن هذا الأمر لا يدعو للقلق إذا لم يستمر طويلاً.

الهدوء المفاجئ والتغير السلوكي

من أبرز مؤشرات الحمل أيضًا هو التغير المفاجئ في سلوك القطة. فقد تتحول القطة النشيطة إلى أخرى هادئة تميل إلى النوم لفترات أطول وتبتعد عن اللعب أو الحركة الزائدة. كما قد تطلب المزيد من المداعبة والاهتمام، وتصبح أكثر قربًا من صاحبها. بعض القطط قد تفضل الانعزال والاختباء في أماكن غير مألوفة، وهو سلوك فطري يشير إلى بداية استعدادها للولادة.

علامات الغثيان والتقيؤ الصباحي

كما هو الحال مع البشر، قد تمر القطة الحامل ببعض الأعراض الهضمية الخفيفة مثل الغثيان أو التقيؤ، خاصة في الأسابيع الأولى من الحمل. لا يشكل هذا الأمر عادة خطرًا طالما أن القطة لا تفقد شهيتها بشكل كامل ولا تظهر عليها علامات التعب العام. وفي حال استمر التقيؤ أو أصبح مفرطًا، يُستحسن مراجعة الطبيب البيطري.

توقف علامات الشبق والدورة النزوية

إذا كانت قطتك تعاني من علامات الشبق (مثل المواء بصوت مرتفع، التدحرج، رفع الذيل بشكل مستمر)، ثم توقفت تلك السلوكيات فجأة بعد تزاوجها، فقد يكون ذلك مؤشرًا على أنها دخلت في مرحلة الحمل. فتوقف الدورة النزوية بعد التزاوج الناجح يُعد من الإشارات السلوكية القوية على حدوث الحمل.

ظهور سلوك التعشيش قبل الولادة

في الأسابيع الأخيرة من الحمل، تبدأ القطة في استكشاف أماكن جديدة بالمنزل، وتبحث عن ركن هادئ وآمن يصلح ليكون عشًا للولادة. قد تلاحظ أنها تسحب الملابس أو المناشف إلى مكان معين، وتقوم بتهيئته بطريقة غريزية. هذا السلوك يُعرف بالتعشيش، ويُعد علامة واضحة على اقتراب موعد الولادة.

العناية اليومية بالقطة الحامل

تحتاج القطة خلال الحمل إلى بيئة مستقرة خالية من الضوضاء والضغوط النفسية. يُنصح بعدم إجبارها على الحركة أو الإمساك بها بشكل مفرط، وتوفير مكان دافئ وآمن تستريح فيه. يجب الاستمرار في تقديم الغذاء الصحي والمتوازن، وقد يُفضل استشارة الطبيب البيطري حول استخدام فيتامينات أو مكملات خاصة إذا كانت القطة تعاني من نقص في العناصر الغذائية.

زيارة الطبيب البيطري لتأكيد الحمل

رغم أن الملاحظات المنزلية تساعد في التنبؤ بالحمل، إلا أن زيارة الطبيب البيطري تظل ضرورية لتأكيد التشخيص. يمكن للطبيب إجراء فحص جسدي بعد مرور 3 أسابيع من التزاوج، أو استخدام الأشعة الصوتية (السونار) لتحديد عدد الأجنة ووضعيتهم. بعض الأطباء قد يستخدمون أيضًا الأشعة السينية بعد اليوم 45 من الحمل لرؤية هيكل الأجنة بوضوح.

الاستعداد ليوم الولادة

عندما يقترب موعد الولادة، يجب تجهيز عش نظيف ومريح في مكان منعزل ودافئ، مع وضع مناشف نظيفة داخله. يُفضل أن تترك القطة تختار مكانها بنفسها إن أمكن. يجب أن تراقب سلوكها من بعيد، وتكون مستعدًا للتدخل فقط إذا ظهرت علامات غير طبيعية مثل النزيف الشديد أو تأخر الولادة لساعات طويلة دون ظهور أي مولود.

مدة الحمل عند القطط

تتراوح مدة الحمل لدى القطط عادة بين 58 إلى 67 يومًا، أي ما يعادل تقريبًا تسعة أسابيع. تختلف هذه المدة نسبيًا بين سلالة وأخرى، وكذلك حسب عدد الأجنة في الرحم. من المهم متابعة التغيرات الجسدية والسلوكية بشكل دوري لمعرفة المرحلة الحالية من الحمل.

خاتمة

الانتباه لعلامات الحمل وملاحظة أدق التغيرات التي تطرأ على القطة يمكن أن يساعدك كثيرًا في التعامل معها بحرص ووعي خلال هذه المرحلة الحساسة. من خلال التغذية السليمة، والراحة الكافية، ومتابعة طبية دورية، ستتمكن من توفير بيئة مثالية للقطة وصغارها. ولا تنسَ أن الدعم العاطفي والحنان يظل من أهم العوامل التي تحتاجها القطة خلال فترة الحمل والولادة.