لماذا تختبئ القطة أسفل السرير

تُعد القطط من الكائنات التي تميل إلى الغموض، ويصعب أحيانًا على أصحابها تفسير تصرفاتها اليومية. من أبرز السلوكيات الشائعة بين القطط المنزلية هو اختباؤها أسفل السرير لفترات طويلة. هذا التصرف قد يبدو مقلقًا في نظر البعض، لكنه غالبًا ما يكون مرتبطًا بطبيعة القطط وحاجتها للخصوصية والأمان. في هذا المقال المفصل، سنستعرض مختلف الأسباب التي قد تدفع القطة إلى هذا السلوك، وسنناقش الطرق المثلى للتعامل معه، مع إلقاء الضوء على علامات تستوجب القلق.

الغريزة الطبيعية للقطط

القطط بطبيعتها كائنات تعشق الأماكن الضيقة والمظلمة، وهو سلوك موروث من أجدادها في البرية، حيث كانت تلجأ للاختباء لتجنب الحيوانات المفترسة أو للتركيز أثناء مراقبة الفريسة. هذا الجانب من طبيعتها لم يختفِ مع تدجينها، بل ما زال يظهر في سلوكها داخل المنازل. تحت السرير، تجد القطة مكانًا يوفر لها عزلة وأمانًا من الضوضاء والتفاعلات المفاجئة.

القلق والتوتر البيئي

من الأسباب الشائعة التي تدفع القطة للاختباء هو تعرضها لموقف مرهق. مثلًا، وصول ضيوف جدد، أو إدخال حيوان جديد إلى المنزل، أو حتى تغييرات في الروائح أو الأثاث يمكن أن يسبب توترًا لدى القطط. في هذه الحالات، تحت السرير يكون ملاذها للهروب من هذه المؤثرات الخارجية حتى تعود تشعر بالأمان مجددًا.

التفاعل مع الأصوات المرتفعة

الأصوات المفاجئة أو العالية مثل صوت المكنسة الكهربائية، الرعد، أو حتى صراخ الأطفال يمكن أن تثير فزع القطة. من الطبيعي أن تهرع للاختباء في مكان مظلم وآمن، خاصةً إذا كانت القطة بطبعها خجولة أو مرت بتجارب سيئة سابقًا مع الضوضاء.

مشاكل صحية أو ألم داخلي

عندما تمرض القطة أو تشعر بألم، فإنها قد تفضل الانعزال عن محيطها. هذا السلوك ينبع من غريزتها التي تدفعها لحماية نفسها أثناء فترات الضعف. إن لاحظت أن قطتك تختبئ لفترات أطول من المعتاد، ولا تظهر نشاطًا كالمعتاد، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود حالة صحية تستوجب الفحص الطبي.

مرحلة التكيف الأولى للقطط الجديدة

عند جلب قطة جديدة إلى المنزل، من المتوقع أن تبدأ أول أيامها وهي تختبئ تحت الأثاث، لا سيما أسفل السرير. هذا أمر طبيعي تمامًا، ويُفضل في هذه الحالة ترك مساحة كافية للقطة للتأقلم مع المكان الجديد تدريجيًا، مع توفير طعام وماء بالقرب منها، والابتعاد عن فرض التواصل الجسدي أو الصراخ.

فترات الحمل عند إناث القطط

إناث القطط خلال فترة الحمل، خاصة في مراحلها الأخيرة، تبحث عن أماكن آمنة ومنعزلة استعدادًا للولادة. أسفل السرير يُمثل مكانًا مثاليًا في نظرها بسبب الدفء، والهدوء، وقلة الحركة. لذلك إذا كانت القطة غير معقمة وتختبئ كثيرًا، يُفضل التأكد من وضعها الصحي وإمكانية الحمل.

رغبة في الانفصال المؤقت

في بعض الحالات، تلجأ القطة للاختباء لأنها ببساطة ترغب في بعض العزلة. كما يحتاج البشر أحيانًا للجلوس في غرفة بمفردهم، تحتاج القطط للابتعاد قليلًا عن التفاعل. هذا لا يعني بالضرورة وجود مشكلة، بل هو أمر صحي إذا توازنت فترات العزلة مع النشاط واللعب والتواصل المعتاد.

طريقة التعامل مع القطط التي تختبئ

إذا لاحظت أن قطتك تختبئ باستمرار تحت السرير، من المهم أن تتعامل مع الأمر بهدوء وحنان، لا بالصراخ أو محاولة إخراجها بالقوة. إليك بعض الخطوات العملية:

  • وفر للقطة بدائل مريحة وآمنة مثل بيوت صغيرة أو صناديق بها بطانيات.
  • استخدم الألعاب المفضلة لديها لجذبها تدريجيًا إلى الخارج.
  • تحدث معها بصوت منخفض مطمئن لتشعر بالأمان.
  • راقب سلوكها الغذائي وحركاتها، وإن لاحظت خمولًا أو فقدان شهية، توجّه للطبيب البيطري.

هل يجب منعها من هذا السلوك؟

الإجابة تعتمد على السياق. إذا كانت القطة تختبئ لساعات محددة ثم تعود لحياتها الطبيعية، فلا داعي للقلق أو منعها. أما إذا أصبح السلوك مفرطًا ومصحوبًا بمؤشرات مرضية أو نفسية، فهنا يجب التدخل. الأهم هو تقديم بيئة آمنة ومحفّزة، تجعل القطة تختار التفاعل بدلًا من العزلة الدائمة.

خاتمة

سلوك الاختباء تحت السرير هو جزء من طبيعة القطط، ويُعبر عن احتياجات نفسية أو فسيولوجية متعددة. من خلال الفهم الصحيح والدقيق لدوافع هذا التصرف، يمكن لصاحب القطة تقديم الدعم المناسب، سواء عبر تحسين البيئة أو التدخل الطبي عند الحاجة. تبقى القاعدة الأهم هي احترام خصوصية القطة وتقديم الحنان دون ضغط أو إرغام، فالثقة تبنى بهدوء ولا تُفرض.