ليلى عز العرب وأولادها

تعتبر الفنانة المصرية ليلى عز العرب واحدة من الأسماء اللافتة في الوسط الفني، حيث جمعت بين شخصية الأم القوية، والمسؤولة، وبين الفنانة ذات الحضور المميز في الدراما والسينما. رغم أن شهرتها جاءت متأخرة نسبيًا مقارنةً بزميلاتها، إلا أن ظهورها المتكرر في أعمال ناجحة أثبت موهبتها وثقافتها العالية، التي انعكست أيضًا في طريقة تعاملها مع الحياة الأسرية وأولادها.

ليلى عز العرب: من المصرفية إلى الفن

بدأت رحلة ليلى عز العرب بعيدًا عن الفن، حيث درست التجارة وتخصصت في مجال البنوك، وتمكنت من العمل لسنوات طويلة في مناصب مرموقة داخل القطاع المصرفي. لم تكن بداياتها الفنية إلا في بداية الألفينات، أي بعد أن تجاوزت الأربعين من عمرها، عندما قررت أن تُحقق حلمًا دفينًا بداخلها طالما راودها منذ الصغر، فدرست التمثيل وانطلقت بخطى ثابتة نحو الشاشة.
ومن الطريف أن أول أدوارها كانت صغيرة ولكنها لافتة، ما جعلها محط أنظار المخرجين والمنتجين الذين اكتشفوا قدرة هذه السيدة الناضجة على تقديم أدوار الأم، والسيدة الأرستقراطية، أو حتى الشعبية بمهارة.

ليلى عز العرب وأولادها: علاقة تقوم على الحب والدعم

ليلى عز العرب أنجبت ولدًا وبنتًا، الابن الأكبر يُدعى سامح، ويبلغ من العمر 50 عامًا، وهو شخص يفضل العيش بهدوء وبعيدًا تمامًا عن أضواء الشهرة والإعلام، على عكس والدته. سامح يتمتع بشخصية متزنة ويميل إلى الحياة العملية، ويُقال إنه يعمل في مجال بعيد عن الوسط الفني، ويُفضل الحفاظ على خصوصيته.
أما ابنتها، فتُدعى أروى، وتبلغ من العمر 47 عامًا، وتعيش منذ سنوات في إحدى الدول الأجنبية. أروى أم لأحفاد الفنانة ليلى عز العرب، وتربطها بوالدتها علاقة قوية رغم المسافات، إلا أن الظروف الأسرية تحول دون التقائهما بسهولة.
ليلى تحدثت أكثر من مرة عن مدى اشتياقها لأحفادها، خاصة وأن طليق ابنتها يمنعهم من القدوم إلى مصر، ما يسبب لها ألمًا نفسيًا متزايدًا، تعبر عنه بصدق في بعض اللقاءات.

ليلى عز العرب بين أحفادها وحب العائلة

تصف ليلى عز العرب علاقتها بأحفادها بأنها من أعمق الروابط التي عرفتها في حياتها، وأن الحنين إليهم لا يُعوضه أي شيء، حتى وإن كانت التكنولوجيا تسمح لها برؤيتهم عبر مكالمات الفيديو. تقول دائمًا إن الأمومة والجدّية لا يكتمل معناهما إلا بالاحتضان الفعلي، والجلوس وجهًا لوجه.
وبالرغم من هذه المسافة، تحرص ليلى على إرسال الرسائل والهدايا لهم، وتحكي عنهم دائمًا في كواليس أعمالها، وتعتبرهم دافعًا إضافيًا للاستمرار والعطاء في مجالها.

ليلى عز العرب: الحضور المتجدد على الشاشة

لم تتوقف ليلى عز العرب عن التجديد في أدوارها، إذ ظهرت مؤخرًا في مسلسل “جروب العيلة” بدور الأم المتزنة صاحبة الرؤية العميقة، كما شاركت في أعمال أخرى مثل “1000 حمد الله على السلامة” و”الونش”، وجميعها عكست تطور أدواتها التمثيلية رغم التحديات.
اللافت أنها تؤدي كل دور بإخلاص شديد، وتحرص على فهم الأبعاد النفسية والاجتماعية للشخصية، ما يمنح حضورها وزنًا خاصًا لدى الجمهور والنقاد.

ليلى عز العرب: وجه آخر في الكوميديا

إلى جانب الأدوار الدرامية، برعت ليلى عز العرب في تقديم الكوميديا بأسلوب ذكي، حيث ظهرت في أعمال مثل “الكبير أوي” و”بدل الحدوتة تلاتة”، وجسدت شخصيات خفيفة الظل دون أن تقع في فخ المبالغة. تلك القدرة على التنقل بين الجدية والفكاهة جعلتها ضيفة محببة لدى الجمهور من مختلف الأجيال.

ليلى عز العرب وأثرها الإنساني والفني

بعيدًا عن الشاشة، تشارك ليلى عز العرب في حملات توعوية وثقافية، ولها نشاطات مجتمعية تتعلق بالمرأة والطفل. وتُعد مثالًا يُحتذى به في التوفيق بين الطموح المهني والدور الأسري، حيث أظهرت أن النجاح لا يقتصر على الشباب، وأن كل مرحلة عمرية لها بصمتها الخاصة إذا ما توافرت الإرادة والشغف.

ليلى عز العرب: طموحات مستمرة وأدوار قادمة

لا تزال ليلى عز العرب تطمح للمزيد، فقد أعلنت في لقاء صحفي أنها تستعد للمشاركة في مشروع درامي جديد يتناول قضايا الأمهات العاملات، وهو ما اعتبرته دورًا قريبًا من قلبها لأنه يشبه واقعها إلى حد كبير. وترى أن الفن ما زال قادرًا على حمل رسائل إيجابية في ظل فوضى المحتوى.