عرف الجمهور الفنانة ليلى عز العرب من خلال أدوارها المميزة التي ظهرت بها في مراحل متأخرة من عمرها، لكن كثيرين لا يعرفون أن هذه الموهبة الفنية الفريدة كانت تُخفي منذ الصغر طموحًا حقيقيًا تجاه التمثيل، حتى وإن تأخر ظهوره.
أقسام المقال
ليلى عز العرب في حي الزمالك الراقي
وُلدت ليلى عز العرب في حي الزمالك بالقاهرة في 14 أغسطس 1950، وهو من الأحياء الراقية التي ارتبطت دومًا بالصفوة والمثقفين. ترعرعت في بيئة مميزة محاطة بالفن والثقافة، حيث كان جدها الشيخ أبو العلا محمد من أعلام الموسيقى الشرقية، وقد عرف بكونه مكتشف أم كلثوم، مما جعل الطفلة ليلى تنمو وسط أجواء مليئة بالإبداع. عاشت طفولتها في منزل يشبه المتحف، مليء بالكتب والأسطوانات القديمة، وكانت تمضي ساعات طويلة تستمع إلى أم كلثوم وعبد الوهاب، وتقلد تعابير وجوههم أمام المرآة.
تفوق ليلى عز العرب العلمي منذ الصغر
لم تكن ليلى مجرد طفلة تحب الفن، بل كانت أيضًا تلميذة نجيبة، إذ أظهرت منذ الصغر شغفًا بالعلوم الإنسانية والاقتصاد، وهو ما دفعها لاحقًا لدراسة التجارة في جامعة القاهرة. في المدرسة، كانت دائمًا من الأوائل، وتفوقت في اللغات والحساب والمنطق. لم تكن عائلتها تدعم توجهها الفني، بل كانت ترى فيها مشروع سيدة مجتمع ناجحة في مجال المال والأعمال، وهو ما تحقق بالفعل لاحقًا حين شغلت مناصب إدارية في كبرى المؤسسات المالية.
ليلى عز العرب وشغف دفين تجاه الفن
رغم نجاحها في المجال المصرفي، لم تُطفأ شعلة الفن داخلها، فليلى منذ مراهقتها كانت تكتب نصوصًا قصيرة وتقلد الممثلات في غرفتها. وكانت تُخرج عروضًا تمثيلية صغيرة لأطفال الجيران، مستخدمة ملاءات الأسرة كستائر مسرح. وقد وصفت نفسها في أكثر من لقاء بأنها كانت “ممثلة غير معلنة”، تمارس شغفها في الخفاء حتى لا تُغضب والدها.
بداية متأخرة ولكن مؤثرة لمسيرة ليلى عز العرب
مع حلول عام 2000، وفي عمر ناضج، قررت ليلى كسر التردد والسعي وراء حلمها المؤجل، فالتحقت بورشات مسرحية في قصر السينما، وتعلمت أسس الأداء على يد أساتذة كبار مثل سعد أردش. أول ظهور فني لها كان في دور صامت بفيلم “معالي الوزير”، وهو ما اعتبرته لحظة فارقة. ومع فيلم “إسكندرية نيويورك” للمخرج يوسف شاهين، بدأت الأنظار تلتفت لها، خاصة أن حضورها أمام الكاميرا كان قويًا ومقنعًا رغم عدم تلقيها تدريبًا أكاديميًا في معهد الفنون المسرحية.
انطلاقة ليلى عز العرب الحقيقية
انطلقت بقوة في عام 2009 عندما شاركت في فيلم “1000 مبروك” بدور والدة أحمد حلمي، وقد خطفت الأضواء بخفة ظلها وإحساسها العالي. بعد هذا الفيلم، توالت عليها العروض، فشاركت في عشرات الأعمال من بينها مسلسل “السبع وصايا”، و”الكبير أوي” بشخصية سامانثا الأمريكية، التي علقت في ذهن الجمهور لغرابتها وطرافتها. تميزت بقدرتها على أداء الشخصيات المركبة، خصوصًا السيدات الأرستقراطيات أو الشخصيات ذات الطابع الكوميدي الهادئ.
حياة ليلى عز العرب العائلية والشخصية
رغم الشهرة المتأخرة، إلا أن ليلى عز العرب دائمًا ما كانت حريصة على خصوصية حياتها العائلية. تزوجت من رجل خارج الوسط الفني، ولديها ابنة وحيدة تُدعى “فرح”. في أكثر من لقاء إعلامي، تحدثت عن كونها جدة، وأكدت أنها تحاول الموازنة بين حياتها المهنية وحبها لعائلتها. تقول إنها تُعلم أحفادها حب الفن والانضباط في آن واحد.
ليلى عز العرب وذكرياتها الطفولية
تحب ليلى استعادة ذكريات طفولتها، وغالبًا ما تنشر على حسابها على إنستغرام صورًا من مراحل عمرية مختلفة. تحدثت في لقاء تلفزيوني عن ذكرياتها في مدرسة الراهبات، حيث تعلمت اللغة الفرنسية والأدب الكلاسيكي. كما روت كيف كانت والدتها تصطحبها إلى الحفلات الموسيقية في دار الأوبرا، وهي لحظات شكلت وجدانها الفني. ذكرياتها لم تكن فقط فنية، بل أيضًا مليئة بالمواقف العائلية التي صنعت شخصيتها الناضجة والمتصالحة مع نفسها.